|
فشل الانتفاضات العربية وتأثيرها على المرأة
ناجح فليح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 22:53
المحور:
ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي
هناك الكثيرمن النساء في بلداننا العربية اللواتي ظهرن على امتداد التاريخ الممتد منذ سبعة الالف سنة كان منهن ملكات ومنهن شاعرات ومنهن امهات ملوك كشبعاد ملكة سومر وسميراميس ونفرتيتي وكليوبترا وبلقيس وزنوبيا وهند والدة عمروا ملك كندا وكلثوم والدة عمروا بن كلثوم الشاعر الجاهلي صاحب المعلقة المشهورة والخنساء ورفيدة وخولة بنت الازور وزوجات خلفاء بني امية اللواتي كان لهن تاثير بالحكم وزوجات خلفاء بني العباس والمصوفة رابعة العدوية والشاعرة ولادة بنت المستكفي وغيرهن من النساء في العصر الحديث لكني قبل الحديث عن تاثير ماسمي (ثورات الربيع العربي) على المرأة خاصة في بلداننا العربية لابد لي من تعريف بعض المصطلحات السياسية كالثورة والانقلاب والانتفاضة والحرية والتفريق بين كلٍ منهما وذكر كثير من الحوادث التي رافقت ماسمي بثورات الربيع العربي . تعرف الثورة:التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تحدثها حركة شعبية منظمة لها برنامج خاص يتضمن القضاء على الفقر والجهل والمرض وان يمارس الانسان حقه بابداء الرأي بحرية مستمدا ذلك من خصوصيات بلده ودون المساس بحريات الاخرين . ويعرف الانقلاب :تغير الاشخاص اللذين يتولون الحكم دون احدات التغيرات التي تحدثها الثورة... الانتفاضة:حركة يقوم بها قسم من الشعب وقد تنجح وتتحول الى ثورة تقوم بالتغيرات وقد تفشل وهذا ماحدث لكثير من الانتفاضات التىي حدثت في اماكن كثيرة في وطننا العربي . وتعرف الحرية :معرفة الضرورة وانى اتبنى هذا التعريف عن غيري لان لكل بلد خصوصياته فالحرية تختلف في بلد عن بلد اخر كما انها تختلف من زمن الى زمن وقد يكون الاختلاف في مدن داخل البلد الواحد,والحقيقة انى اراى ليس هناك حرية مطلقة بدءاً من حرية التجارة التي جاء بها اّدم سمث بكتابه ثروة الامم (دعه يعمل دعه يمر)لان الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية وكثير من الدول لاتسمح بانتقال السلع والخدمات والعمالة والاموال من بلد الى بلدانها بحرية بل تفرض قيودا تحمي بها انتاجها من المنافسة بل واكثر من ذلك اخذت تستعمل قوتها العسكرية والسياسية عن طريق نهب خيرات الشعوب والتدخل بالمشاركة عن طريق شركاتها المتعددة الجنسية في انتاج السلع في دول اخرى كثيرة لان كلفتها ارخص مما في بلدانها للحصول على ارباح تعود لشركاتها اما الحرية على النطاق الفردي فلا يستطيع الانسان في أي بلد ان يستعمل حريته بصورة مطلقة كالتعري في الاماكن العامة جتى وان كان راغبا فيه لكن هنالك نوادي للعراة لبعض البلدان الغربية يمارس فيها التعري واماكن اخرى يمارس فيها تبادل الزوجات واماكن اخرى يمارس فيها الشذوذ الجنسي . اود ان ابين هنا ان اللذين يطلقون على الانقلابات العسكرية التي حدثت في البلدان العربية اعتباطا انها ثورات ان هذا خطأ كبير لعدم فهم معنى الثورة وعبادة من يطلق ذلك لاشخاص وجعلهم اصناما في المجتمع وكمثل على ذلك الانقلاب الذي حدث في العراق يوم 14 تموز 1958 واتسائل ماهي التغيرات التي