|
الأخلاق الصحراوية المقدسة
عامر الأمير
الحوار المتمدن-العدد: 1077 - 2005 / 1 / 13 - 10:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تقول الاسطورة التوراتية ان (سام بن نوح ) هو ابو العبرانيين ذلك الشعب البدوي الصحراوي الذي غزا ارض كنعان و امتلكها الى الأبد وفقا للعهد الذي تعهد به الرب الاله لخليله (ابراهام ) على ان يصبح اسمه بعد ذلك (ابراهيم ) و على ان يكون ختان كل ذكور امته علامة لذلك العهد المقدس !!!" اقيم عهدي بيني وبين نسلك من بعدك .. عهدا أبديا ..أعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكا أبديا ... هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينك .. يختن منكم كل ذكر .. فتختتون في لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بيني وبينكم .. فيكون عهدي في لحمكم ابديا ... واما الذكر الغلف الذي لايختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها .. انه نكث عهدي " !!! يقول المؤرخ الأسلامي الحصيف ( ابن كثير ) ان ( سام ) هذا هو ابو ( العرب ) !!! ... والمعروف ان العرب كأبناء عمومتهم العبرانيين هم أيضا شعب بدوي صحراوي غزا اراضي الحضارات الزراعية القديمة كالعراق و الشام و مصر تحت ذريعة نشر الديانة الاسلامية وبقوة السيف !!! وعندما سجل الكهنة العبرانيون تاريخهم الصحراوي نسبوا اساطير سومر وبابل و مصر لعقيدتهم واعتبروا عاداتهم وتقاليدهم الصحراوية بمثابة فرائض دينية مقدسة يجب طاعتها والعمل بها ... والخروج عليها كفر ونكث للعهد !!! وقد انتقلت العديد من تلك العادات العبرانية المقدسة الى عربان الصحراء .. ولذلك نجد الكثير من التعاليم والفرائض في المقدس الاسلامي لها جذور عبرانية او (يهودية كما يسمونها )!!! من تلك العادات الصحراوية حجاب المرأة و ختان الرجل وهي حاجات و اجراءات وقائية اتخذتها الشعوب العبرانية الصحراوية لاسباب عديدة منها جفاف الصحراء و ندرة الماء فيها ...وكذلك عزل النساء اثناء فترة الحيض لأنها نجس يحرم مسه أو الاقتراب منه !!! وقد انتبه بعض مشايخ الاسلام مثل محمد عبده الى ان عادة ختان الذكور هي عادة يهودية لاعلاقة لها بتعاليم الاسلام حيث لاتوجد اية واحدة في القران تذكر الختان !!! اما مسالة حجاب المرأة والتي يصر عليها مشايخ الاسلام فهي ايضا عادة عبرانية صحراوية وان ورود اية الحجاب في القران لا يمكن تفسيرها الا وفق سياقها التاريخي وظروف الصحراء وقسوتها من جهة و كذلك كونهاتخص زوجات النبى فقط من جهة اخرى !!! والتي تعنى وضع حجاب او ساتر بينهن وبين من يريد مخاطبتهن او طلب حاجة منهن من المسلمين بحيث يجب ان يكون ذلك وبينهما ستار أو ( حجاب )!!! اما أية الخمار ..فقد نزلت لحث نساء المسلمين لتغطية الصدر بدلاً من كشفه في الوقت الذي كانت النساء يضعن أخمرة على رؤوسهن ثم يسدلن الخمار وراء ظهورهن فيبرز الصدر .. وكذلك للتمييز بين النساء المسلمات (الحرات)عن غيرهن من الاماء والجواري حتى لايتعرضن لما يتعرض له الجواري والاماء من (معاكسات ) او (مضايقات ) من قبل رجال المسلمين !!! اذا استطعنا ان نفهم سياق نزول ايات الحجاب او الخمار او (اسباب النزول )يصبح من غير المعقول ان نطالب النساء بالحجاب او الخمار كحماية لهن من فتنة الرجال ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين !!! ان مقدس العبرانيين يحث على القتل والترهيب و اقصاء الاخر وتصغير شانه واعتباره نجسا يجوز قتله واستحلال دمه وسلب ماله اذا تطلب الامر المقدس ذلك !!! وفي المقدس الاعرابي نجد ان القتل والترهيب واستحلال دم الاخر (الكافر !!!)وسبي نسائه وانتهاك حرمته وسلب ماله هو واجب مقدس لأعلاء كلمة ( لا اله الا الله ) وفقا لعقيدة الجهاد !! في العام 1948 استطاع العبرانيون ان يقيموا دولتهم العتيدة (اسرائيل ) على الارض التي وهبها الرب الاله لشعبه المختار !! وعلى الرغم من تبني الدولة العبرانية لقيم الحداثة و النظام الديمقراطي الا ان بقايا الاخلاق الصحراوية المقدسة لازالت متغلغلة في نفوس الشعب العبراني خاصة عند كهنتهم المتعطشين لسفك الدماء !!! ولم يحالف الحظ العربان ابناء عمومة العبرانيين في دخول الحداثة اوا المساهمة في صناعة التاريخ المعاصر بسبب تمسكهم الشديد بالمقدس الصحراوي والذي يتحكم بعقولهم وسلوكهم وحياتهم اليومية !!! ويدعي مشايخ الاسلام ان الدين الاسلامي هو دين رحمة وسلام متناسين خطابهم اليومي الذي يحث ويدعو الى القتل والارهاب والعنف والتكفير والكراهية والذي يجد له استجابة كبيرة لدى شريحة واسعة من الجماهير المتعطشة بدورها لسفك الدماء واستعداء الاخر ونبذه من حيث تدري او لاتدري !!! ان اخلاق الامم المتحضرة التي سلكت درب الحداثة تحث على قيم السلم الاجتماعي والتعايش والتسامح وحرية الاعتقاد واللااعتقاد و تقبل الاخر ولايهمها بعد ذلك حجاب المراة او ختان الرجل !!! اما الامم المتمسكة بالمقدس الصحراوي فان قيم التحريض على القتل والارهاب ونبذ الاخر وتكفيره والهلع من قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان تشكل البنية الاساسية في وعي أو لاوعي خطابها الديني اوالاخلاقي الذي يحث على العنف كما يحث على حجاب المراة و ختان الرجل بسواء !!! يقول الكاتب سيد محمود القمني ان كلمة (عربي ) هي بالقلب (الميتاتيز ) تعني (عبري ) !!! وهذه الفكرة تدعو الى التأمل حقا ....
#عامر_الأمير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل المجتمعات الاسلامية مجتمعات متسامحة ؟
-
جذور نفور اهل السنة العمرية من الانتخابات
-
العقل العربي الأسلامي ونظرية المؤامرة
-
الزنداني ... والأيدز ... وجائزة نوبل
المزيد.....
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|