أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - الالحاد الحديث------1














المزيد.....

الالحاد الحديث------1


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1076 - 2005 / 1 / 12 - 09:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان نقد الدين كما جاء في فكر ماركس المادي وفكر سارتر الوجودي ،لا ينال من حقيقة الاله ،بل من بعض الانحرافات في تصور الله والممارسة الدينية،وهو يساعد بالتالي على تنقية الايمان.
العداء لله:
يتجلى واضحا في الفكر المادي الماركسي اولا،وهذا العدو ليس فردا ،بل جماعة وطبقة،او بالاحرى حزبا يخلق شعبا يمثل الانموذج الكامل =للشعب الذي لا يعرف الله=
صاحب هذا الفكر ،يريد تحويل العالم وتغييره وتطويره وتحريره من البؤس والشقاء والمظالم الانسانية .كان ماركس يعني بالعالم =الطبيعة= .وتشير هذه الكلمة الى جملة الانتاج المادي والعلاقات الانسانية التي يُحدثها عمل الانسان عبر التاريخ .ف=الطبيعة= بحسب ماركس،هي =جسد الانسان اللاعضوي= ،والانسان يصوغ وحدتها .فهي اذا من صنعه ،وليس هو متميزا عنها .ويحقق الانسان انسانيته ويرتقي الى الوجود الحسي بوساطة عمله وفي اثناء عمله وتفاعله مع الطبيعة .وتهدف الارادة الماركسية الى تحويل طبيعة الانسان بهذا المعنى المكثف .ويجب ان يتم هذا التحويل،لا بمعزل عن الله فقط ،بل على الرغم منه ايضا .ولما كان الدين في نظر ماركس متواطئا مع المظالم الاجتماعية وحاميا النظام القائم ،فالارادة الماركسية تهدف الى حذف الله والدين.
العداء لله:
يتجلى ايضا في الفكر الوجودي السارتري .لم يؤسس سارتر في الحقيقة هذا التيار.فمؤسسه هو هايدغر ،اما سارتر فهو من صبه في قوالب مسرحية ،وينطلق من مسلمة وهي أنه ليس للانسان =طبيعة= وليس هو =جوهرا= .انه =حضور= وسلسلة من الاعمال في ممارسة حريته .لذلك لم يسع سارتر ،الى فهم العالم وتفسيره بمعزل عن الله،لأن العالم في نظره هو لا معقول .ولم يسع الى تغيير العالم ،لأن العالم ،مهما تغير،يبقى لا معقول .لكن هدفه هو ان =يوجد= الانسان متخليا عن الله وعلى الرغم من الله في عالم لا وجود لله فيه.وفي هذه الحال،تشكل فكرة الله خطرا على الانسان وعلى حريته .فلا بد اذا من التخلص منها .
2
يواجه هذين التيارين الاشكالية نفسها،وهي اولا المسألة الميتافيزيقية في التعايش بين الخالق ولخليقة والتعاون بينهما ،وثانيا المسألة الخُلقية .فاذا كان الله موجودا ،وهو القادر على كل شيء ،فكيف يكون العالم ،على ما هو عليه ،مسرحا للشر بأنواعه وللبؤس، لا يستطيع احد ان يتجنب هذه المسألة ،بل انها مطروحة على كل انسان وكل الناس ،والانسان في هذه الاوقات الصعبة،لا يطرح اسئلة فلسفية ،بل اسئلة تاريخية وجودية: أين الهي؟هل هو الاله الحي .تلك هي المسألة التي طرحت على كلا التيارين .
وعليه يقبل كلاهما بأسطورة موت الله ،وقد وردت هذه العبارة في أماكن كثيرة من مؤلف لنتيتشة بعنوان:=هكذا تكلم زرادشت=.فالعصر الحديث لم يخترع اذا هذه الاسطورة ،حيث كان الناس يقولون في عصر سابق ان الله غير موجود ،بمعنى ان وجوده ليس حقيقة عقلية ،ولم يكن ابدا حقيقة ،بل مجرد رواية خيالية ،ويستطيع بالتالي العقل ان يستغني عنه.أماالاسطورة فتنبئ،على عكس ذلك ،بحدث تاريخي وبتغيير مجرى الاحداث وباتجاه المصير البشري اتجاها جديدا ،وهي بالتالي تُلزم الانسان باتخاذ قراره .فمهما امكن العقل او الايمان ان يقوله عن وجود الله ،فالله في الواقع قد اختفى من التاريخ .
3
هكذا قام الالحاد الجديد،الحاد اليار المادي والوجودي ،على مسلمة،ولم يكلف نفسه عناء التستر وراء نتيجة مستمدة من الاستدلال العقلي ،وبصنيعه هذا،قلب الالحاد الجديد موازين القوى على الساحة.ويتفق هذين التيارين على القول بأن الله ليس مما يمكن الاستغناء عنه واهماله فحسب،بل يشكل خطرا ايجابيا لا بد من مقاومته للتخلص منه .انه من نسج الخيال ومُضر للغاية .ولا يكتفي هذان التياران بأن يعيشا من غير الله ،بل هما ضد الله .ليسا هما من =منكري= الله ،بل هما من =رافضي الله= .والله الخالق والقادر على كل شيء هو،بالنسبة الى كل منهما ،العدو الاكبر.ومن هنا نشأت ارادة حذف الله او غياب الله.
4
ويبني الاثنان عداءهما الفاعل تجاه الله على اساس واحد،على ان الله هو عدو حرية الانسان ،بوصفه صانع الطبيعة وسيد التاريخ .لا شك ان لكل من الاثنين تصوره الخاص للحرية،ولكنهما،على الرغم من الفروق ،يتفقان على ان الحرية هي استقلال مطلق ،والا فليست حرية.انها استقلالية تتخطى كل ما يحدها .واذا علت عليها حرية الهية ما وقيدتها ،ابادته.فعلى الانسان ان يكون اله عالمه الخاص ،سواء اكان عالم الطبيعة الماركسية ام عالم الوجودي اللامعقول ،والا ما كان الانسان انسانا.
ويشتركان في مفهوم واقعي واحد للحرية .فلا يعيران اي اهتمام لما اسمه العصر الحديث =الحرية= اي الحريات الحديثة المزعومة:حقوق الانسان والمواطن،والحريات المدنية التي يضمنها القانون .ذلك بأن التحرير الحقيقي لا يتم عن طريق هذه الوسائل الشرعية الحقيرة.فالانسان يبقى عبدا وعبد=للطبيعة=وان توافرت تلك الحريات .ذلك بأن الحرية ليست مسألة نظريات وقوانين،بل هي قضية عمل وتاريخ .ليست المسألة ضمان حرية معطاة ،بل هي مسألة حرية لم تعط بعد .وعندما يستهدف هذين التيارين تحرير الانسان ،فانما يستهدفان خلق الانسان خلقا جديدا مشروطا بحذف الله او غيابه.



