|
إن الإنسان يصنع الدين - ما هو الدين؟!
مختار العربي
الحوار المتمدن-العدد: 1077 - 2005 / 1 / 13 - 10:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الدين لغة: هو العادة ، والحال والسيرة ، والسياسة والرأي والحكم والجزاء الدين في الفلسفة:- يطلق على الدين في الفلسفة أنه وضع إلهي يسوق ذوي العقول إلى الخير. الشريعة الدينية :- - الشريعة من حيث أنها مطاعة تسمى ديناً - ومن حيث أنها جامعة تسمى ملة. - ومن حيث أنها يرجع إليها تسمى مذهباً. - فالدين منسوب لله تعالى. - والملة منسوبة للرسول. - المذهب منسوب للمجتهد. الدين في المصطلح القرآني: الجزاء : و قد استُعملت كلمة " الدين " بمعنى الجزاء في عدة مواضع من القرآن الكريم منها : قول الله عَزَّ و جَلَّ : { مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ } – سورة الفاتحة الآية (4) قول الله جَلَّ جَلالُه : { وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ }. الطاعة : و استُعمل " الدين " بمعنى الطاعة في القرآن الكريم في مواضع منها : قول الله عَزَّ و جَلَّ : { وَلَهُ مَا فِي الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللّهِ تَتَّقُونَ } و قوله تعالى : { قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } الدين عند علماء الدين الإسلامي:- أنه : " أسم لجميع ما يُعبد به الله " راجع المنجد. ما يدان به من الطاعات مع اجتناب المحرمات " ولنسمع رأي آية الله الشيخ جعفر السبحاني: " إن الدين حسب اصطلاح القرآن هو الطريقة الإلهية العامة التي تشمل كل أبناء البشر في كل زمان و مكان ، و لا تقبل أي تغيير و تحويل مع مرور الزمن و تطوّر الأجيال ، و يجب على كل أبناء البشر إتباعها ، و هي تُعرض على البشرية في كل أدوار التاريخ بنحو واحد دون ما تناقض و تباين ، و لأجل ذلك نجد القرآن لا يستعمل لفظة الدين بصيغة الجمع مطلقاً ، فلا يقول : " الأديان " و إنما يذكره بصيغة المفرد ، كما يقول : { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ } { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } آراء في الدين كظاهرة اجتماعية:- دوركهايم (1) الفيلسوف الاجتماعي الشهير يقول : إنني أرى الدين على أنه مؤسسة اجتماعية قوامها التفريق بين المقدس والغير مقدس ، وبهذا يقسم دوركهايم الدين إلى : · جانب روحي مؤلف من العقائد والمشاعر الوجدانية. · جانب مادي مؤلف من الطقوس والعادات. يري جواد على (2) : الدين هو (إيمان وعمل):- - إيمان بوجود قوى هي فوق طاقة البشر ، لها تأثيرها في حياته ومقدراته. - عمل في أداء طقوس معينة تعين شكلها الأديان للتقرب إلى الآلهة لاسترضائها. وهنالك رأي آخر:- - إن الدين منظومة تتكون من التصورات والمعتقدات الدينية (الأسطورية) الخيالية بالإضافة إلى عنصر الأمزجة والانفعالات النفسية والعاطفية ، وكذا الممارسات العملية التي تتجلى في شكل الطقوس والشعائر الدينية التي يقوم بها الإنسان المتدين تجاه الدين الذي يعتقد فيه كعنصر ثالث. ونحن نقول بأن التعريف الأخير هو أقرب لأنه يشرح البنية الداخلية للدين أي تركيبه ومفاصل حدوثه ومضمونه ، فالتصورات إنما تكون وجهة نظر ومفهوم لرؤية العالم. - وكتب إنجلز (3) يقول: ( إن الدين قد ولد في عصور بدائية ، من تخيلات الناس الجاهلة الغامضة ، البدائية عن طبيعتهم ذاتها وعن الطبيعة الخارجية التي تحيط بهم ، ولكن كل أيدلوجية ما أن تنشأ حتى تتطور بالارتباط مع جميع التصورات القائمة وتخضعها للتعديل