احدثها هذا الانقلاب حتى يسمى ثورة واضيف ان هذا الانقلاب قد دمر العراق وحوله الى دكتاتورية العسكرالتي قتلت كثير من الشعب العراقي وسفكت الدماء ففي تلك الفترة اعلنت الحرب على الكرد في كردستان ولم تعطى اجازة لاحزاب ولم تجري دكتاتورية العسكر انتخابات برلمانية هذا في المجال السياسي اما في المجال الاقتصادي فقد اصدرت حكومة العسكر بعد شهر من حدوث الانقلاب قانون الاصلاح الزراعي وحولت العراق من مصدر للحبوب الى مستورد لها وذلك بترك الفلاحين الذين وزعت عليهم الاراضي مهنة الزراعة لان الدولة لم توفر لهم وسائل الانتاج الزراعي كمكائن الماء والبذور والمحاريث والاسمدة مما ادى بالفلاحين بالهجرة الى بغداد والسكن فيها مما ادى الى تخريب ما خطط له المهندس المعماري دوكس ياكس لجعلها مدينةعصرية ذات حزام اخضر. اضافة ان انتقال الفلاحين الى بغداد احدث تغيراً اجتماعيا سلبيا في المجتمع البغدادي نتيجة لنقل الفلاحين عاداتهم العشائرية معهم فكثرت المصادمات بينهم وسبب ازهاق كثير من الارواح وحمل الدولة عبأً كبيرا للمحافظة على الأمن والنظام .وقد اوضح الدكتور محمود الحمصي المتخصص بالتخطيط الاقتصادي في كتابه (خطط التنمية العربية واتجاهاتها التكاملية والتنافرية)وهو دراسة لاتجاهات الانمائية في خطط التنمية العربية المعاصرة ازاء التكامل الاقتصادي العربي للفترة 1960-1980 الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت –نيسان 1980 بين فيه ان الخطط الاقتصادية في جميع البلدان العربية للفترة المذكورة أي نمو يذكر عدا بعض النو في قطاع الاسكان في دولة الامارات العربية ومن هنا نستنتج ان الانقلابات في جميع البلدان العربية لم تكن ثورات لانها لم تحدث تغير اقتصادي واجتماعي وثقافيا وفي المجال السياسي كان دكتاتوريات عسكرية ضيقت حرية الفرد وصادرتها وسجنت الكثير وقتلت واسالت دماءاً كثيرة اما ماسمي بثورات الربيع العربي فهي انتفاضات شعبية في بدايتها من اجل التحررمن الفقر والجهل والمرض والتحررسياسيا من الدكتاتوريات التي كانت تحكم لكنها لم تتمكن من ان تتحول الى ثورات ذات برامج واضحة وان تغير في البنى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية كالثورة البلشفية او الثورة الاسلامية الايرانية ورغم اختلاافها عن الثورة الفرنسية التى حدثت في باريس فقط الا انها تتفق معها بركوب انتفاضات الربيع العربي كما ركب روب سبير وميرابوا وغيرهم الثورة الفرنسية على الرغم من انهم لم يكونوا مع المنتفضين المطالبن بالخبز من البداية والحقيقة ان انتفاضات الربيع العربي التي قام بها الشباب قد فشلت لانها ليس لها برنامجا تغيرياًوان الشباب الذي قام بالانتفاضات غير منظم ولم تكن لهم تجربية في السياسة والحم مما ادى الى ركوب هذه الانتفاضات تنظيمات سياسية اخرى وعسكرية بوحي اجنبياً حرفتها عن اهدافها من ان تكون ثورات واستلم الحكم فيها قوى لم تشترك في الانتفاضات كما هو الحال في تونس وليبيا ومصر اضافة الى ماحدثته من خسائر اقتصادية كبيرة بمليارات الدولارات مما سبب ارتفاع الاسعار وزيادة تكاليف المعيشة وتدمير الدولة الليبية بالكامل واحداث تقاتل بين المليشيات المسلحة قد يتحول الى حرب اهلية .