|
أمير المؤمنين يزيد بن معاوية .. ما أشبه اليوم بالبارحة
عمرو اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1077 - 2005 / 1 / 13 - 11:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي. كان معاوية بن أبي سفيان وافق الحسن بن علي بن أبي طالب أن يكون خليفة من بعده, فلما مات الحسن سنة 50هـ أوحى المغيرة بن شعبة لمعاوية أن يعهد بالخلافة لابنه يزيد, فوافق ذلك هواه, وكان معاوية يعزم على عزل المغيرة بن شعبة عن الكوفة فأعاده إليها وأمره أن يسعى في البيعة ليزيد, وبعد أن عقد معاوية البيعة لابنه كتب بذلك إلى الآفاق فبايع له الناس إلا أهل المدينة.( http://history.al-islam.com/names.asp?year=64#n374) قال عنه ابن الجوزي: "ما رأيكم في رجل حكم ثلاث سنين؛ قتل في الأولى الحسين بن علي، وفي الثانية أرعب المدينة وأباحها لجيشه، وفي السنة الثالثة ضرب بيت الله بالمنجنيق"(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: 164)، وهي إشارة إلى واقعة كربلاء، وواقعة الحرّة التي ثار فيها أهل المدينة ضد واليها وأخرجوه منها وسائر بني أمية، وذلك من بعد أن انكشف لديهم فسق يزيد وكثرة جرائمه. فبعث إليهم يزيد مسلم بن عقبة على رأس جيش فقتل أهلها واستباحها. وفي عام 64هـ أرسل نفس ذلك الجيش لقمع ثورة عبدالله بن الزبير بمكة، فهجم عليها وضرب الكعبة بالمنجنيق وأحرق البيت الحرام وهدمه وقتل خلقاً كثيراً من أهلها(مروج الذهب 69:3-72). ولكن ما اشبه اليوم بالبارحة .. لننظر كيف نظر بعض من فقهاء السلطة لتولية يزيد بن معاوية بعد أبية لتتحول الخلافة الي ملكيه رغم الاحتفاظ باسم الخليفة وأمير المؤمنين .. هل هناك فرق بين الامس واليوم .. هل نستطيع أن ندرك جذور التوريث في الجمهوريات الملكية ..هل هناك فرق بين توريث الحكم ليزيد منذ 1400 عاما وتوريث الحكم في عاصمة الدولة الاموية ولكن في العصر الحديث .. ودور فقهاء السلطة والمنافقين وتغلبهم علي المعارضين الاحرار الذين قتلوا بعد ذلك علي يد يزيد ..
فلنقرأ معا وجهة نظر السلفيين في هذا الأمر (http://arabic.islamicweb.com/shia/yazid.htm) : توليه منصب ولاية العهد بعد أبيه بدأ معاوية رضي الله ( حلوة رضي الله عنه هذه ) عنه يفكر فيمن يكون الخليفة من بعده ، ففكر معاوية في هذا الأمر و رأى أنه إن لم يستخلف و مات ترجع الفتنة مرة أخرى ... ألا نري تكرار نفس الحجة بعد 1400 عاما .. فلنطالع بعض كتابات كبار صحفيينا في صحف الحكومة .. هل تغير شيئا ... فقام معاوية رضي الله عنه باستشارة أهل الشام في الأمر ، فاقترحوا أن يكون الخليفة من بعده من بني أمية ، فرشح ابنه يزيد ، فجاءت الموافقة من مصر و باقي البلاد و أرسل إلى المدينة يستشيرها و إذ به يجد المعارضة من الحسين و ابن الزبير ، و ابن عمر و عبد الرحمن بن أبي بكر ، و ابن عباس . انظر : تاريخ الإسلام للذهبي – عهد الخلفاء الراشدين – (ص147-152) و سير أعلام النبلاء (3/186) و الطبري (5/303) و تاريخ خليفة (ص213) . و كان اعتراضهم حول تطبيق الفكرة نفسها ، لا على يزيد بعينه . و تجدر الإشارة هنا إلى أن المؤرخين والمفكرين المسلمين قد وقفوا حيال هذه الفكرة مواقف شتى ، ففيهم المعارض ، و منهم المؤيد ، و كانت حجة الفريق المعارض تعتمد على ما وردته بعض الروايات التاريخية ، التي تشير أن يزيد بن معاوية كان شاباً لاهياً عابثاً ، مغرماً بالصيد و شرب الخمر ، و تربية الفهود والقرود ، و الكلاب … الخ . نسب قريش لمصعب الزبيري (ص127) و كتاب الإمامة والسياسة المنحول لابن قتيبة (1/163) و تاريخ اليعقوبي (2/220) و كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي (5/17) و مروج الذهب للمسعودي (3/77) و انظر حول هذه الافتراءات كتاب : صورة يزيد بن معاوية في الروايات الأدبية فريال بنت عبد الله (ص 86- 122 ) . و لكننا نرى أن مثل هذه الأوصاف لا تمثل الواقع الحقيقي لما كانت عليه حياة يزيد بن معاوية. و نجد أيضاً في كلمات معاوية نفسه ما يدل على أن دافعه في اتخاذ مثل هذه الخطوة هو النفع للصالح العام و ليس الخاص ، فقد