والتواصل ، وإلا لما كانت أيدلوجية ، أي أنها ما كانت تواجه الأفكار بوصفها هويات مستقلة تتطور بشكل مستقل وتخضع لقوانينها الخاصة. - ماركس كتب (4) : وفي سياق رد ماركس على فلسفة الحق عند هيجل قال: إن الإنسان يصنع الدين وليس الدين هو الذي يصنع الإنسان. وفي رسالة بعثها إلى رجيه (1842) جاء : ( الدين لا يعيش في السماء بل على الأرض- انه وعي الذات والشعور بالذات لدى الإنسان الذي لم يجد بعد ذاته ، أو الذي فقدها ، والدين تحقيق وهمي للكائن الإنساني ، لأن الكائن الإنساني لا يملك واقعاً حقيقياً. كما كتب إنجلز موضحاً الصورة أكثر ( إن الإله المسيحي ليس سوى الانعكاس الخيالي للإنسان. لقد خلق الإنسان قبل الأفكار ، واستطاع بفرضية الحياة والتعايش الطبيعي داخل الأطر المادية للحياة أن يكتسب الفكر ويتناول الرؤية للأشياء ويموضعها داخل قالب التفسير المادي للحياة ، وبذا بدأت لدى الإنسان نزعة التقدير والتقرير والتفسير لجملة أسماء طرأت على واقع حياته الذي يحياها على الأرض ولا يملك خلفية فكرية موضوعية مادية عنها ، وبدأ الإيمان بالعالم يسري في الجسد البشري ويحقق لمشيئاته فبرزت حاجته الماسة للتكوين العقلاني للسؤال. ولذا نحاول أن نبدأ بتعريف الدين داخل الكيان الإنساني المادي والمثالي بوصفهما أنماط التفكير الإنساني على مر العصور ، ويتحتم عليما في مقام الحديث عن الدين أن نتناول الدين بوصفه ظاهرة اجتماعية وتأريخية ولهذا نحتاج لفهم وإيجاد أطر تحمله وتجمله لينشأ هنا امتهان الإرادة الحرة التي تريد أن تفسر وتعرف وتفهم وتؤسس لمعطيات تأخذ بركاب الفكر البشري إلى مصاف الإيمان بالعمل والعمل بالإيمان. (1) المعجم الفلسفي – جميل صليبا – باب الدال – ( الدين) . (2) د. جواد على – المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام – الجزء السادس. (3) و (4) ماركس – إنجلز : حول الدين – نقله إلى العربية – دار الطليعة-*بيروت ط1974م.
#مختار_العربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نساء النبي (ص) (1) مارية جميلة جعدة وكان النبي معجبا بها وكا
...
-
ثيوقراطية النص المتحرك - إهدار دم من آذى النبي(ص) قصص للموت!
...
-
النبي (ص) يطأها بملك اليمين - ريحانة بنت زيد سبية بني قريظة
...
-
التاريخ الاستسلامي لمؤرخي (مخربي..) التاريخ (الذات الإنساني
...
-
ويتَحْرقُ شوقاً لمضاجعتها - الشبق الجنسي يحرك النص الديني!!
-
أنها نكحت شاباً في سن ولدها وربما أصغر غير عابئة بأي نقد أو
...
-
إسلامياً أبو جهل لعنة الله عليه - كيف قتل أبو جهل!!
-
يقبلها وهو صائم ويمص لسانها - أم المؤمنين عائشة والأحاديث ال
...
-
مكانة المرأة عبر التاريخ!!
-
تولي نبي بني هاشم - وهذا نبي بني يعرب!! الباطنية في الفكر ال
...
-
أنبياء الإسلام - قبل الإسلام المحمدي - 4/47
-
أم المؤمنين زينب بنت جحش زوجة زيد ابن محمد! زواج النبي (ص) م
...
-
الحوار المتمدن - مكة العلمانيين والحق... ولا تولد الآلام الك
...
-
شغل أهل الجنة هو افتضاض الأبكار - وأيكم يملك إربه!!!
-
أنبياء الإسلام في الجزيرة العربية - قبل ثورة محمد - ص
-
سارتر - الوجود ضد اللاوجود
-
صفحة من كتاب قريش من القبلية إلى الدولة المركزية -لخليل عبد
...
-
سنقرئك فلا تنسي الآية.. نسيان النبي (ص) ما يوحي إليه! – الجز
...
-
أعطني حرية المعرفة والتفكير والكلام والمعتقد من دون سائر الح
...
-
من هو التاريخ الإسلامي؟؟
المزيد.....
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|