واود ان اشير الى ان الفيلسوف الفرنسي الصهيوني كلود شتراوس كان حاضرا في تونس وفي ليبيا في غرفة العمليات مع المقاتلين والقى خطبا في تونس وليبيا وفي مصر وهو الان يدعو المعارضة الخارجية السورية المرتبطة بالغرب والولايات المتحدة الامريكية لستضافتها على حسابه الخاص ,ولا يخفى ان تدخل الولايات المتحدة الامريكية ودول غرب اوربا ومحميات الخليج التي تسمى دولا بشؤن هذه البلدان ومساعدة تيارات معينة ركوب هذه الانتفاضات واوصلتها لاستلام الحكم في هذه البلدان,لكن المحلل يجد ان من وصل الى الحكم في هذه البلدان هي التيارات الاسلامية التي تتفق سياساتها مع سياسة الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوربية والمحميات العربية التي تسير في فلك الولايات المتحدة وتكون تابعتا لها للذك اقول ان مايسمى ربيع الثورات العربية هو شتاء بارد لازال يمطر دماً وليس ربيعا للثورات كما يسميه كثير من الناس . اما عن افاق المرأة والحركة النسوية فاني اقول ان المرأة قد عانت الكثير في بلادنا العربية وتاخرت افاقها بردة الى الخلف منذ عقد السبعينيات والثمانينيات من خلال ملاحظاتي في العراق خاصة وكذلك في الدول الاخرى ,لقد كنت طالبا جامعيا في المرحلة الاولى سنة 1962-1993وكنت ادرس في كلية فيها عشرة اقسام كل قسم يحوي على ستين طالب وطالبة واذا افترضنا ان الجنس الخر نصف هذا العدد أي ان عددهم 300 طالبة منهن طالبتين فقط يغطين شعرهن بالحجاب وتلبسان الجبة الاسلامية لكن وجه كليهما كان مطليا بمكياج كثيف وهما من الحزب الاسلامي او مايسمى حزب الاخوان المسلمين لكن بعقد الثمانينات الفترة الممتدة من 1971-1980اسست الدولة العراقي( مديرية شرطة الاداب) واخذ افرادها يعتدي على النساء والطالبات الذين يلبسون التنورة والقميص ولايلبسون الحجاب كما ان رئس الجامعة المستنصرية بعد تحويل اسمها من الكلية الجامعة اسس مايسمى بالحرس الجامعي ومن واجباته مراقبة الطالبات وتقديمهم الى ادارة الجامعة ان كن في وضع يسمونه غير اخلاقي كما ان تبني الدولة في تلك الفترة للحملة الايمانية جعل اغلب الطالبات والنساء يرتدين الحجاب ,انني لااظن ان لباس المرأة هو مقياس لتقدمها واضيف ان العباءة ليست لباسا وتراثا في بلداننا العربية وانما هي دخيلة علينا وقد سمعت ان شاه ايرن رضا بهلوي قد منع العباءة وغطاء الوجه لكني اقول ان استعمار بلداننا العربية باسم الدين مدة تقارب 500 سنةجلب لبلداننا كثير من التخلف ليس في افاق المرأة فحسب بل في جميع جوانب الحياة ,والحقيقة ان المجتمعات العربية اكثرها ذات اصول زراعية وبدوية والمرأة في هذاين المجتمعين تشارك الرجل في جميع الاعمال وتنوب عنه عندما لايكون حاضرا دون ان ترتدي العباءة وتضع غطاء على وجهها والعباءة والغطاء هما وافدان على مجتماعاتنل وليس من تراثنا والاسلام يجيز للمرأة كشف الوجه والكفين لكن كثير من النساء العربيات اللواتي مقيمات في الولايات المتحدة والدول الغربية ومنهن بعض الاديبات اللواتي يكتبن عن الجنس معتقدات ان تحرر المرأة يكون بزوال غشاء البكارة وان البكارة ليس هو شرف المرأة دون مراعاة لظروف بلداننا العربية واني اعتقد ذلك ليس تحرا للمراة في بلداننا العربية لانني اتبنى ان الحرية هي معرفة الظرورة وهي تختلف