ورد على لسانه قوله : اللهم إن كنت إنما عهدت ليزيد لما رأيت من فضله ، فبلغه ما أملت و أعنه ، و إن كانت إنما حملني حبّ الوالد لولده ، وأنه ليس لما صنعت به أهلاً ، فاقبضه قبل أن يبلغ ذلك . تاريخ الإسلام للذهبي – عهد معاوية بن أبي سفيان – (ص169) و خطط الشام لمحمد كرد علي (1/137) . و يتبين من خلال دراسة هذه الفكرة – أي فكرة تولية يزيد ولاية العهد من بعد أبيه - ، أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما كان محقاً فيما ذهب إليه ، إذ أنه باختياره لابنه يزيد لولاية العهد من بعده ، قد ضمن للأمة الإسلامية وحدتها ، و حفظ لها استقرارها ، و جنبها حدوث أية صراعات على مثل هذا المنصب . و قد رأى معاوية رضي الله عنه في ابنه صلاحاً لولاية خلافة الإسلام بعده و هو أعلم الناس بخفاياه و لو لم يكن عنده مرضياً لما اختاره . و أما ما يظنه بعض الناس بأن معاوية كان أول من ابتدع الوراثة في الإسلام ، فقد أخطأ الظن ، فدافع معاوية في عهده لابنه يزيد بالخلافة من بعده ، كان محمولاً على البيعة من الناس و ليس كونه محمولاً على الوراثة ، و لو كان ما رآه هو الأخير لما احتاج إلى بيعتهم بل لاكتفى ببيعته منه وحده . فإن قيل لو ترك الأمر شورى يختار الناس ما يرونه خليفة من بينهم ، قلنا قد سبقه بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه من بيعته لأبي بكر يوم السقيفة ، و سبقه أبو بكر أيضاً في وصيته لعمر بولاية العهد من بعده ، و ما فعله عمر حين حصر الخلافة في الستة . . و ليس افضل ( في راي فقهاء السلطة طبعا ) من أن نشير إلى ما أورده ابن العربي في كتابه العواصم من القواصم من رأي لأحد أفاضل الصحابة في هذا الموضوع ، إذ يقول : دخلنا على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استخلف يزيد بن معاوية ، فقال : أتقولون إن يزيد ليس بخير أمة محمد ، لا أفقه فيها فقهاً ، ولا أعظمها فيها شرفاً ؟ قلنا : نعم ، قال : و أنا أقول ذلك ، و لكن و الله لئن تجتمع أمة محمد أحب إلىّ من أن تفترق . العواصم من القواصم (ص231) . ألا ترون معي أن التاريخ يستنسخ نفسه مثلما يفعل المغيرة بن شعبة .. فلنقول لكل رئيس عربي مبارك عليك التوريث .. افعلها فقد فعلها قبلك معاوية بن سفيان وأورثها لأبنه يزيد .. ونحن نطلق علي كلاهما أمير المؤمنين .. علي الاقل في مصر ... جمال مبارك أفضل كثيرا من يزيد بن معاوية .. اليس الحديث يقول " قال رسول الله (ص): أصحابي كالنجوم بأيهم إقتديتم إهتديتم صدق رسول الله " فلماذا عبنا علي حافظ الاسد توريثه السلطة لأبنه بشار .. أنه تأسي بمعاوية بن ابي سفيان بل واتبع نفس الاساليب ونفس المبرر .. ولماذا نعترض علي التوريث في مصر .. أن الرئيس مبارك أن فعلها يستطيع أن يحاججنا أنه أيضا يتأسي بصحابة رسول الله .. مع الفارق الكبير بين يزيد وجمال مبارك .. لمصلحة الثاني طبعا فهو أكثر علما ويبدو والعلم عند الله اكثر خلقا ولا يدعي أنه سيصبح أميرا للمؤمنين .. لنا الله
#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نريد حلا .. الحل واضح ولا نراه
-
الحربة و ازدهار الحضارة الاسلامية
-
ظاهرة تستحق التأمل ..والبحث عن حل
-
التطرف والتعصب .. محاولة للفهم
-
مطالب اسلامية علمانية ليبرالية و ديمقراطية
-
نداء الي كل مصري
-
الحلال و الحرام وأمريكا
-
يؤسفني قول الحقيقة ويؤسفني استكمالها
-
دعوة لجماعات الاسلام السياسي ..فلتتوقفوا عن هذا العبث
-
حرية الاعتقاد والقانون ومسئولية الدولة
-
ثورة البرلمان
-
التحزب الديني في مصر والعالم العربي
-
فيصل القاسم وبرنامج صراع الديكة
-
طلاسم العراق والصوفية
-
سلسلة العنف الشيطانية تبدأ بالتكفير
-
مرةأخري..حجة البليد .. مسح التختة
-
رغم أنف الجزيرة ..مؤتمر شرم الشيخ والانتخابات هما أمل العراق
-
مقال ثوري حنجوري
-
رسالة مفتوحة الي الامين العام للأمم المتحدة
-
نبوءة مخرف ..ستنتصر الانسانية في العراق
المزيد.....
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
-
“فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|