مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 3655 - 2012 / 3 / 2 - 19:02
المحور:
سيرة ذاتية
يوميات : من دفاتر الغربة – 15
أحاول باختصار أن أسجّل علامات مساري , وتجربتي في حقل النضال والكفاح والعلم والتعليم والتربية , الذي لملمته من بيدر الحياة الخصبة الطويلة . رأيت أن أنشر و أسجّل ملاحظاتي وبعض تجربتي لأنها ليست ملكي فقط , إنها ملك لغيري أيضاً , فواجب عليّ أن أنقلها للاّخرين و أن تتطلع عليها الأجيال لأنها فيها متعة وثقافة , وهي تجربة صادقة ومعاشة ونابضة بالحياة , وليست تخيلاً , أو مقطوفة و مكتوبة في مكتب أنيق مدفّأ , ومبرّد , ومحمي من لسعات الذباب والحشرات السامة , أو من برج عاجي في قصر مسروق من عرق الكادحين , أو معلقة في جنائن الطغاة المشرفة على اّهات العبيد والمقيدين ..
فأنا لست سلبية أو محايدة أو متفرجة , الحياة لا تكفي للفرجة والمشاهدة السلبية , بل للحركة والفعل والعمل والمشاركة والتوثيق وتسجيل الملاحظات -
أجل .. ثقافتي هي خطوتي موقفي ملاحظتي نقدي كلمتي ..أتعلم , وأعلّم , أقرأ , وأكتب , أشاهد , وأدوّن . نعم ,, لقد تعلمت أن أفعّل وأنشر كل حرف ومعلومة وحكمة ومشهد ومنظر وصورة .. لكي أكون لاقطة ومرسلة , ومنتجة ..لا حجر لا يتحرك ولا يتكلم فأنا لست جماداً – حتى الحجر والجماد يصنع منه تماثيل تنطق , ومنازل تسكن وتنمو فيها الروح فرحاً وعطاء وإنتاجًا .. التراب يتكلم ويثمر ويزهر فكم بالأحرى الإنسان ..؟ .. " لا تكن سامعاً ناسياً بل عاملاً بالكلمة " .
....
- يقولون : أن النوم هروب , وأنا أقول : إن السهر هروب من ألم الوحدة .. والتمزّق الفكري والعاطفي .
...
الحبيب ينتظر ..
سافرت ولم أسافر ..!؟
وداعاً دون سفر ؟
إنتظرني في المطار – والمسافرون لم يأتوا – لم يصلوا
لا الوجوه ولا الحقائب فرحت - بقيت نائمة على مخدة وسرير الحذر والكدر والقدر –
اليوم .. لا قبل لا هدايا لا تحايا ولا قطاف الورد
اليوم تأمل وصمت ونظرات في الفراغ , وقلوب تطير لتحلق في الأفق فترجعها الأسلاك
إنه ينتظرني الاّن –
حبيبي هناك .. واقف مع المستقبلين .. تتسابق الدمعة والإبتسامة إلى باب الفرح
فلا عتب أن رجعت مغتالة إلى حيث تقيم
فلا عجب أن رجعت الإبتسامة إلى صندوق القلب المعلب بطبقات الورد الباردة , باردة كنوارس البلطيق وطيور الثلج المعمرة في الغابات العتيقة ..
الوداع يصبح استقبال بارد , والإستقبال يصبح فراغ .. فراغ في غربة المطار ومطار الغربة البعيدة حيث لا أحبة ولا شفاه ولا أعياد , فاللقاءات مسافرة لا تزال مسافرة في قوانين الحصار والموانع والموانئ البخيلة .
إنها ورقة من أوراق الخريف النضالي – والأممي –
حاولنا أن نجعل الفصول متساوية ومتقاربة ومزهرة دائماً في شمس دفئنا وحبنا – فلا أتت المواسم ولا الغلال ولا الحصاد وبقي الكرم جافاً يابساً – وقناديل الدروب مطفأة .. والشارع مجهول الخطوات – إنه ظلام في ظلام يحيك عنكبوت الفراغ الإنساني والفراغ الجمالي والفكري . المنارات لم تشعل أنوارها في ليل الشعوب المضطهدة لترشد سفن المهجّرين والرحّل لسواحل الأوطان . والمبعدون .. يجوبون ليل البحار والمحيطات وسهول المياه علّهم يجدوا ميناء ؟.