كما قلت من بلد الى اخر ومن زمن الى اخر في نفس البلد وينطبق ذلك على المدن والقراى في البلد الواحد واضيف ان هذه الدعوات ليس لها مبر وهي مشجعة على انتشار الفحش الجنسي مثلما موجود في دول الغرب والولايات المتحدة الامريكية وان ذلك لايلائمنا واريد ان اقول انني كان لي صديق يعتنق الديانة المسيحية اخبرني انه يريد ان يعتنق الاسلام ولما تبينت السبب فيما يريده اخبرني انه عند الليلة الاولى في زواجه وجد ان زوجته قد فقدت بكارتها ولما كان لايستطيع طلاق زوجته قرر ان يعتنق الاسلام لطلاقها. ان اغلب مجتمعتنا العربية ذات اصول زراعية او بدوية وحتى سكان المدن هم من اصول زراعية او عشائرية وانى قيم العائلة الزراعية والقيم العشائرية هي السائدة وهذا مايؤثر على حق المرأة في نيل حريتها فلازال قتل المراة غسل للعار يزداد بالطراد في جميع البلدان العربية رغم ان الاسلام افترض اربع شهود لاثبات الزنى كما ان قوانين العقوبات الوضعية في كثير من الدول العربية تحمي المراة من عقوبة الزنى لعدم اثباته لكن قتل النساء في بلداننا العربية يتزايد يوما بعد يوم كما ان كثير من المتعلمين من حملة الشهادات العليا غير المثقفين يعاملون زوجاتهن معاملة قاسية في حين ان الرسول( محمد صلى الله عليه وسلم) قد اوصى في خطبة الوداع قائلا ((اوصيكم بالنساء خيرا)) لكننا نجد في الدول بعض الدول العربية لايحق لها قيادة السيارة ... والحقيقة ان الاستعمار لبلداننا العربية باسم الدين سبب تخلف مجتمعاتنا كثيرا ولما كانت هي المراة تشكل نصف المجتمع فقد سبب لها ذلك الاستعما تخلفاً اكثر,وانى اعتقد ان المرأة في مجتمعاتنا تعاني ازدواجية في افصاح عن رائيها وماتعتقد فيه فهي تتكلم خلاف ماتعتقد به وهي لاتفصح عن نفسها في ابداء رائيها حتى فيمن يكون شريك حياتها وزوجا لها كما ان معاملة المجتمع لها ورث عندها عقدة الشعور بالدونية وهذا ماولد لها الكثير من المشاكل حتى في الافصاح عن رائيها في من تحب وجعلها تتصرف ليس كما يجب واورد هنا مقطع من اغنية عراقية على لسان المراة العراقية تخاطب ولدها علي : وظل ابكي طول الليل ياعلي ابدا ما اهزك والله ياعلي ولو انت ابن فلان ياعلي كان شمعزك واله ياعلي وهذا مقطع يبين ان المرأة تزوج دون اخذ رايها او غصبا عنها اما ما يسمى بالثورات العربية وثرها على المراة والحركات النسوية في البلاد العربية فاني اعتقد هذه الثورات التي ركبها الاحزاب الدينية بتشجيع من الغرب سوف لايسبب مشكلة للمراة وتخلفا اكثر ولايتيح لها التعبير عن رائيها ويمنهعا من المشاركة في الحياة العامة بشكل صحيح رغم ماوفره لها الاسلام والقوانين الوضعية من حقوق .
#ناجح_فليح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصتان قصيرتان جداً
-
مقتطفات من رواية لم تنشر بعد بعنوان حب واعترافات شاعرة على ا
...
-
قصة قصيرة جداً-الفيلسوف
-
ست قصص قصيرة جداً
-
الاصطدام
-
قصيدة
-
الفيلسوف الراحل مدني صالح ومدينته الفاضلة
-
موسم الهجرة إلى الشمال والمقابسات الشكسبيرية
-
القلادة
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
آفاق المرأة، والحركة النسائية، بعد الثورات العربية، بمناسبة
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|