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة ما بعد الاعتقال--شكوك --وتساؤلات
- الكرامة الانسانية -------المنتهكة
- المدمرة نانسي عجرم تقصف البرلمان الكويتي،وتسقط وزيرا شيعيا-- ...
- اختبروا صدق السلطة---حاوروا الامن--وخففوا الحقد
- بين سيد القمني و القرضاوي
- الظلم والعدل في المفهوم الليبرالي
- الحوار المدني حان وقت التنظيم
- الديمقراطية الليبرالية
- -،وحماية عصابات الفساد لكبار المسؤولين في الدولة او ابنائهم ...
- --شذرات1 انهيار المنظومة الاشتراكية وسيادة الليبرالية وانتصا ...
- محكمة-------2
- محكمة----1
- العرب يودعون العام--بالاكتشافات العلمية والبطولات القومية
- ملخص كتاب--الاستعمار العربي--التاريخ الدموي للعهد الاموي
- الرعب الذي نعيشه---------------
- ملخص كتاب 7--قميص عثمان--بداية الارهاب الاسلامي
- ملخص كتاب--قريش---الخلفاء المكروهين-
- البيانوني---العب غيرها
- طغيان الاغلبية--ما يحدث في مصر
- ملخص كتاب 5-بداية الجهاد--انتهاك الحريات--التعذيب


المزيد.....




- رئيس مجلس الشورى الاسلامي قاليباف يؤكد ان ايران مع حزب الله ...
- رئيس مجلس الشورى الاسلامي قاليباف يؤكد ان ايران مع حزب الله ...
- الخارجية الايرانية تؤكد دعم الجمهورية الاسلامية للبنان دولة ...
- حركة الجهاد الاسلامي: تعمد الاحتلال قصف المناطق السكنية جريم ...
- حركة الجهاد الاسلامي: الحساب المفتوح مع الاحتلال سيجعله يدفع ...
- اول تعليق للجهاد الاسلامي على استهدف ضاحية بيروت الجنوبية
- المجلس الاسلامي الاعلى بالعراق: العدوان على المدنيين اللبنان ...
- المجلس الاسلامي الاعلى بالعراق: عدوان الاحتلال على المدنيين ...
- المجلس الاسلامي الاعلى بالعراق: عدوان الاحتلال على المدنيين ...
- المجلس الاسلامي الاعلى بالعراق: نجدد موقفنا الداعم لسكان غزة ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - الالحاد الحديث------1