أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي - حسين علوان حسين - المرأة في العالم العربي : بين جدران و باب موصد كلما حركه السجان صر















المزيد.....

المرأة في العالم العربي : بين جدران و باب موصد كلما حركه السجان صر


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 23:17
المحور: ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي
    


ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي
اسئلة الملف:

1- هل سيكون للمرأة في الدول العربية نصيب من التغيرات المحدودة التي طرأت حتى الآن على مجتمعات هذه الدول كأحد نتائج الربيع العربي ؟
الجواب /
نعم ، و لكنه سيكون بالتأكيد كجزاء سنمّار . في ما يسمى الربيع العربي تولت القوى الإمبريالية الممولة من جانب حلفائها حكام الرجعية في الخليج استبدال نظم الإستبداد الفردي بنظم الإستبداد بقيادة الأحزاب الدينجية . و قد أستطاعت و ستستطيع ذلك عبر إستثمار آلية التمويل المباشر للأحزاب الدينجية بمليارات الدولارات ، و تمرير خدعة الديمقراطية القذرة على الجماهير البسيطة باستثمار الوازع الديني لأغراض أنشاء حكم الأوليغارشية الدينية ، و من ثم إدامة هذا الحكم بنهب ثروات بلدانها لصالح هذه الطغمة الحاكمة الصاعدة كطبقة طفيلية سائدة غايتها نهب الثروات و أستغلال الدين لشرعنة هذا النهب . و الإمبريالية الأمريكية و حلف الأطلسي و أسرائيل و أمراء النفط مرتاحون جداً جداً لهذا الوضع . تاريخياً الأحزاب الدينجية في المنطقة معروفة باستعدادها للأنبطاح الأبدي لأسيادها في الغرب منذ زمن الاستعمار البريطاني ، مع حرق بعض البخور و ذرف بعض دموع التماسيح على القدس المحتلة .. الخ . و إزاء مثل هذه القوى الرجعية و الظلامية ، سيسير وضع المرأة العربية من شيء إلى أسوأ على كل الصعد و المستويات ، و سيتراجع دورها مائة و خمسين عاماُ إلى الوراء ؛ و سيعود عصر الإماء – كما عاد فعلاً في قصور أمراء النفط .
و حالما تستتب الأمور للأحزاب الدينجية الممولة من جانب أمراء النفط في مصر و اليمن و ليبيا و تونس ، فسينبري شيوخ الدينجية لمخاطبة ربات البيوت بالقول : " أيتها النسوان المظلومات : جئناكن بالغيث و الإنعتاق المنشود الذي طال انتظاركن له : إن تردن المساواة الكاملة و الحرية التامة من القيود ، فلا مانع ، و لكن بشروط و مباريات و عقود . و لما كان التمتع بالحرية الربانية المطلقة يحتاج إلى القليل من الشجاعة ، فأن كل ما عليكن عمله هو أن تصعدن أعلى البروج التي سنبنيها للمتعة بفضل أموال أمراء النفط ، و من هناك عليكن أن تدُرْن إلى الوراء ، فتقفزن من سطح البرج لتتمتعن بحرية القفز في الهواء ! و سينجز ربكن وعده في قفزاتكن لتمخرن عباب السماء متلقفات ملكوت الرب أن كنتن من الصالحات من أهل البلاد ، و ستعينكن اللكجة و الجبة و النقاب على شق العباب . فإن لم يُدرِككنّ وعد الرب ، فإلى جهنم و بئس المهاد جزاءً وفاقاً بما كنتن تعسفن به على إنفراد منذ التلاد . أما إذا أردتن حرية البيوت ، فعلى الواحدة منكن أن تلزم المطبخ في النهار ، و السرير بالليل ، و إلا فمصيرها الضرب و الويل . و عليها أن تزوج بعلها أربعاً و إلا تطلقت ، و أن تنجب عشرة أولاد و إلا تعسرت ، و أن تخدم أبدياً و إلا تنشزت ، أو أن تشتغل للصرف على بيتها و إلا تمرمرت. "
إن النتائج الكارثية لما يسمى بالربيع العربي (الصحيح هو : الفصام العربي) هو مصادرة و إلغاء العقل بالنقل المتكلس ؛ و القرار المعقول بالمخبول المتلبس ؛ و الحرية بالعبودية الأبدية ؛ و إزدياد الطبقات الطفيلية غنى و الطبقات العاملة و المنتجة فقراً عبر تكريس الكومبرادورية و ألاقتصاد الأحادي المشوه المفتوح للطرف المتخلف التابع الفقير إقتصادياً و الضعيف و التابع عسكرياً و دولياً . و شكل الحكم النهائي سيكون إقامة دولة الأوليغارشية الدينجية التي تتقن لعبة الديمقراطية القذرة المزيفة عبر توزيع صكوك الغفران على قطيع المتقين الغافلين و المغفلين ، و التي لم و لن تسمح لقوى التقدم بأية فرصة لتحقيق أي هدف مفيد للجياع و العاطلين و المثقفين ناهيك عن الثقافة و الحضارة عبر صناديق الإقتراع . و هي لن تبرح كرسي الحكم مستقبلاً إلا بثورات شعبية دموية قادمة لا محالة ، و إن بعد نصف قرن ، و ذلك تحت شعار الثورة الفرنسية : شنق النبلاء بأحشاء رجال الدين . هذه الطبقة أتت و ستأتي للحكم سلمياً على أكتاف ثورات الشباب التقدمي الحر الفاقد للتنظيم القوي و للرؤية المصيرية و للأهداف الستراتيجية ، و لكنها لن تبرحه إلا بالدم و النار .


