|
أيها النساء ، أبو القاسم الأمين هو الداء وقاسم أمين هو الدواء
عبد الحميد عبود
الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 22:59
المحور:
ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي
يهلترى لماذا يفتح رجل فمه ملئ الشدقين لنصرة قضية النساء ؟ مش مزايدة ، لا وحياتكم ! لكن الصمت مشاركة في الجريمة ، وسيف الشرع مسلط على رقاب الكل ذكورا إناثا ، عندما قطع رقاب الشيعة سكتتُ لأني مش رافضي، إذ نكَّلَ بالصحافيين لم أبالِ لأني مش من أهل الكار ، وعندما فتك بالأقباط قلتُ يصطفلوا فأنا مش مسيحي ، وحين سفك دماء النساء لم أعترض لأني ذكر، وعندما شُهر هذا السيف بوجهي لم يقل أحد شيئا لأنه لم يبق هناك من يعترض ، تفهموني ، أنا الواحد في لعبة الجميع وأصرخ اليوم من حذري غداً ، هناك صوت بسيط يخبرنا ان ثمة خطأ واضح وفاضح ، لكن المثقفين العربان ( الله يستر عليهم كلهم فهؤلاء حريم من نوع خاص ) ينتظرون أن يأتي كاريكاتوريست دانمركي ليقول عنهم ما يجب أن يقولوه ، هذا موسم الزوابع والأيام الإستثنائية ، الشعب يريد إسقاط النظام ، الشعب يريد الكلام ، الشعب يريد كل شيء إلا إسقاط الحجاب ، إذن الشعب لا يريد شيئا ، كنا ننتظرها حرية فجائت وهابية ، ما برحت السماء تقبض على الأرض من خناقها ، المد السلفي مثل القاشوش في لعبة الباصرة يقش كل شيء حتى النساء ، بكل مرة أصادف محجبة أحسُّ بفجوة في إنسانيتي ، إذ أصادف منقَّبة أحس أني في حفة تنكرية ، وبما أنه لا يمر يوم دون رؤية العشرات منهن فمن المفروض بي أن أعتاد على الأمر وتتبدد دهشتي ، ولكني على العكس أشعر بما هو أعتى من الدهشة ، أشعر بالخزي لأني مسلم ، وأحمد الّلات لأني ذكر ، وأعزي نفسي بأني ملحد ، بالعربي الفصيح يا جماعة ، الذين الذي ينْظر للمرأة من أردأ الزوايا دين رديء ، الدين الذي يبيح للمتدين جَمْعَ أربع حريم في حرملك واحد هذا مش دين انساني ، الدين الذي يبيح لكهل ستيني أن يفتض بكارة طفلة عمرها تسع سنوات هذا دين حيواني ، أقول وأزيد ، إن عدونا الأساسي مُشْ الإستعمار بل هو "الطاعون السلفي"، الوهابية ماركة مسجلة برسم التخلف والغباء والمحدودية وصلعمو وطوطمو والحرام الكثير والحلال القليل والجهاد الشرجي ، الإستعمار أساساً لم يستعمرنا إلا لأنه وجد فينا قابلية الإستعمار، إمعات وببغاوات ودراويش على باب ألَّلاه ، وللحق فإن الوهابية لا تقل سوئا عن الاستعمار ، إنها استدمار ، وأكثر من ذلك ، إستحمار ، إستحمار الذكر للأنثى وإستحمار ولي الأمر للمأمور ، هناك ألف طريقة وطريقة لكي تتحرر المرأة المسلمة وأولها هي ألا تكون مسلمة ، فدونية الأنثى منصوص عليها في النص المقدس نصا صريحا لا يحتمل التأويل ، الأنثى جثة على قيد الحياة ، مغيّبة محذوفة ومشبوهة بأنوثتها ، غير موجودة بذاتها بل بارتباطها بالرجل فهي الحرمة، العقيلة، الحجة، أم فلان، زوجة علان ، ولشدة تذنيبها سرعان ما تمسي هي نفسها امتدادا للذكورة فتتشدد مع بناتها وتزغرد إن جاء المولود ذكراً ، ويسعفنا الواقع بمزيد من الأمثلة ، التسمين القسري للصبايا في موريتانيا ، عدم وجود سيدة واحدة في برلمان الكويت (يقولون لك وجودها وعدمه واحد ) وفي سوريا قسر البنت على الزواج من ابن عمها ، وتجحيش المرأة المطلقة ، وختان الإناث في السودان وجلدهن بالكرباج ، زيجة تعدد النساء في ليبيا ما بعد القذافي ( وما قبله) ، في بلاد السند ترى المرأة تمشي خلف زوجها بعشرين مترا ، إذا اغتُصِبَتْ عراقية فالحق عليها هي التي أغوت مغتصبها ، في اليمن تُبَادل المرأة بخمس نعاج ، أللاه يعلم كم خنجر غُرز غدراً في قلوب الصبايا باسم جريمة الشرف (علما أن الذكر يفعل نفس الفعلة ولكن فرفور ذنبه مغفور) هذا بعض ما تيسَّر من