مهدي بن سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 3650 - 2012 / 2 / 26 - 15:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يبتسمون في الوجه و يضربون في الظهر ... هم هكذا تجار الوطن .
في وجه الشعب الفقير يبتسمون ، و ببعض الطلاسم المقدسة يتمتمون و البقية الباقية يخدرون .
في ظهر الشعب الجائع يضربون ، و يختفون خلف حصون الوعود الوهمية و أسوار الحرية الافتراضية
وطني ، دولة إفريقية ، سكانها يتمتعون بصفات بشرية و خصائص طبيعية إن جبت مشارق الأرض و مغاربها لن تجد توأما لها . و إن خبرت شمال الأرض و جنوبها لن تعثر على ظل يشبهها .
تونس ، ليست الجزائر أو قطر ، و ليست فرنسا أو كندا ، و ليست أفغانستان أو أمريكيا ، و ليست السويد أو أستراليا ... تونس هي تونس و كفى .
و لأن المواطن التونسي عجينة خاصة لا مثيل له و لم يكن ضمن قائمة الأربعين شبها ، فالتونسي عروس متوسطية ترغب في فستان أبيض على مقاسه ما هو بضيق و لا فضفاض . فستان عرس يتماشى مع سحنته الممزوجة بعديد الحضارات و المنبثقة من مختلف الثقافات ... فستان لا يخيطه شيخ و لا يحيكه سيد .
تونس دولة الإنسان ، لا أريدها إسلامية ( مسلمة نعم أما إسلامية فلا ) ، و لن تكون شيوعية ، و لا إمبرالية ، و لا ليبيرالية ، و لا قومية ، و لا سيدة برجوازية تتبجح بكل الويلات الإيديولوجية ... أريد تونسا ذات مرجعية إنسانية ؛ مركبها الإنسانية و ربانها الإنسان و الشعب بحارتها .
أريد نظاما تونسيا ، إذا ما تلبس بهذا الشهب كان لباسا ملائما لكل خصائصه و خاصياته ، مماثلا لكل طبائعه و صفاته ، ملبيا لكل حقوقه و أحلامه .
تونس ، لن تولد من رحم الأسياد صناع القرار ... تونسنا ستولد من همّ الفقراء ، ستولد من سواعد البناءين ، و من عرق البحارة ، و من صبر العاطلين ، و من أنين الجائعين ، و من عزم الشبان الآتين ستولد عروس تونسية .
كما لاحظتم ، فعنوان هذا المقال لا يمت بأية صلة بمحتواه و ذلك رغبة مني لجلب انتباه القراء الذين يتسارعون خلف هاته العناوين البراقة و يرتمون في لجج هكذا مواضيع .
#مهدي_بن_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