للذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاد فهد صدر كتابي الثاني فهد والنهج الماركسي اللينيني في قضايا الثورة

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3654 - 2012 / 3 / 1 - 17:47
المحور: سيرة ذاتية
    

للذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاد فهد صدر كتابي الثاني
فهد والنهج الماركسي اللنيني في قضايا الثورة
ترافقت الذكرى الاربعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي , في عام 1974 مع الذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاد الرفيق فهد, مؤسس الحزب الشيوعي العراقي. فقررت اصدار كتاب عن حياة فهد في نفس السنة . وكان لتوفر المصادر التي جمعتها للكتاب الاول وتشجيع زكي خيري ومساعدة فخري كريم مدير دار الرواد للنشر التي اسسها الحزب الشيوعي , الفضل في انجاز المهمتين . فصدر كتاب فهد والنهج الماركسي في قضايا الثورة , حتى قبل المناسبة وهي في 14/2/1974 وقبل صدور كتاب تاريخ الحركة الثورية المعاصرة , لان عيد تاسيس الحزب في 31/3/1934 . واذا تم طبع الكتاب الاول في مطبعة دار الرواد في بغداد فقد تم طبع الكتاب الثاني في دار الفارابي في بيروت. وكان الاقبال شديدا على الكتابين. وارباحهما وفيرة ولكن حصتي منها اقل من 10 بالمائة من سعر الغلاف وبحدود 3000 نسخة كطبعة اولى وتوالت الطبعات دون ان يكون لي حصة فيها. وباغلفة مختلفة والتخلي عن الصور. وكان الكتابان اسوة بكل مؤلفاتي اللاحقة باسم سعاد خيري , وحاولنا تغيير اسمي شرعيا ليكون سعاد خيري هو الاسم الوحيد لي عن طريق المحاكم المدنية. وعينا محاميا . ولكن رفض الطلب من قبل جهات عليا في حكومة البعث. واتضح سبب ذلك في استغلال حزب البعث اسمي كمسبة لزكي خيري . ففي الاجزاء الثلاثة من كتاب البعث الذي صدر بعنوان , اضواء على الحركة الشيوعية , اضافوا الى اسم زكي خيري بين قوسين , زوج اليهودية سعيدة ساسون مشعل. متجاهلين تغيير اسمي في شهادة الجنسية العراقية التي اعادتها لي ثورة 14/تموز,الى سعدية ساسون مشعل وتغير الديانة الى مسلمة بعد اشهار اسلامي. واستخدمت جريدة كيهان الايرانية نفس المسبة ضد زكي خيري في نقد كتابه , الحرب العراقية الايرانية وقضايا الثورة .
ويضم كتاب فهد والنهج الماركسي في قضايا الثورة 250 صفحة في اثنى عشر فصلا . وكتب زكي في مقدمته, ان هذا الكتاب هو دراسة علمية , وربما الاولى من نوعها لاعمال فهد النظرية والبرنامجية في تلك الفترة , 1934 – 1949 وترتبط ارتباطا لا ينفصم بحياة الحزب الشيوعي وبنائه ونضاله الجماهيري, اي انها صورة نظرية مكثفة لتكوين الحزب.
ويحتفظ الكتاب باهميته ليس التاريخية فقط بل لحيوية وراهنية افكار فهد , ولاسيما استراتيجيته التي اكد فيها ان الامبريالية هي العدو الرئيس لشعبنا . وحذر من التفريط بهذه الاستراتيجية حتى الانتصار الحاسم على الراسمالية. فالانظمة الرجعية والدكتاتورية بكل وحشيتها وجرائمها ليست الا اداة او شريك تابع للامبريالية لفرض هيمنتها على الشعوب, ولا تتوانى عن استبدالها حينما تستنفذ مهمتها في خدمة اهدافها او عندما يفتضح امرها وتوغل في جرائمها, فتثير الراي العام العالمي ضدها. وهكذا وبعد اكثر من نصف قرن تحتفظ هذه الاستراتيجية بحيويتها وقد اعادت تبنيها الاحزاب الشيوعية في مؤتمرها المنعقد في اليونان عام 2000. فالاقطاب الراسمالية اليوم وهم يواجهون اخطر ازمات نظامهم, اشد خطرا على الشعوب وعموم البشرية من اي وقت مضى . فالراسمالية وهي تمر في اخر مراحلها بفضل الثورة العلمية التكنولوجية التي تحرر البشرية من العمل المأجور , من ناحية, وتخلف العامل الذاتي من الناحية الاخرى, تهدد البشرية باسلحة الابادة الشاملة, النووية وغيرها, مباشرة او عن طريق ادواتها من الانظمة التابعة كاسرائيل .