والحبيب ينتظر ينتظر ينتظر
واليد ممدودة وممتدة إلى الأمام دون وعي منا , إلى هواء الحرية تنتظر من يلثمها ويضمها ويدفئها ويسلم عليها ..!
....... 1993 ليل في باخرة - ميناء لارنكا - قبرص .
***
- ) زرت متاحف التاريخ الطبيعي لأكثر من بلد ..
تمعنّت في طريق الزمن السحيق .. الموغل في ضخامة الوحوش .. والزحافيات !؟
توقفت أمام هياكل السلالات الحيوانية – والبشرية – والطبيعية
تساءلت ؟
هل انقرضت الديناصورات وأخواتها .. وأبناء خالاتها .. وأبناء أعمامها ..وأحفاد أحفادها ؟
أم اتخذت شكلاً اّخر , وتطورت حسب الحاجة والبيئة والظروف والمناخ , حسب نظرية التطور .. ل ( داروين ) ؟
وهي اليوم هي هي اّكلة لحوم البشر ..
في حروب .. ومجازر لا تنته .. تزحف من بلد إلى اّخر –
ومن قارة إلى أخرى..! ؟
- البنك الدولي - صندوق النقد الدولي - الشركات الأميركية الكبرى - سوق القرض العالمية , هي وكلها من يسيطر على خبز الفقراء ومسكن وعمل وصحة ودواء البؤساء في العالم - وواحدة من أسباب علة البشرية المضطهدة وحروبها -
- المسلسل المصري ( عصفور النار) – ما أكثر عصافير النار في فلسطين في لبنان في سورية وفي كل مكان في أرض البؤس والإضطهاد – النار لا تحرق بل تطهّر وتحفّز وتنظف -
- تأممّ النفط في إيران عام 1953 , في عهد رئيس وزراء إيران محمد مصدّق .
كتب المناضل الوطني محمد مصدق في وصيته الأخيرة لزوجته في سجنه :
" بيعي بيتي , وف ديني , وانصبي لي خيمة في مدخل طهران , واكتبي عليها : " هذا مصير الوطنيين في بلاد النفط " .
......
نحن ... أيضاً من بلاد النفط ...مصيرنا السجون والغربة والإبعاد .. وما أكثر المعتقلين والسجون والأموات والشهداء والحروب !؟
- النظام السوري دمّر لبنان ( الكويت العربي , واع ) .
- لم يكن الله بوسعه ان يكون في كل مكان – فخلق الأمهات .
- ( قال ابراهام لنكولن في الولايات المتحدة الأميركية : لا تهنّئوني – بل هنئوا أمي ) .
- سيزهر الدم يا شام يوماً,,,, يوم تشرق على قاسيون شمس الحرية .. ويستفيق الشعب من نوم عميق ... فإلى الصباح هلموا .. ! .... 1996
- ترتاح نفسي وتغتني بمشاهدة المتاحف – ومعارض المصنوعات اليدوية – الخشبية الفضية الفخارية الحجرية الصدفية النحاسية القش القماش الخ – الأزياء القديمة الفلكلوريات التراث معارض رسم حدائق مشاتل حدائق طبيعة ومنزلية ,, إنه الغذاء النظري والثقافي و الفكري والفني .
- تنبؤ بارتفاع عدد ضحايا الإيدز .
- ارتفاع حرارة .. هيرو هيتو الياباني .
- سورية مقبلة على موجة من الفضائح والفساد – وقف اطلاق النار في الخليج والفشل في لبنان – والعزلة العربية تؤرق حافظ الاسد .
- اشتباكات بين عناصر أمل وحزب الله –
- العراق يبرز كقوة كبرى في منطقة غربي اّسيا – ( نيودلهي – 4 واع ) .
- تناقص سكان ألمانيا الإتحادية : 1980 = بلغ عدد السكان 61 مليون نسمة , يتوقع العلماء والباحثن في عام 2000 ان يصل الى أقل من 60 مليون نسمة .
- 20 مليون دولار قرض أميركي لإيران , تطور سريع للعلاقات بين واشنطن وطهران –
- ثمن زجاجة عطر ماركة أناييس في قبرص السوق الحرة – لا رنكا = 5 , 14 باوند ليرة قبرصية = 30 دولار... 1991 .
