|
آفاق المرأة والحركة النسوية بعد الثورات العربية
عادل الامين
الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 22:59
المحور:
ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي
1- هل سيكون للمرأة في الدول العربية نصيب من التغيرات المحدودة التي طرأت حتى الآن على مجتمعات هذه الدول كأحد نتائج الربيع العربي؟ لا بل سيتدهور وضع المرأة العربية وتضيع جل المكاسب التي حققتها في عهود النظم العلمانية التي جاءت بالاستقلال..لان الربيع العربي ما هو إلا إعادة لتدوير الاخوان المسلمين حلفاء الامبريالية القديمة والأخوان المسلمين فكرهم قائم على الشريعة الإسلامية وهي الوصاية وصاية الحاكم على المحكوم والمسلم على الذمي والرجل على المرأة...وانظروا الى ما يدور في مصر الان لتروا مستقبل المرا ة العربية وقد هشم الاسلاميون تمثال الست ام كلثوم...
2- هل ستحصل تغيرات على الصعيدين الاجتماعي والثقافي في منظومة القيم المتعلقة بالسلطة الذكورية والعقلية التسلطية التي تعاني منها نساء الشرق؟ وإلى أي مدى يمكن أن تحصل تغيرات جوهرية في ضوء الحراك الشعبي الواسع والخلاص من رأس النظام وبعض أعوانه في أكثر من دولة عربية؟ سيزيد التسلط على المراة...واصلا هذه الثورات لا تحمل فكر او رؤية تناسب الواقع المعاصر...وستصدر الفتاوى بالجملة في امر المراة..في بلدي السودان وصلت المراة د.فاطمة عبدالمحمود منصب حاكم الاقليم الاوسط بالانتخاب في عهد نميري وثورة مايو الاشتراكية 1976 وفي زمن البشير ودولة الاخوان المسلمين تكالب رجال الدين واءمة المساجد في اعاقة ترشيحها في منصب رئيس الجمهورية في انتخابات 2010 بحجة "لا يجب تلي المراة ولاية عامة" وكما ترون افرزت هذه الثورات ردة حضارية حقيقية وعبر صناديق الاقتراع للاسف.. والنموذج المصري القائم الذي دائما ما تقتدي به الشعوب العربية يتجلى للعيان كل يوم..التغير الجوهري هو اضافة الاسلام دين الدولة والشريعة مصدر التشريع في دساتير الدول العربية ورفع الاذان في البرلمان واعتقال عادل امام وتحطيم الاثار على المدى البعيد ومحاربة السياحة التي تشكل 25% من دخل مصر..والدولة الدينية المزيفة...والديموقراطية الحقيقية تحتاج لارضية حقيقية للدولة المدنية وهذه ابدا لا يوفرها مشروع الاخوان المسلمين...ولا الافكار الحالية الميهمنة على الوطن العربي..في ظل عجز ليبرالي مستمر...
3- ما هو الأسلوب الأمثل لنضال المرأة لفرض وجودها ودورها ومشاركتها النشيطة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في تلك الدول العربية التي وصلت فيها الأحزاب الإسلامية السياسية إلى الحكم؟ ان تتمتع المراة بثقافة عالية وتقوم بتعرية هذه الافكار الشائنة كما تفعل د.نوال السعداوي...وعبر مؤسسات مجتمع مدني متخصصة في شئون المراة وحقوقها المدنية والسياسية... 4- تدعي الأحزاب الإسلامية السياسية بأنها تطرح إسلاماً ليبرالياً جديداً وحديثاً يتناسب مع فكرة الدولة المدنية. هل ترى-ين أي احتمال للتفاؤل بإمكانية شمول حقوق وحريات المرأة ضمن البرنامج السياسي الإصلاحي الاحتمالي لقوى الإسلام السياسي, وهي التي تحمل شعار "الإسلام هو الحل"؟ اتفاءل اذا كان شعارها هو(الديموقراطية هي الحل)..هذا يعني الدستور القائم على الاعلان العالمي لحقوق الانسان سيكون صورتها...ولكن شعار الاسلام هو الحل الغوغائي هو اصلا يعني الشريعة هي الحل ..والشريعة تمنع المراة من حقوقها المدنية والسياسية وتجعلها تحت وصاية الرجل....والفقه موجود وموثق ولن يجدي المط وشد الجلد والالتفاف حول نصوص الشريعة من كتب الفقه من امثال الاحكام السلطانية للماوردي... 5- هل تتحمل المرأة في الدول العربية مسؤولية استمرار تبعيتها وضعفها أيضاً؟ أين تكمن هذه المسؤولية وكيف يمكن تغيير هذه الحالة؟ المراة ضحية...والمجتمع الراسمالي العربي لازال يتعامل معها كسلعة ويحرمها من التعليم...التعليم هو الذي سيحرر المرا ة العربية من التبعية...كما ان الحاكم قد يتخذ اجراءات حقيقية وحاسمة في الارتقاء بها كما فعل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الاونة الاخيرة برد حقوق المرا ة السياسية في الترشيح والانتخاب وتكون السلفية قد تفوقت على الاخوان المسلمين في هذا الامر...مع ضغط الواقع والتحديث المستمر...
6. ما هو الدور الذي يمكن أن يمارسه الرجل لتحرير نفسه والمجتمع الذكوري من عقلية التسلط على المرأة ومصادرة حقوقها وحريتها؟ هذا الامر يعتمد على التنشاة...والاسرة...واذا توفر الاستقرار السياسي والجرل نفسه مقهور سيتوفر استقرار الاقتصادي(البنية التحتية) سيتوفر الارتقاء الاخلاقي (البنية الفوقية)...هذا اذا اضحت المجتمعات العربية مجتمعات اشتراكية تحكم باحزاب اشتراكية حقيقية كما هو الحال في امريكا الجنوبية وغرب افريقيا...لن تنعم المراة بالعدالة الا في ظل المجتمع الاشتراكي الحقيقي... وليس احزاب برجوازية انتهازية تتحالف الان مع اليمين الرجعي المتمثل في الاخوان المسلمين... كاتب سوداني
#عادل_الامين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطريق الثالث ..!
-
السودان بين رماة الحدق والغوغائية المطلقة
-
شفرة ابن عربي
-
زهور بابل ....رواية
-
هكذا تكلم نيلسون ما نديلا
-
اسرائيل ودولة جنوب السودان
-
وعي البطة ووعي النسر
-
في السودان..ذهبت السكرة ولم تاتي الفكرة!!
-
هكذا تكلم د.عمر القراي :الدين ورجال الدين عبر السنين
-
مقالات سودانية:صمتوا عن الفساد.. وطالبوا بقهر العباد!!
-
خطاب الرئيس اوباما والنخب العربية
-
الوعد الحق والفجر الكاذب
-
سيرة مدينة:الشعب يريد اسقاط النظام
-
لماذا كان د.جون قرنق وحدويا؟!
-
موت الدولة المركزية
-
انتخابات جنوب كردفان وافاق التغيير
-
شاهدواالفكرة....وفناؤها
-
مصر والسودان وافاق التنمية البشرية
-
ثورات الفيس بوك....وكسل السودانيين
-
هل ما يحدث تغيير ام اعادة تدوير؟!
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
آفاق المرأة، والحركة النسائية، بعد الثورات العربية، بمناسبة
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|