أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معقل زهور عدي - مغزى الانتخابات الفلسطينية في الضفة والقطاع














المزيد.....

مغزى الانتخابات الفلسطينية في الضفة والقطاع


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1077 - 2005 / 1 / 13 - 10:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


بغض النظر عن الوظيفة التي تم التخطيط لها لمسألة الانتخابات الفلسطينية ، فقد شكلت تلك الانتخابات علامة بارزة في العمل السياسي الوطني الفلسطيني ، وذلك لكونها تكرس لأول مرة مبدأ الانتخاب الديمقراطي بدلا من انتزاع السلطة بالقوة والاستناد في بقائها للأجهزة الأمنية كما هو الحال في طول الوطن العربي وعرضه

سيشعر محمود عباس أن تفويضه قد جاء من صناديق الاقتراع ، وبالتالي فهو ليس مدينا لاللأمن الوقائي ولا للقوة 17 ولا لغيرهما في المنصب الذي سيشغله ، ومع ذلك فلا بد له من أن يتذكر أن مركزه في حركة فتح ، ودوره السابق في اتفاقيات أوسلو ، والمرونة الزائدة التي أظهرها ، كل ذلك أسهم في وضعه على خشبة المسرح قبل أن يأتي المشاهدون بوقت طويل ، بالنسبة له تعتبر الانتخابات استفتاء شعبيا لبرنامجه السياسي وجوهره انهاء العمليات ضد اسرائيل واستبدالها بضغوط سياسية ودولية للحصول على مايمكن الحصول عليه ، وفي حين ان تقديره ربما ينصرف الى امكانية الوصول الى تفاهمات مع حماس والجهاد الاسلامي لتحقيق ذلك ، كما أن بامكانه من باب أولى السيطرة على كتائب الأقصى باعتبارها بنتا شرعية لفتح ، فان حماس والجهاد قد لايشاركانه ذات الشعور ، وبالنسبة لهما تعتمد المسألة حول المقابل من جهة ، وحول الضمانات الحقيقية لعدم استغلال الهدنة لتصفية الأجنحة المقاتلة في ظل مطالبات صريحة من قبل اسرائيل بذلك ، وهناك تخوف كبير من اساءة محمود عباس استعمال التفويض الذي حصل عليه من صناديق الاقتراع ، وذلك باقدامه على ما أحجم هو وغيره عن القيام به طوال الفترة السابقة رغم الضغوط ونعني به نزع سلاح المقاومة .
بالنسبة للشعب الفلسطيني يعكس انتخابه لمحمود عباس رغبة في الحصول على هدنة ولو مؤقتة تتيح له التقاط انفاسه وتخفيف الحصار عنه ووقف الحملات العسكرية الوحشية التي تكاد تصبح حرب ابادة ، وفي الحقيقة فان الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع قد أصبح منذ فترة طويلة في مركز دفاع مكشوف عن النفس في مواجهة قوة عسكرية عاتية وقيادة سياسية متعطشة للدم والتدمير ، واصبحت مقاومته في عمومها محاولة لردع العدو عن الايغال في القتل والتدمير أكثر منها أي شيء آخر .
يدرك الشعب الفلسطيني أن الخيارات المتاحة أمامه اليوم محدودة للغاية ، وأن اسقاطه لمحمود عباس على فرض حصوله في الانتخابات يعني فتح الباب أمام تناحر داخلي لمراكز القوى وللمافيات المقنعة حول السلطة مما يمهد لتعميق التدخل الاسرائيلي وتوسيع حرب الابادة ضده ، ويعني من جهة أخرى الوقوف ضد ارادة القوى الدولية المهيمنة التي دفعت بمحمود عباس نحو الواجهة ، وفي ظل التوازن الدولي الراهن وانهيار الوضع العربي وغياب دور الحكومات والشعوب العربية في تقديم أي دعم ملموس ( تلعب الحكومات العربية في الواقع دورا هاما في استكمال الحصار حول الشعب الفلسطيني والضغط عليه ) وجد الشعب الفلسطيني أن عليه الاختيار ليس بين مشروعه الوطني والمشاريع الأخرى ، ولكن بين الخيار الأسوأ والخيار الأقل سوءا ، ومع ذلك لم يفت الشعب الفلسطيني أن يترك بصماته الخاصة على الانتخابات لمن يرغب في تأمل المشهد بدقة ، فهناك نسبة هامة ممن قاطع العملية الانتخابية ( رغم ان الشعب الفلسطيني مسيس بالكامل تقريبا ) ، ولسان حاله يقول : اذا كان لابد لمحمود عباس ان يفوز فليفز ولكن ليس بصوتي ، وهناك المفاجأة الكبرى بفوز المرشح الوطني- الديمقراطي مصطفى البرغوثي بعشرين بالمئة من الأصوات دلالة على أصالة وعمق التيار الذي يمثله والذي يتطلع الى تقديم نموذج مختلف للقيادة يتميز بالكفاءة والعصرية والنزاهة وقوة الروح الوطنية ، وخط سياسي واضح يتبنى النضال الديمقراطي ولايدخل في تناقض مع القوى المقاومة بل يكملها
لقد دشنت الانتخابات الفلسطينية مرحلة جديدة تختلط فيها المخاوف بالآمال ، ولعل أكبر تلك المخاوف وأقربها هو استجابة محمود عباس للإشارة الصادرة من واشنطن وتل أبيب بأن أولى مهامه تصفية المقاومة ونزع سلاحها مقابل وعود غامضة سرعان ماتتبدد كسراب الصحراء .
أما بصيص الضوء فهو ذلك المتمثل في قدرة الشعب الفلسطيني على تنظيم نفسه والانضباط الرائع الذي أظهره في تقبله وممارسته للديمقراطية مثلما أظهر تماسكه وصلابته في ميدان المقاومة.


معقل زهور عدي



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة المقاومة ومقاومة السياسة
- التحول الديمقراطي في سورية والموقف الراهن
- سورية ولبنان واستحقاق الشعوب
- معضلة الديمقراطية في التجربة الاشتراكية السوفييتية
- اية ديمقراطية نريد؟
- نعوم تشومسكي-الهيمنة أم البقاء
- نحو بديل عقلاني في مواجهة العولمة
- الليبرالية الجديدة والمسألة الديمقراطية
- جدار الفصل العنصري-علامة مميزة في تاريخ الصراع العربي الصهيو ...
- الاحتلال وأزمة المقاومة في العراق
- الموقف من ظاهرة المقاومة في العراق كمؤشر للفرز داخل التيارات ...
- التحول الديمقراطي داخل الفكر الاشتراكي


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معقل زهور عدي - مغزى الانتخابات الفلسطينية في الضفة والقطاع