وتحتفظ الكثير من تحليلات وبرامج فهد بحيويتها في يومنا هذا . فقد جاء في تقريره التنظيمي للمؤتمر الوطني الاول المنعقد في نيسان 1945 , اننا نعمل من اجل .
حزب يقرن نضال الكادحين المطلبي بنضالهم الوطني والسياسي للتحرر من الاستعمار والاقطاع وعبودية الراسمال والاستثمار الطبقي.
حزب يصوغ للحركة الثورية في القطر اهدافها ومهامها السياسية , ويعلمها ويتعلم منها مختلف اساليب النضال الملائمة لمختلف الظروف والاحوال.
حزب يندمج بالحركة الجماهيرية ويتصدر نضالها ولا ينعزل عنها في مدها او جزرها, فلا يكون ذنبا في مؤخرتها , ولا يوغل في الاندفاع بعيدا الى الامام فينقطع عنها ويتركها في كلتا الحالتين من دون قيادة سياسية . وينقطع بدوره عن مصدر قوته وبأسه.
حزب يعطي الحركة طابع التنظيم والديمومة ويخلصها من الموسمية والعفوية . ومن التناوب بين الغليان مرة والركود مرة اخرى.
حزب يستطيع بفضل ايديولوجيته وطبيعته الطبقية ان يجد الصلة العضوية بين الكفاح الوطني لتحرير بلاده وتوحيد امته وبين التضامن الاممي مع القوى الاساسية المعادية للامبريالية العالمية, بين الثورة الاجتماعية في بلاده والعملية الثورية العالمية.
حزب لا يمتلك فقط ارقى نظرية ثورية في عالمنا اليوم, بل وايضا يتمرس في تطبيقها بامانة واصاله وابداع في احوال بلاده.
اليست هذه السمات الضرورية اليوم للاحزاب الشيوعية لتلعب دورها في تحرير شعوبها والمساهمة في تحرير البشرية!!
وفي التطبيق العملي جسد فهد الترابط بين النضال الوطني والاممي بالنضال من اجل وحدة نضال الشعبين العربي والكردي في النضال من اجل التحرر والديموقراطية من خلال الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الكردي وحق جميع القوميات الاخرى بالتمتع بالحقوق الديموقراطية. كما ربط النضال ضد الامبريالية والنضال ضد اداتها الصهيونية واسلاحتها, الشوفينية والتعصب القومي . ويبقى مؤلفه , نحن نكافح ضد من , ومن اجل من!! الذي يتضمن جميع المقالات الافتتاحية لجريدة, العصبة, جريدة جمعية مكافحة الصهيونية, التي اسسها فهد عام 1946 , افضل ما كتب في تحليل جوهر الصهيونية كحركة عنصرية فاشية.
وكانت محاكمة فهد ورفاقه العلنية عام 1947 تظاهرة رائعة لافكار ونشاط الحزب الشيوعي وتعرية صارخة للنظام الملكي التابع للامبريالية . وبقيت مواقف فهد الشجاعة وكلماته المجيدة تنور افكار الشيوعيين جيلا بعد جيل ودفعت وتدفع الالاف الى سوح النضال وتمدهم بالعزم والثقة وتحمل كل الصعوبات وتحدي المحن, وانا واحدة منهم.
واذ استغلت الامبريالية قضية فلسطين والحرب ضد دولتهم اللقيطة اسرائيل لتمرير اعدام الرفيق فهد ورفاقه حازم وصارم في 14/شباط/1949 , فان الشعب العراقي لم ينسى مأثرهم فخلدهم في ذكرى استشهاهم الاولى بعد ثورة 14/تموز/1958 , بقرار جمهوري باعتبارهم , شهداء الشعب والوطن!!
زرت , اسوة بملايين العراقيين واجيالهم مراقدهم عام 2004 , في مقبرة الشيخ عمر في بغداد حيث ضريح الرفيق فهد والرفيق زكي بسيم وفي النجف حيث ضريح محمد حسين الشبيبي, المكللة بالزهور على الدوام.
وكما جاء في مقدمة الكتاب بقلم زكي خيري, لا يمكن لهذه الدراسة ان تغني بأي حال من الاحوال عن دراسة مؤلفات فهد ولايمكن ان تكون سوى حافزا مشجعا للباحثين ومرشدا لدراستها وقد تكون حافزا ومشجعا للباحثين والعاملين في الميدان النظري لتقديم دراسات اغنى واشمل واكثر تعدد جوانب , فان مؤلفة هذا الكتاب , وهي مناضلة قديمة يربو عمرها الحزبي على ربع قرن, لم تجد من المراجع الميسرة الا غيضا من فيض تراثنا الثوري الزاخر.

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات