أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي - اسماعيل شاكر الرفاعي - عن قضية المرأة















المزيد.....

عن قضية المرأة


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 22:54
المحور: ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي
    


عن قضية المرأة


.الأول


اتفق مع السؤال بأنّ ماجرى كان محدوداً . كان اشبه بانقلابات القصور . ينفذ هذه الأنقلابات رئيس الجيش ، واحياناً الدائرة المحيطة بالسلطان : خصيانه او محضياته . ويتم التنفيذ ليلاً او نهاراً لا فرق : بخنقه في الفراش ، او بذبحه مثل شاة في الحمام ، اوبتسميل عينيه لشل حركته ، ثم يجلس على العرش امير او خليفة آخر ، غالباً ما يكون من العائلة الحاكمة نفسها . اما قوانينه وتشريعاته ومنهجه الذي أدار من خلاله آلة عنفه ، دفاعاً عنها ، فلم يرحل . تعودنا في العالم العربي ان لا نُرحّل مع السلطان ــ الذي هوى عن العرش ــ مدونة قوانينه واخلاقيات منهج حكمه. وتلك واحدة من اعاجيبنا أو من أعاجيب سلاطينا : تغيب اجسادهم لكن تظل اطيافهم ترود المكان . جاءت امريكا ب 150 الف جندي ، وبمختلف انواع الأسلحة الفتاكة ، وانفقت مليارات الدولارات واطاحت بعرش سلطان العراق ، ومع ذلك ظلت روحه متشبثة بالمملكة تديرها من وراء قبره . للعالم العربي ــ أو قل للعالم القديم بعد بزوغ شمس عالم جديد من حيث الموقف من المرأة ــ عاداته السرية في اخفاء جثث سلاطينه . يتفنن في هذا الأخفاء ، ولكنه يعجز عن تنظيف الدار من بقايا روائحهم الكريهة ، أومن نباح اصواتهم الماثل في اوامرهم وتشريعاتهم . وأحياناً يدفعهم الثأر والحقد الى تمزيق جثته إرباً إربا ثم يرمونها قطعة وراء قطعة الى كلابه . ولكن السلطان مثل كلابه المدللة يتمتع بسبعة أرواح ، تظل واحدة منها متشبثة بالمكان ، تديم حضور أفكاره ورؤاه وتشريعاته وكل منظومته الفكرية تلك التي كانت تدير دولاب دولته .......
ثمة في بطون الموروث حكاية ذات دلالة فيما يخص علاقة الصراع ــ على مستوى الوعي ــ بين الذكورة والأنوثة ، هي حكايات الف ليلة وليلة الشهيرة . بطلاها : سلطان مولع بمطارحة الغرام كل ليلة لفتاة بكر ثم لا يتوقف شبقه الا بذبحها . وامرأة خططت حين تحين ليلتها الدموية ان لا تستلم لقدرها . في هذه الحكايات المشبعة بالثأر الرمزي من المنظومة الفكرية الذكورية ، تستولي الفتاة على وعي السلطان ، بأن تملأ جوانب ذهنه بخيال عجائبي خلاّق أقوى في سحر تأثيره من سحرالجنس والدماء . مكنها من ان تربطه اليها لليال وليال . ورغم الدهشة التي استولت على وعي السلطان من هذا الخيال الواسع ذي القدرة العجيبة على تفريع الحكايات ، ورغم سحر التشويق الكامن فيها والذي انسى السلطان ولعه الليلي ، ظلت شهرزاد في وعيه قاصرة {عقل ودين } ولذا لم يأمر بتعديل الفقرات التي تخص حقوق المرأة في تشريعات مملكته . فظلت المرأة ترث نصف ما يرثه اخوها الرجل ...الخ
و حتى حين التهب حماس الشباب لأول مرة في العالم العربي ، ووقفوا بوجه السلطان ، ولوحوا امامه بقبضات من حديد ، وهم يصرخون بوجهه : إرحل
فوجئ السلطان العربي بمشاعرالخوف والذعر والأحباط تصطرع في داخله مثل محكوميه ، فتسلل مذعوراً . وتبعه الثاني ناسياً كومة نياشين البطولة التي يحملها فوق كتفيه ، ثم الثالث والرابع وال......ولكنّهم لم يرحلوا تماماً ، فما يزال الكثير مما خلفوه وراءهم متشبثاً بوعي المكان : جسد المرأة عورة ولذا من الضروري تكفينه . فالمرأة ــ كما يقول السلفي المصري أبو اسحاق الجويني : { التي تكشف وجهاً مثل المرأة التي تكشف فرجها } ، ويقول بن باز : {المرأة التي تخرج من منزلها وحيدة ترجم بالزنى } . ويصل الحط من قدر وكرامة المرأة الى مستوى : { تبطل الصلاة اذا مرّ كلب اسود او امرأة } . ولقد تسائلت يوم قرأت هذا الحديث ، كيف تُأمر بالصلاة مَن وجودها يُبطل الصلاة . و { شاوروهن وخالفوهن } لماذا ؟ لأنهنّ ناقصات عقول . من غير التفكير بكنس هذا الهذيان الخرافي حول المرأة من ساحة الوعي الأجتماعي ، يظل أمر كنس التشريعات التي تنظر الى المرأة كنصف انسان مشكوك فيه.......... . ستظل شهادة المرأة اذن ــ رغم كل الحكي والسرد الذي استمر الف ليلة وليلة ــ امام القضاء العربي الأسلامي تحمل نصف ما تحمله شهادة الرجل من قيمة .


السؤال الثاني


يقول السؤال : هل ستحصل تغييرات على الصعيدين الأجتماعي والثقافي في منظومة القيم المتعلقة بالسلطة الذكورية........الخ ثمة سقف للفعل أي للسيطرة والتوجيه ، لا يستطيع البشر تجاوزه حيال الكوارث الطبيعية التي من وزن وثقل واندفاع التسونامي . تظل محاولة الأنسان مشروطة دائماً بمستوى وعيه وبمهاراته وبنوع تكنولوجيا زمانه . وحين ينفجر الحدث التاريخي فأنه ينفجر كالبركان ويندفع بقوة جارفة كالتسونامي ولكنه يظل محكوماً ــ في تداعياته ونتائجه ــ بالوعي وبالمقولات الثقافية السائدة . لا يتجاوز الحدث التاريخي كظاهرة اجتماعيية مستوى الوعي السياسي للفاعلين الأجتماعيين . يظل العامل الذاتي مشيراً لحدود الفعل في التاريخ : لقد صنعت جملة من الظروف المحيطة بالناس وعياً محدداً حيال ما يحيطهم ، دفعهم هذا الوعي لأن ينجزوا فعلاً في تاريخهم المحلي ، يمكن حده بالقول : لقد انجز الحدث كسراً كبيراً في مسار سياسي عمره آلاف السنوات ، وفثح بوابة عريضة لمسار سياسي جديد لم تعد السلطة فيه حكراً على الخاصة من العسكر والبيروقراطية ، بل انفتحت على وسعها ليصبح الجميع متساوون في فرصة الصعود الى السلطة ، او فرصة التحكم بنوع التيار السياسي الذي سيصل الى السلطة . وهذا ليس بالقليل على تاريخ كان السيف منذ 14 قرناً هو الذي يتحكم بطريقة الوصول الى السلطة . لقد اوصلت انتفاضات الشباب العربي شعوبها الى مرحلة الفعل في التاريخ . والسؤال الذي يفرض وجوده الآن هو : كيف ستتصرف الشعوب العربية بهذه الفرصة التاريخية ؟
لقد حصل تغير على صعيد الوعي السياسي بان استبدلت الثقافة العربية : مفهوم الغَلَبَة القديم ومفهوم الأنقلاب العسكري الحديث ، بمفهوم الأنتخابات طريقاً الى السلطة . فأدّى ذلك الى تغيير اجتماسياسي عميق ، اذ ادخل المفهوم السياسي الجديد أي دورية الأنتخابات : الناس ، الجماهير ، العامة ، طرفاً فاعلاً في التأثير على سيرورة الصعود السياسي الذي كانت تتحكم به الخاصة بتفويض من منظومتها الفكرية الموروثة .. أما جواب السؤال ، كيف ستتصرف الشعوب ......؟ فالجواب واضح من القيود الثقيلة التي كبلت بها الثقافة الذكورية السائدة ، الأنتفاضات العربية ومنعتها من السير الى أمام والتحول الى ثورة . وهذا يعني ان المنظومة الفكرية الذكورية الموروثة ما زالت قوية وفاعلة ومؤثرة . ولكن خطوة الشباب التاريخية خلخلتها ، أصابتها بشرخ ، وكسرت مسارها الذي اناخ بثقله على خارطة وعي الشعوب العربية لقرون . لقد امتلكنا بامتلاكنا لآلية الأنتخابات آليات الفعل في التاريخ . صار بالأمكان التأثير على المسارالسياسي وملئه ...... لكن ليس بأي تشريع ، بل بالتشريع الذي تشترطه حالة الثقافة السائدة ومقولاتها السياسية .


الثالث


تجميد المفاهيم السياسية والفكرية والتعبد في محرابها على أمل النسج على منوالها ، يعادل السعي المستحيل لتجميد الحياة وايقاف تدفقها . ولقد ثبت تاريخياُ كم هي قاصرة تلك النظريات التي ادعت بأنها رصفت من مفاهيمها سكة للحياة لا تستطيع عجلاتها السير خارجها . كذبت هذا المنطق الظواهر الجديدة التي يفرزها مسار الحياة باستمرار . وكذبه الفشل الذريع الذي يعاني منه الآن منطق الفقه والعلوم الدينية الأخرى التي توقفت بالحياة عند حقبة تاريخية محددة وبدأت بالقياس عليها . فتسبب ذلك باصطناع ظواهر العنف الأرادوية التي تحاول عبثاً قص اثداء الحياة . وبأيجاز شديد يمكن القول بأنّه لا توجد حقبة في التاريخ سمت وتعالت بنفسها على عوامل الكون والفساد في التاريخ . فكل الفترات التي جمدتها هذه المجموعة البشرية او تلك بان عدتها فترة مقدسة لا تتأثر بالظروف المحيطة وانها ستظل حية طاهرة ونقية الى نهاية التاريخ ، احرجت المنطق الذي اخترعها وتسببت له بالكثير الكثير من التناقض واللاأنسجام ، حين لم تعمر طويلا ًوانطفأت نيرانها حالها حال الفترات اللامقدسة . لاتوجد في التاريخ فترة ذهبية اشبعت حاجات الأنسان المادية والروحية ، وتعالت على نقد الأنسان الذي رافق ولادتها واستمر باستمرارها فاعلة في التاريخ . فكل المنظومات الفكرية سواء ألبست ثوب الوضعية او ثوب المقدس منظومات تاريخية اسست نفسها في ضوء النقد الذي وجهته الى المنظومة الفكرية المسيطرة في زمانها .كان النقد وما يزال هو قابلة توليد المفاهيم السياسية والفكرية والدينية . واذا ما ارادت المرأة المشاركة { النشيطة في الحياة السياسية والأجتماعية والثقافية في تلك الدول العربية التي وصلت فيها الأحزاب الأسلامية السياسية الى الحكم ] فعليها البدء ببناء منظومتها الفكرية الخاصة بها والتي تنطلق من زاوية نظرها الى الحياة والى دورها فيها . لا أحد يستطيع ان يحل محلها في هذا الواجب . واول خطوات هذا الواجب الحياتي يتمثل بمباشرة نقدها للوعي الذي تحمله عن نفسها ، وهو وعي كونه الرجل عنها واستبطنته هي عبر آلاف السنين ، وسلّمت به تسليماً أعمى . ان تفرض { المراة وجودها} وان يكون هذا الوجود فاعلاً ، ما امامها الا النقد الذي يساعدها على التحرر من احتلال تصورات الرجل لوعيها . اما متى تخطف تلك التصورات من وعي الرجل عنها ، فذلك يعتمد على موهبتها الفردية والجماعية في انتقاء الاسلوب النقدي الأمثل والأكثر اقناعاً للرجل . واذا ما بلغت المرأة هذا المستوى ، فأنّ المجتمع يكون قد خطا خطوة تاريخية في مراحل الوعي ستتكلل باصدار التشريع التي تراه المرأة وليس الرجل ، التشريع الذي يتطابق وحقوقها .
لا ينفع نضال المرأة في شئ ان يرتبط بالبحث عن [ دور ومشاركة نشيطة في الحياة السياسية والأجتماعية والثقافية ] تحت فضاء المنظومة الفكرية الذكورية السائدة . بل ينفعها ان تتناول بالنقد مؤسسات الرجل العربي الذي اثبتت التجربة التاريخية منذ عصر النهضة 1840 والى هذه اللحظة بانه استعاد بلغة عصرية وتحت واجهات عصرية استعبادها مجددا ً . ومن نافلة القول بان سعي المراة لتأكيد وجودها عبر تكوين منظومتها الفكرية الخاصة لا يرتبط بالتأمل والتفكير والكتابة فقط ، بل ويرتبط ايضاً بالممارسة عبر بناء شبكة من تنظبمات المجتمع المدني ، المستقلة عن احزاب الرجل الذي احتل مراكزها القيادية وطلب منها الأنتظار +حتى يفرغ الحزب من انجاز المهمات الكبرى .


السادس


لا يستطيع الرجل ان يحرر نفسه بنفسه من وعيه الذكوري للعالم الأرضي ، وللعالم الأخر الذي ملأه بكل المتع الحسية ومنها المرأة بصافتها الأرضية المحببة الى ذاته : ان تكون بكراً لم يطأها قبله إنس ولا جان .
لابدّ من ان يحمل الرجل حملاً على التخلي عن تصوراته عن المرأة ــ الأداة ، أو بتعبير مظفر النواب شبه السريالي ، ولكن الطافح بلوعة البحث عن العثور على اداة تفريغ شبقه :
وعيون حذائي تشتم خطى امرأة في الليل
امرأة ليست أكثر من زورق لعبور الليل
أو المرأة ــ المتاع المملوك للأستمتاع ، أو وفق خيال نزار قباني الجامح بالصور الحسية :
لابُدّ ان تنامي
عارية أمامي
كالسيف في الظلام ......
مثلما صنعت بعض الظروف الخاصة من الرجل ذا عقلية ووعي ذكوري ، فهو بحاجة الى ظروف اخرى مغايرة لكي يتمكن من تحرير وعيه من سلطان ذكورته . نستطيع القول الى حد كبير بان ملامح منظومة فكرية ذكورية لم تتبلور مباشرة بعد ان اختارت بعض المجموعات البشرية الأستقرار على ارض ثابتة . منح الأستقرار للأنسان فرصة تنظيم تأملاته الأولى عن الخلق : خلق الكون والأنسان وباقي الموجودات. ولكنه لم يباشر كتابة تأملاته الدينية الاّ بعد ان تمكن من اجتراح الثورة الزراعية . وتمدنا أساطير الخلق الأولى بقوائم عن الآلهة كانت الأناث فيها تشاطر الآلهة الذكور في العدد ، إضافة الى القدرة { وهي قدرات سحرية خارقة } ، والأرادة التي تتضمن الكثير من استقلالية القرار . واستمر حضور المرأة بارزاً في ديانات الحضارات الزراعية الأولى في بلاد وادي الرافدين ووادي النيل . يشهد على هذا الحضور الكتاب المقدس الأول في منطقة الشرق الأوسط أعني : ملحمة جلجلمش ، اضافة الى : هبوط أنانا الى العالم السفلي . واذا ما اضفنا اسطورة إيزيس وايزوريس وكتاب الموتى من حضارة وادي النيل ، لحصلنا على شهادة تاريخية تؤكد على ان السيادة في الديانات الأولى { والتي كانت المرجعية التشريعية لدول ــ المدن التي سبقت في الوجود قيام الأمبراطوريات } لم تكن للوعي الذكوري . شريعة حمورابي ومعها نظرة الآشوريين الدونية للمرأة ، ولدت في مرحلة تاريخية لاحقة ، تفصل بينها وبين دولة ــ المدينة آلاف السنين ...... لم يكن الستراتيج القتالي لدولة المدينة السومرية بالستراتيج الهجومي لأنها لم تكن بحاجة الى الخارج . فكل ما تحتاجه دولة المدينة لأدامة اشتغال الأنتاج الزراعي موجود على أرضها : من تربة ومياه وطقس مناسب وخبرة انتاجية . سيولد الستراتيج القتالي الهجومي مع ولادة الأمبراطوريات التي تتطلب ولادتها ، جيوش وفتوحات قادها الرجل بغياب شبه كامل للمرأة . بناء على ذلك نستطيع الحديث عن تزامن في الولادة بين مفهوم الستراتيج الهجومي ، وشكل الدولة الأمبراطورية ، والوعي الذكوري .