سورة النسوان ، على أن الأسوأ حالاً بين النسوان هي الخليجية ، نحن هنا أمام حرمة نموذجية سوبر وهابية قانعة بحرمتها ودونيتها وبكونها جارية للرجل، مكرسة للتفقيس والأرنبة والنكاح وعدا ذلك فهي زائدة كالمصران الأعور ، لا شيء، لا معنى ولا مبنى ، كينونة افتراضية مؤقتة ونسبية في ماخور السكس الحلال ، وقد تأصلت في جيناتها الوراثية غريزة الحيْوَنَة وقبول الأمر الواقع ، لهذا لا نسمع ب كلارا زيتكن نجدية ولا بتسليمة نسرين حجازية ولا ببوعزيزية تهامية، ان أقصى مدى يمكن أن تذهب إليه "العنود" في نضالها النسوي هو أن تنتسب لجمعية وايت واتشرز ( جمعية الرفق بالنساء السمينات ) ولا نندهش إلا قليلا إذ نرى المومسات الأوروبيات يتظاهرن لحقوقهن فيما السعوديات لا يتظاهرن من أجل كرامتهن، ان بين الحرمة والحرة يوجد حرف واحد بوسع الربع الخالي ، العنود عنيدة في عبوديتها وتثبت بكل عناد أن المَوْمَسة في الكرخانة أشرف من المَوْمَسة في الحرملك ، بينما نرى هذه المسكينة تشتي وتصيِِّف في الرياض نرى زوجها يصيِّف وحده ( بلا محرم) في أغادير ومراكش ، يستمتع باللحم المغربي ذي الجودة العالية والسعر الرخيص ، الرجل المسلم دائما فوق الشبهات والمرأة المسلمة دائما تحت الشبهات ، وحيثما وكيفما وأينما بحثنا في مشاكل المرأة نصطدم بالرجل ، أبو عرب منحاز للأمومة ضد الأنوثة ، حبيب أمه مش شبعان حنان ، ناقصه فيتامين حاء ، القيم الدينية تكبته ، يقيس سلطته بتحجيم سلطة المرأة ، يفضِّل البكر على الثيِّب ويفضِّل الجاهلة على المتعلمة ، يجَمْع النساء كما يجمع الطوابع ، ولنا عبرة في الشوبكي التاجر المصري المعروف بشهريار ، نكح ما أتيح له من قاصرات (إشتراهن من أبائهن) وإذ حُبِس وقف محاميه يرافع عنه "لماذا استكثرتم على موكلي خمسين بكارة افتضها بالحلال وسيدنا الأمام الحسن نكح سبعين امرأة" ، ثم بعد ذلك يأتي جهابذة الديالكتيك ، فقهاء تربيع الدائرة ويقولون "أنتم فاهمين الدين غلط ، الإسلام كرّم المرأة أيما تكريم ، إقرئوا سورة النساء يا جهلة بني علمان وستجدون أسمى آيات التكريم في سمو آيات النشوز والضرب والقوامة والتجريص والبهدلة" ثمة بين اللاهوت والناسوت مجال لِذر الرماد في العيون ، وقد تعوَّدنا على التهاويم حتى غشي على أبصارنا ، عندما يغتصب الفقهاء أسم العلماء فعلينا الحذر من العلم ، فعدم أخذ المعنى بحرفيته عند هؤلاء الفيلولوجيين هو الشرط الأول للتمكن من اللغة والسيطرة على عقول العوام ، التأويل يظل نتيجة القوة لا الحقيقة وهكذا تنتصر حجة القوة على قوة الحجة ، وتشرق الشمس من المغرب ويتحول الإسلام من نقمة إلى نعمة ، يا لمنطق البؤس ! يا لبؤس المنطق! الإسلام فيتو ضد النساء ، وكارثة على الرجال، وحظّكَ أن تجد صلعميا معتدلا كحظك أن تجد قنقذا بلا أشواك، لذا علينا ان نحتفظ بأوهامنا ، كفاحنا اللامجدي ، شوية سنين ضوئية ونصل إلى مستوى الشمبانزي ، فأمة محمد ماشية على سكة المستقبل بخطى حثيثة ولا سيما أن الوهابية قد نصبت عند كل مفترق طريق عشرين مطوّعا لحراسة الماضي، وهاهو الفانوس السحري أبو سحاق الجويني يبشر فيالق المكبوتين وحَلّيبة الأيور بعودة عصر السبايا ، 70 حورية بانتظاركم فوق و70 جارية قبطية بتصرفكم تحت ، صلعمة وكبت تتهجيان معا ، وبيت المال السعودي يدعم الموهومين وباعة الوهم بالمصاحف والفياغرا حتى تتكاثر هذا الأمَّة الأمَة وتتباهى على بقية الأمم بالأيتام واللقطاء وأطفال الشوارع، يخطئ من يظن أن سلالة الشَّبيحة تمتد من حمص إلى درعا ، إنهم يتناثرون من طنجة إلى جاكرتا ويشبِّحون في دور الإفتاء والفضائيات في كل مسجد وعلى كل منبر ، هكذا راح أمام مسجد مدينة حاسي مسعود الجزائرية ، راح هذا المسعور في خطبته الأللاوية يوغر صدور المصلين على نسائهن لا لشيء إلا لأنهن لسن ذكورا ، واهتاج قطيع الصلاعمه في هستيريا جماعية واندفعوا بالجملة يضربون "نعاجهن" بأعواد الخيزران والدبوز والسِّنَكْ والمطاوي والنعال مما أدى إلى مجزرة بشرية ، هؤلاء المضادون للواقع يحقدون على الحياة وعلى كل من يحب الحياة، يحجِّبون المرأة لأنها غواية الرجل ولكن ما دام العكس صحيحا فلماذا لا يحجِّبون وجوه ابن باز والعثيمين وعائض القرني وبقية اللحى المقملة ؟ وما دام قاضي قضاة المسلمين يلوط فلماذا لا يحجبون وجوه الغلمان والمردان ؟ تِباً للذين يسكتون عن المخازي وتِبّاً للذين يقبلون بالمخازي ، الإسلام برمَّته دين سقم وشرمطة ، في علاقتة العكسية مع القيم يفرغها من محتواها ويجعلها ميتة ، فالعفة تعني زيف العفة، والحشمة تعني كبح الغبطة ، والحياة تعني بطلان الحياة ، أخلاقيات أكثر تعني أخلاقا أقل ، والطهارة هي إسم آخر للعهارة ، ذلك أن تحالف البترودولار مع اللاهوت قد شيّد صرح الكبت والشذوذ الباطني ، فالعفة( الافتراضية) تفرض على المرأة الخليجية ان تكون عذراء من قدّام ومش عذراء من الخلف ، وغالبا ما تكون مستهلكة من الجهتين وتموِّه على خطيبها بغشاء بكارة صيني مصطنع ، فالشريعة تولِّدُ الكبت وتتولَّدْ من الكبت ، والمنقبات كما نعرفً من فوق الله الله ومن تحت يبعت الله، تناقضات! لن يفهم العربان ان الأنثى والذكر متكاملان لا نقيضان ، وإن الزلة والغواية هما أساس الحرية ، فالإسلام بمحرماته ألغى الغواية وشطب على الحياة، طيب والدرس المستفاد من هذا كله ! مفيش أي درس، أقفلنا المدرسة وفتحنا كتاتيب قرآنية ، فجزيرة العرب لا تتسع لمحمد وفولتير ، أنا فقط حزين على نساء بلادي لكني لن أستسلم لليأس ، أعرف إني مجرد كومبارس أخرس ولكني سأجاهر بصراخي النشاز فكل حقيقة أكتمها تصير غرغرينا في دمي ، سأظل أصرخ نكاية بالطرشان ، وحدنا نحن الممنوعون من الصرف، عصابة " لا ألّلاه لا سيدي لا بترودولار " نملك الشجاعة الكافية لقول ما لا يقوله حرملك المثقفين ( ألّلاه يستر عليهم) اليوم يومك يا بنت العرب ، أنتي( بالياء مش بالكسرة) يا نبض الثورة وملهمتها ، أنتي ريحانة مش قهرمانة ، أخرجي من العصمة ومن سطوة الوراثة ومن شراسة التقاليد ، الحرية تنحاز فقط للذهن المستعد فاستعدي ، كفّي عن قراءة برجك الفلكي وعن التبصير في فنجان القهوة ، فقدرُكِ يتحقق فقط بإرادتك ، بلاش بيتوتية وتنبلة ومسلسلات مدبلجة ، لا تنتظري أعطية من أحد فلا أحد يعطي ، خذي بالقوة ، إمحِ العار بالنار على الطريقة البوعزيزية ، الحرية تتهجى مع نون النسوة مش مع جمع المذكر السالب ، إرفعي رأسك ، أظهري مفاتنك ، هل يمكن ان نغطي وردة جورية بقماشة سوداء؟ إخلعي حجابك فهو أخطر على عفتك من سفورك ، طهِّري ضميرك من سموم الأخلاق الصلعمية المزيفة وأنا ضامن لكِ الجنة ، تمتعي بحياتك فالحياة لا تتكرر مرتين ، إعشقي فالعشق بين الناس ألّلاه محلله ، وارقصي فالجسد الذي لا يرقص جسد ميت ، وإن اقتضى الأمر فتمردي على العائلة مستنقع الوراثة الدودي ، إياك أن تبخسي قدراتِك ، كوني سوبر وُومَنْ متفوقة ، إقتدي بالمرأة الإسرائيلية التي تقود الفانتوم وتقود الوزارات وتقود الرجال ، أنتي الينبوع الحي للحياة ومدماك إنسانية الغد التي تنتظرنا
#عبد_الحميد_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيان لرجل واحد ضد أيور الثقافة
-
عن الثورات العربية والمناعة الخليجية
-
بيان لرجل واحد مع النساء وضد الشريعة
-
بلا بوكر بلا جوكر ، نريد جائزة باسم البوعزيزي
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
آفاق المرأة، والحركة النسائية، بعد الثورات العربية، بمناسبة
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|