2- هل ستحصل تغيرات على الصعيدين الاجتماعي والثقافي في منظومة القيم المتعلقة بالسلطة الذكورية والعقلية التسلطية التي تعاني منها نساء الشرق؟ وإلى أي مدى يمكن أن تحصل تغيرات جوهرية في ضوء الحراك الشعبي الواسع والخلاص من رأس النظام وبعض أعوانه في أكثر من دولة عربية ؟
الجواب /
العكس هو الصحيح : ستسود الآيديولوجيا الرجعية الطاغية في ذكوريتها و في عسفها ضد المرأة . و سيسير وضع المرأة من سيء إلى أسوأ ليس فقط بسبب سيادة الآيديولوجيا الذكورية لدى قيادات الأحزاب الجديدة الحاكمة ، بل و كذلك بفعل القدرة الهائلة لهذه الإحزاب الدينجية على تدجين المرأة عبر تسليط آلاف النساء المغسولات الأدمغة ضد حقوق بنات جلدتهن .

3- ما هو الأسلوب الأمثل لنضال المرأة لفرض وجودها ودورها ومشاركتها النشيطة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في تلك الدول العربية التي وصلت فيها الأحزاب الإسلامية السياسية إلى الحكم؟
الجواب /
أولاً : إعتماد المرأة على نفسها أولاً و قبل كل شيء . لا يحرر النساء إلا النساء .
ثانياً : تنظيم مجالس "الديوانيات" للنساء فقط في كل عمارة و حارة و شارع و مؤسسة لترقية وضع المرأة عبر آلية مد يد المساعدة للأرامل و المعوزات و المرضى و محو الأمية و التعاون في تأسيس المشاغل و المشاريع الفردية و المساهمة الفاعلة في المناسبات الإجتماعية و غيرها من الفعاليات الإجتماعية. و للعمل الطوعي دور أساس هنا و لمبادرة النساء التقدميات من مكانهن دوره الريادي في أنجاح هذه التجربة و أساسها فكرة تكاتف النساء مع بعضهن لترقية أنفسهن عبر التنظيم. و يمكن لهذه الديوانيات أن تبدأ كمجرد اجتماعات نسوية لشرب الشاي و تجاذب أطراف الحديث حول ما يمكن كل مجموعة عمله لتحسين وضعهن الإجتماعي و وضع عائلاتهن بحل هذه المشكلة البسيطة أو تلك أو توفير هذه الحاجة أو تلك ، صعوداً إلى الوضع المعاشي و السياسي للعمارة و الشارع و الحارة . و في حالة تطوير مثل هذه المجالس أو الديوانيات و تعددها يمكن أن تنبثق منها الاتحادات محلية صعودا إلى مستوى المحافظة و الإقليم و البلد ، لتتطور إلى مجموعات ضغط مؤثرة . و بدون أنبثاق مثل هذا التنظيم أو ما يشابهه فلن تقوم للمرأة قائمة في أي بلد عربي .
ثالثاً : الرفض البات لإرتباط هذه المجالس بأي حزب أو آيديولوجيا معينة ، مع الحفاظ التام على الإستقلالية دون الإنغلاق على غيرها من منظمات المجتمع المدني و التيارات التقدمية ، مع عدم السماح مطلقاً لأي تيار سياسي – إجتماعي داخلي أو خارجي بابتلاعها أو تظهيرها لصالحه .
رابعاً : رفع شعار تطبيق بنود إتفاقية السيداو على مراحل و كذلك معاهدة حقوق الطفل و حقوق الإنسان .
4- تدعي الأحزاب الإسلامية السياسية بأنها تطرح إسلاماً ليبرالياً جديداً وحديثاً يتناسب مع فكرة الدولة المدنية. هل ترى-ين أي احتمال للتفاؤل بإمكانية شمول حقوق وحريات المرأة ضمن البرنامج السياسي الإصلاحي الاحتمالي لقوى الإسلام السياسي, وهي التي تحمل شعار "الإسلام هو الحل"؟
الجواب /
لا مجال للتفاؤل مطلقاً . الأحزاب الدينجية تتسلط عليها العقول العفنة و هذه القيادات تضع إحدى عينيها على كرسي الحكم و العين الثانية على ما بين فخذيها . فاقد الشيء لا يعطيه ، و لن يحرر المرأة ألا المرأة المنتظمة في تنظيم نسوي خالص يسعى لتطوير و تحسين وضعها الإجتماعي-الإقتصادي-السياسي وصولاً إلى المساواة الكاملة مع وضع و حقوق الرجل . المرأة تشكل أكثر من نصف المجتمع و لكن مدى قدرتها على التأثير الإجتماعي السياسي يكاد أن يتلاشى إزاء الهيمنة و القوة الطاغية للنصف الآخر بفضل ضبط الدينجية لمنظومة إستعباد المرأة ثيولوجياً من طرف الرجل ضبط العقال ، و كذلك غياب الحراك التنظيمي الإجتماعي النسوي الفاعل لأسباب موضوعية أهمها تجهيل الرجل للمرأة و تدجينها .

5- هل تتحمل المرأة في الدول العربية مسؤولية استمرار تبعيتها وضعفها أيضاً ؟ أين تكمن هذه المسؤولية وكيف يمكن تغيير هذه الحالة ؟
الجواب /
كلا أبداً . لا يمكن أبداً إلقاء اللوم على الضحية لتبرير جريمة الجلاد . المسؤولية تقع على الرجال المستبدين على نسوانهم و خصوصاً الدينجية منهم ممن يشتهون كل امرأة تقع أعينهم عليها و يقمعون و يظلمون و يكفنون نساءهم كي لا يشتهيها غيرهم لكونهم يؤمنون أن عقول كل الرجال وسخة كعقولهم . كما تقع المسؤولية على عاتق الرجال المتنورين الذين يؤمنون بحرية المرأة و لا يفعلون شيئاً لترجمة أفكارهم عملياً في بيوتهم أولاً و من ثم في كل مكان يتواجدون فيه .
ذ‌. أما كيف يمكن تغيير ذلك فهذا هو المنال البعيد و المركب الصعب ، لماذا ؟ لأن الرجال لا يمكن أن يقبلوا بالتنازل عن إمتيازاتهم الكثيرة بين عشية وضحاها لصالح النساء ، فهذه الإمتيازات توفر لهم الراحة و الطمأنينة و الفراش و الطعام و الأطفال و حصة إضافية في الميراث ، و أشياء كثيرة أخرى مجاناً . فما الذي يدفعهم للتنازل عن كل هذه الإمتيازات المريحة و المربحة ؟ شيء واحد يمكن أن يفعل ذلك : قوة حركة تحرير المرأة المنظمة كأداة ضغط إجتماعي قوي و فاعل ينتزع الحقوق إنتزاعاً . الشيء الثاني هو تبني الفكر التقدمي المؤمن أيماناً مطلقاً بمساواة المرأة بالرجل ، و تطبيقه العملي على أرض الواقع .

6. ما هو الدور الذي يمكن أن يمارسه الرجل لتحرير نفسه و المجتمع الذكوري من عقلية التسلط على المرأة و مصادرة حقوقها و حريتها ؟
الجواب /
يمكن للرجل أن يفعل الكثير لصالح المرأة بشرط أن لا يكون ذا وطر . و لكي يستطيع الرجل خدمة حرية المرأة يجب أن يكون ذا فكر تقدمي أولاً . و ثانيا أن لا يكون إزدواجياً بين القول و الممارسة ، بل يطبق فكره التقدمي على أهله قبل كل شيء آخر . و أخيراً ، ينبغي له أن يشجع أخته و أمة و زوجته و زميلته على الإنخراط في التنظيمات النسوية التي تدافع عن حقوق المرأة و التي تسعى بإخلاص و جدية لترقية وضعها و محاربة كل محاولة للحط من قدرها أو غبنها أو عسفها أو الإعتداء على حقوقها . الشيء الأخير يمكن للرجل أن يساهم تطوعيا بالجهد و ما يتيسر من المال لتطوير وضع المرأة و مساندة نضالها التحرري في المساواة التامة مع الرجل في كل شيء .



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كشكش و شركاه
- حكاية تنين العراق
- حنقبازية سوق الصفافير
- ليس في الأمر غرابة
- إجوبة مختصرة على أسئلة مهمة
- ملحمة السادة العميديين في الكفل عام 1983
- هل نسي رافد ؟
- ريما أم عظام
- ليلة زيارة الموتى للمقابر
- القتل و الإبتزاز و الدفن : مجرد تجارة ، ليس إلا
- رجع الوجع / الحلقة الأخيرة للرواية / 20
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 19
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 18
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 17
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 16
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 15
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 14
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 13
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 12
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 11


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- آفاق المرأة، والحركة النسائية، بعد الثورات العربية، بمناسبة ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي - حسين علوان حسين - المرأة في العالم العربي : بين جدران و باب موصد كلما حركه السجان صر