مع الأمبراطوريات اصبح الرجل رباً لمساحات شاسعة من الأرض ، تضم لغات وثقافات وديانات مختلفة . وعلى هذه الأراضي الواسعة القى الرجل صانع العالم الأمبراطوري ذكورته كمالك لا شريك له في ملكه : لا ام ولا شقيقة ولا زوجة ولا اخت . ثم قعّد اصول سيادته ، مانحاً لهذا التقعيد : المفاهيم والتشريعات التي ينتظمها مفهوم ملكيته لكل ما تضمه امبراطوريته من أشياء ومنها المرأة . وحين بدَأَت فكرة عبادة الاه واحد تتخلق وتكاملت مع الديانات التوحيدية السامية { باسبقية تاريخية لأخناتون } ارتبط مفهومها بسيادة الرجل ، اذ كانت المرأة ومنذ زمن طويل قداتهمت بالقصور العقلي وامرت بالتحجب [ نساء الخاصة وليس العامة ] والوقوف على خدمة الرجل في بيت الرجل : جنته الأرضية التي حاز مساحتها لسعادته وراحته .
وللمفارقة ، وما أكثر المفارقات في التاريخ ، فأن الرجل نفسه هو من دعى المرأة الى الخروج من سجنها القديم الذي باركته الديانات السامية ، وباركته الفلسفة اليونانية والهندوسية ومدارس العصور الوسطى الفكرية بما فيها الرشدية ومدارس اللاهوت المسيحي .
. حدث ذلك في لحظة تاريخية معمدة بالعرق والكد والتعب الشنيع ، وفيها استولدت بعض الفئات الأجتماعية نمطاً جديداً في الأنتاج هو نمط الأنتاج الصناعي ، الذي حل بالتدريج قائداً لعمليات تخليق الثروة والقوة . في هذا العالم الجديد الذي صنع الرجل امبراطورياته من غير خيول وسيوف ، شعر الرجل بحاجته الماسة الى وجود المرأة الى جانبه في ادارة هذا العالم الذي يحمل في ذاته آليات تمدده وتوسعه ، اذ أحس جميع البشر في مشارق الأرض ومغاربها بحاجتهم الماسة الى سلعه وبضائعه .
لم يكن الرجل مخيراً وهو يتنازل عن جنة بيته . لقد كان مدفوعاً بالأضطرار . وهو اضطرار رقق كثيراً من حواشي الرجل ، حين دفعه الى التنازل عن الكثير الكثير من صلفه وغروره وكبرياء ذكورته .
ووسط ذلك علينا ان نشهد للرجل بالجرأة ، وبالشجاعة المنقطعة النظير وهو يقص عن عنق المرأة حبال المقدسات جميعاً ، وان يربط ذلك بزاوية نظر جديدة الى الكون والحياة ، حوّلها الى قوانين وتشريعات ، صارت بمرور الزمن ثقافة موروثة متجذرة في الوعي وفي اللاوعي الجمعي .

[email protected]



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط ومسألة الأقليات 4 من 6
- خارطة الشرق الأوسط ومسالة الأقليات 3 من 6
- خارطة الشرق الأوسط ومسألة الأقليات / 2 من 6
- خارطة الشرق الأوسط ومسألة الأقليات 1 من 6
- الرحلة الى العراق


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- آفاق المرأة، والحركة النسائية، بعد الثورات العربية، بمناسبة ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي - اسماعيل شاكر الرفاعي - عن قضية المرأة