الغرباء لا يتعطرون , فعطر المروج مخبأ في حقائب الطفولة المدرسية ,, هكذا حدثتني جدتي القروية .. وعصافير التين !
- شط العرب = شط الغضب .
- الإنسان في وطنه .. فعل يومي , حركة , حدث , تفاعل , معايشة حية عن قرب , مشاركة يومية , بالمهنة بالنشاط بالإبداع بالتأثير بالتفاعل مع الشعب مع الجماهير مع الأهل والأقارب مع الخبر مع الظواهر تسمع الضد والمع , تعيش البناء السياسي والمخاض الفكري والمهني اليومي وتساهم فيه .
- الإغتراب .. ضياع توقف شرخ إجتماعي مهني ثقافي إنساني – ضيق مساحة المرح في الحياة ( الأعراس , الماّتم , الأعياد , المهرجانات , الصداقات المناسبات الأخرى .. ضعف التواصل الإنساني .. ونبض الشارع بعيد عنه .. !
- التعليم أو مهنة التعليم .. تزيد من قوة الشخصية للإنسان , سلطان صفه , تكسبه سرعة البديهة , تجدّد المعلومات , تجدد في الوجوه , مهنة بعيدة عن الرتابة والروتين , تقوي ملكة الكلام والحديث والمعلومات , بالتالي تعطيك قوة جسدية وحركية وذهنية . مهنة حيوية فيها متعة .. لأن فيها عطاء وتفاعل متبادل مع الأجيال والعلوم والمعرفة والأفكار والتطورات ,, بتماس يومي وتغذية مع الإختصاص العلمي , والجهد مثمر في نهاية العام . غنية بالمناسبات والفعاليات والنشاطات الشعبية والمدرسية والتعليمية .
- كم حلمنا بعالم جديد وبناء جديد ومستقبل أفضل ..!؟
- فجوة غذائية ضخمة تنتظر العالم العربي : جريدة الوطن – 1 اذار 1988
....
- ) لا القراءة , ولا الكتابة , لا السهر , لا الرحلات , ولا الزيارات
ولا التأمل والصمت والألم والبكاء
يفصلني عنكم ,
ولا تبعد التفكير بكم , أو نسيانكم لحظة
ولا دورة الأرض حول نفسها
ولا دورة فراشة حول ضوئها
أو رحلة نحلة لتجميع غذائها
ولا بعد موجة عن أختها , ودمعتها
إن الصلاة ودموعها .. وحدها
تعطيني السكينة والرجاء لبرهة من الزمن
وحدها تبرّد القلوب المحروقة في نار الشوق
للأبناء والأحفاد والزوج ..! ........لبنان 1995
...
- ) يستفيق الصباح على مهازل العالم .. كل يوم .
ويمضي..
فلا حرارة الشمس تمسح وجه القذارة .. وتغفر الخطايا
والشّر ينمو .. ويستطيل طولاً وعرضًا
ويأتي الغروب ليلملم ذيول الشمس ما تراكم من أدناس .. وضحايا .. واّثام
فالأكداس أكوام أكوام
لندع الجرّافات ترميها في قاع البحار تجرفها تيارات المحيط ( لا من شاف .. ولا مين دري ) !؟
وحدها العيون الساهرة رأت وسجلت في قاموس المحيط ماذا جرى , ولمن تعود -
اّه ... اّه يا إلهي أين وصلنا ؟ ماذا عملنا ؟ ماذا صنعنا؟
وقدمنا من حضارة للبشر , واّلات للتدمير .. وعلوم واّداب .. وأخلاق .. من فنون ورسوم وتمثيل .. وتكنولوجيا
ماذا خربشنا على الورق الأبيض
وطهارة الحياة
من محبة وحوار وسلام .. واحترام للإنسان .. !؟
....
- ) كسّري .. فكّي .. الأساور والأغلال
أخرجي من عتمة الأدغال
كلنا رقيق وعبيد ..
يا شعوب العالم التاسع استفيقي...............................
الجزّار واحد .. السوط واحد .. الجرح لا يتجزأ .. ولا يتكرّر
ولا يتحرّر
النار واحدة تحرق كل الأجسام
تكاتفي .. تضامني ولو مرة واحدة ..!
.........................................
مريم نجمه / لاهاي / خريف 2011
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