كعكة التوقعات..!!

توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1077 - 2005 / 1 / 13 - 10:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

الحديث عن تقسيم كعكة القوة في الشارع الفلسطيني بحسب نتائج التصويت في انتخابات الرئاسة الأخيرة حديث مبكر ومضلل وخادع، ولكن بالنظر إلى نتائج التصويت ونسبة المصوتين من مجموع الناخبين –حسب السجل المدني- وبحسبة بسيطة- نجد ان نسبة التأييد لحركة فتح ومواليها تتراوح بين25-27%بينما تقترب نسبة المؤيدين لمصطفى البرغوثي الى 10% في حين تقدر نسبة اللامبالين أصلا بالتصويت إما بسبب موقف حماس والجهاد اللتين أوعزتا لأنصارهما بعدم المشاركة، أو لكون اللعبة معروفة ب 55% .

* * *

هذه النتائج تبدو في ظاهرها انتصارا لفتح رغم أنها كانت متوقعة وبأكثر مما جرى بسبب موقف المعارضة الفلسطينية المتناقض أيدلوجيا ورؤيويا ،ولكن في الحقيقة فان نتائج هذه الانتخابات مؤشر واضح على تراجع شعبية فتح ويجب على قادتها الشباب ان يسرعوا في عملية شد وجه الحركة التي بدت عليها الشيخوخة السياسية ولست أدعي ذلك من باب الحط من معنويات الاخوة و إنما بالنظر الى الاعتبارات الموضوعية التالية
1-المقارنة بين ما حققته الحركة في انتخابات الرئاسةعام2005 وعام 1996
2-الحملة الانتخابية الشرسة والعنيفة والتي استعملت الطرق المشروعة وغير المشروعة مستغلة كل مؤسسات السلطة وتأثيراتها.
3-نسبة الذين لم يصوتوا وتبلغ أكثر من نصف مجموع الناخبين
وللعلم فان المقياس الحقيقي لقوة حركة فتح في الشارع الفلسطيني ليس بالضرورة نتائج انتخابات الرئاسة وانما نتائج الانتخابات التشريعية والبلدية القادمة –هذا ان جرت .

* * *

ان من حق الفائز ان يحتفل بفوزه ولكن المبالغة باحتفالات النصر والرقص حتى الصباح وكأننا حررنا القدس و إطلاق رصاص الابتهاج بغزارة " ثمن الرصاصة الواحدةب30 شيكل من دمنا " ان دل على شيء فهو يدل على بقايا هستيريا شوفينية في عقلية بعض كوادر حركة فتح تنم عن ضعف في الثقة بالنفس وهي المفترض فيها حس عال بالمسئولية الجسيمة والشعور أكثر بوطأة الاحتلال الذي يرزح على صدورنا جميعا دون تفريق .والفوز في الانتخابات لا يجب ان ينظر إليه على أنه انتصار على البرغوثي أو غيره وبل يجب أن يكون انتصارا لفتح على وجهها السلطوي المشوه بالترهل والفساد

* * *

والآن وبعد أن انفض المولد وأصبح أبو مازن رئيسا شرعيا فان من حقي كمواطن لم ينتخبه أن أطالبه بالوفاء على الأقل بالوعود الصغيرة التي قطعها على نفسه وهي إعادة الاعتبار لكرامة المواطن باجتثاث الفلتان الأمني ومحاربة الفساد و إعادة توزيع مصادر الدخل فلا يعقل ان يقبض أحدهم ثلاثة رواتب من السلطة بينما لا تجد أسر كثيرة طعام يومها
أما بالنسبة للوعود الكبيرة كإنهاء الاحتلال وتحرير القدس وحق العودة فاني أعرف أنها ليست بمقدور أبي مازن أو غيره من الزعماء و إنما هي بمقدور إرادة الدم الفلسطيني ليس أكثر

* * *

أن السيناريو المتوقع لمسيرة عباس القادمة يرتبط إلى حد كبير بأمرين
أولهما : مدى الجدية في إنجاز الوعود الصغيرة لكسب ثقة الفلسطيني العادي لان هذه الثقة هي سلاح أبي مازن الأقوى في المواجهة السياسية القادمة مع أمريكا وإسرائيل
ثانيهما : مدى الدعم الأمريكي والهدايا الإسرائيلية مقابل التجاوب الرسمي الفلسطيني فان لم يتجاوب الخلف كالسلف فالحصار في المقاطعة قابل للتكرار
إنني حقا مشفق على رئيسنا الجديد الذي يحمل صخرة سيزيف وكان الله في عوننا وعونه

#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات