أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي - سهر العامري - حال المرأة بعد الثورات العربية !















المزيد.....

حال المرأة بعد الثورات العربية !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 22:59
المحور: ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي
    


ليس المرأة هي وحدها التي ستصاب بخيبة أمل كبيرة ، وإنما الكثير من القوى الديمقراطية والتقدمية التي ساهمت مساهمة مباشرة في الثورات الشعبية التي نزلت في بعض من البلدان العربية ، والسبب في ذلك هو أن نتائج تلك الثورات خضعت لإرادات سياسية خارج إرادة الناس ، نساء ورجالا ، أولئك الذين هبوا الى الشوارع من أجل تغيير ما استطاعوا تغييره من واقع سئموا العيش فيه ، ولكن هذا التغيير كان محسوب النتائج إن لم أقل كان مضبوطا حسب تفاهمات داخلية وخارجية لعبت دورا مهما ومؤثرا في سير أحداث تلك الثورات وبشكل مباشر ( الحالة الليبية مثلا ) ، حتى يخيل للمرء أن ضبط نتائج تلك الثورات يضارع الى حد بعيد ضبط نتائج الانقلابات العسكرية التي جرت في البلدان العربية بعيد الحرب العالمية الثانية ، والتي سارت باتجاه القومية العربية كشعار وحسب ، بينما نرى أن ثورات اليوم تضبط بذات الشاكلة ، ولكن باتجاه ما يسمى الإسلام المعتدل !
وإذا كانت المرأة قد تمتعت ببعض المكانة الاجتماعية من حيث المظهر في الأكثر وببعض من المكانة الاقتصادية في الأقل على مدى حقبة نتائج الانقلابات العسكرية المذكورة نجدها اليوم في توجهات أسلمة المجتمع الغارقة في ردة رجعية تحارب لا لشيء إلا بسبب مظهرها الخارجي ، وهذه المرة وفق تشريعات رسمية مثلما يظهر ذلك جليا في تعليمات وزارة المرأة العراقية الخاصة بملبس النساء اللائي يزاولن العمل في دوائر الدولة.
والشيء بالشيء يذكر هنا فقد كنت واقفا بعيد الثورة في إيران في تقاطع شارع طالقاني مع شارع آخر من العاصمة الإيرانية ، طهران ، وفي مواجهة بناية حكومية ، وإذا بفتاة إيرانية يانعة تطلب مني أن أمسك كيسا كانت تحمله بيدها ، لبيت رغبتها أنا لكن سرعان ما تبين لي أنها استبدلت الحذاء الذي كانت تلبسه بالحذاء الموجود في الكيس ، وحين سألتها عن السبب وعن حالة الرعب التي تعيشها قالت : ( إنني اعمل في دائرة حكومية من هذه البناية ، وهي دائرة تحرم على النساء لبس الأحذية النسائية العالية ، وتريدنا أن نلبس أحذية رياضية مسطحة بدلا عن ذلك!)
لقد صارت المرأة بعيد تلك الثورات العربية المضبوطة تعامل وفقا للمظهر ، حتى أن ذلك صار شرطا مفروضا عليها إن هي أرادت الحصول على عمل ، أو وظيفة حكومية ، أو مراجعة دائرة ما من دوائر الدولة ، وربما مضى الحال بها بعيدا عن ذلك حتى وصل الى النواحي الاجتماعية كالزواج مثلا ، فوفقا لتلك النتائج المضبوط صار من الافضل لها أن تبدل مظهرها الحديث بالمظهر القديم ( الحجاب ) إذا ما أرادت أن تحصل على زوج ، وهذا ما حدا بالكثيرات أن يرضخن لهذا الواقع بل صار البعض منهن يدافع عنه رهبة في غالب الأحيان ، ورغبة في أقلها.
إن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمرأة العربية يشهد نكوصا بينا ، وتراجعا واضحا بعد النتائج التي أفضت إليها تلك الثورات ، وقد استسلم الكثير من النساء ، إن لم أقل الأغلبية المطلقة لهذا النكوص ، وذاك التراجع ، وصرن في أفضل الحالات صورا تغاير صور الرجال في ديكور بعض البرلمانات العربية ، أو قل إن الحصة ( الكوتا ) هي وحدها التي صعدت بهن لتزين الديكور المذكور من أجل إخفاء الواقع المر الذي تعيشه ملايين النساء في البلدان العربية ، ولهذا السبب لم نسمع لامرأة ما في البرلمانات العربية صوتا عاليا يدافع عن المعاناة الاجتماعية التي تعيشها الناس أو لم نسمع لها صوتا ، في الأقل ، يدافع عن بنات جنسها ، فهي في أفضل الحالات تردد ما يريده الحزب منها ، فهو الذي وفر لها تلك الحصة كي تجلس على مقعد برلماني ، وعلى العكس من ذلك فقد سمعنا أصواتا لنساء قليلات العدد يدافعن بجدارة عن الناس الفقراء المحرومين وعن النساء المعذبات بالفاقة والظلم ومن مواقع اجتماعية لا تمت لـ ( لكوتا ) بصلة .
إن أقسى مظاهر الردة الرجعية التي تتعرض لها المرأة من قبل الكثير من الحركات المتأسلمة تتمثل في حرمان المرأة من مزاولة العمل والدراسة ، وقد وصل الحال ببعض تلك الحركات الإسلامية ! الى تحريم تعليم النساء ومنع الفتيات من الذهاب الى المدرسة ، بينما راحت حركات أخرى تحث الناس على تزويج بناتهم في سن مبكرة ، وعدم السماح لهن بمواصلة دراستهن ، وذلك صونا لأعراضهن مثلما يعتقد منظرو تلك الحركات ، ولهذا تشاهد في بلدان الثورات العربية أو تلك البلدان العربية السائر على ذات النهج فيضا كبيرا من النساء خارج النشاط الاجتماعي - الاقتصادي في مجتمعاتهن ، حتى صارت الأغلبية منهن تعيش على التسول من هذه الجهة أو تلك ، حكومية كانت تلك الجهة أم اجتماعية ، والذنب ليس ذنبهن إنما ذنب السياسة المنتهجة في هذا البلد أو ذاك ، والتي لا تخلو من التبريرات المملة حين يتعلق الأمر بحالة النساء أو بغيرها ، وسيكون المسؤول عن ذلك في غالب الأحوال هو صدام حسين أو حسني مبارك !
يظل التحرر الاقتصادي هو العامل الرئيس في تحرر المرأة اجتماعيا ، وهو ضمان تخلصها من تبعيتها المادية للرجل ، وعلى ذلك يتوجب على الحركات النسوية والقوى التقدمية المناصرة لتحرير المرأة أن تحث النساء على التعلم ومواصلته وتبيان فوائده بالنسبة لها وللمجتمع الذي تعيش فيه ، وأن تحث النساء كذلك على العمل الذي يشكل خلاصها الوحيد من النظرة الاجتماعية التي تراها على أنها مخلوق ضعيف خلق من ضلع زائد في الرجل .
يظهر من كل ما تقدم أن هناك مهمة غاية في الصعوبة أمام كل المناضلين والمدافعين عن حقوق النساء في المجتمعات العربية التي طرأت عليها تغييرات سياسية في الحكم تتمثل تلك المهمة في التصدي لكل الأساليب والأفكار التي تريد أن تعود بالمرأة الى أيام ما قبل العصر الحديث ، وعلى المرأة وأولئك العودة والتعلم من التراث العالمي والتراث العربي المناصر لحقوق النساء العربيات خاصة تلك الأفكار التقدمية التي حملتها ظهور الصحف والمجلات العربية في أواخر القرن التاسع عشر أو مطلع القرن العشرين وما أعقبه من سنوات . عليهم وعليهن مراجعة أفكار قاسم أمين ، في كتابه تحرير المرأة الذي نشر سنة 1899 وبدعم من الشيخ محمد عبده وسعد زغلول لطفي السيد والذي رأى فيه أن حجاب المرأة ليس من الإسلام وإن الدعوة الى السفور ليست خروجا عن الدين . علينا قراءة قصائد الشعراء من أمثال جميل صديقي الزهاوي :
اسفري فالحجاب يا ابنة فهر .... هو داء في الاجتماع وخيمُ
كل شيء الى التجدد ماض ٍ.......فلماذا يُقر هـذا القديـمُ
علينا أن نقتنع تماما أن الصراع بين القديم والجديد صراع أزلي ، ولكن يجب علينا كذلك أن نثق بحتمية انتصار الجديد أبدا ، فالإمام علي عليه السلام يقول :
لا تعلموا أبناءكم على أخلاقكم ، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برافو
- حديث ليبيا ( 5 )
- حديث ليبيا (4)
- حديث ليبيا (3)
- حديث ليبيا ( 2 )
- حديث ليبيا (1)
- الأسماء المكروهة !
- الغرفة رقم 400
- مقابر تتسع باطراد !
- البلاد العظيمة (5)
- البلاد العظيمة (4)
- البلاد العظيمة ( 3 )
- البلاد العظيمة ( 2 )
- البلاد العظيمة ( 1 )
- العراق بعد اثنتين وثلاثين سنة (4 )
- العراق بعد اثنتين وثلاثين سنة (3)
- العراق بعد اثنتين وثلاثين سنة ( 2 )
- العراق بعد اثنتين وثلاثين سنة (1)
- حسين السراج*
- الحكومة تتظاهر ضد المعارضة !


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- آفاق المرأة، والحركة النسائية، بعد الثورات العربية، بمناسبة ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي - سهر العامري - حال المرأة بعد الثورات العربية !