أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - زارا صالح - عندما تكون المعارضة جزء من الازمة














المزيد.....

عندما تكون المعارضة جزء من الازمة


زارا صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3650 - 2012 / 2 / 26 - 03:33
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



قدمت الثورة السورية ومن خلال ارادة وصمود هذا الشعب نموذجا فريدا من روح المقاومة والاصرار على نيل الحرية ليس فقط بين بلدان الربيع العربي بل و للعالم أجمع عبر ثورتها السلمية وهي تواجه اشرس انظمة الاستبداد دموية وعنفا اتجاه شعوبها وهي بذلك فرضت على العالم نيل تعاطفهاواحرجته لكي تكون الخطوة الاولى والمتاخرة وهذا الاجماع الدولي الكبير على ضرورة رحيل نظام الاسد ومن منبر الجمعية العامة للامم المتحدة أي بمعنى ان هناك اجماعا دوليا ولو بشكله السياسي والمعنوي والذي يفتقر الى خطوات عملية تؤثر على وضع حد لوقف القتل على اقل تقدير وهو ما فشلت في تحقيقه تلك الدول قاطبة في مؤتمر تونس, مما حدا بالوزير السعودي الى رفع البطاقة الحمراء في وجه العالم اجمع لتعلن المملكة وبحكم معرفتها بطبيعة النظام حقيقة ألية دعم هذا الشعب المظلوم وبانه لن يسمع لاية نداء أو مبادرة سوى التي تبقيه محتفظا بسلطته الابدية, أي لابد من وجود قوة عسكرية تنهي الاحتلال البعثي الاسدي لسوريا والذي دام اكثر من أربعة عقود.
واذا كانت الصراعات الاقليمية والدولية هي التي تتحكم بمصير الثورة السورية فتجعل من هذا الشعب قربانا في بازار مصالح هذه الدول التي تتلكأ في حمايته فان الثورة ماضية في طريقها نحو النصر مهما كانت التضحيات وهذا هو قرار الشعب السوري عندما انتفض في وجه هذا النظام الاكثر وحشية وتعطشا للدماء.
لقد تغيرت المفاهيم والتوازنات السياسية بعد الربيع العربي وبات من المؤكد ان تتعامل الدول الكبرى مع هذا الواقع الجديد وبان من كان يحمي اسرائيل طيلة تلك الاعوام مثل نظام الاسد ومبارك وغيره قد رحلوا ولابد ان تغير هي ايضا في رؤيتها نحو الشعوب وارادتها للتغيير وقرارها بان تحكم هي نفسها بعد الان عليه فان المساومة على دماء السوريين في لعبة السياسة وكسر العظم ومراعاة مصالح دول الجوار سيكون خطأ فادحا,خاصة وان تلك الدول تبحث عن مصالحها اولا فمثلا تركيا مارست نفاقا وكذبا في قضية دعمها للشعب السوري لانها بالاساس تبحث عن دور اقليمي مركزي لها ومن منطلق حماية الامن القومي التركي أولا وحساسيتها الزائدة والعنصرية تجاه قضية الشعب الكوردي عموما. هذا عدا عن ايران التي تقدم دعما مباشرا للنظام وتضغط على العراق ايضا في هذا المنحى. وهي بذلك لاتتقدم الا على نظام المافيا الروسي الذي يمارس الدعارة السياسية بصورتها العارية بعيدا عن اخلاق الشعب الروسي وانسانية مبدعيه من امثال تولوستوي ودستويفسكي وغيرهم....
أي ان هناك توافق دولي ولو بشكله المبتور على ضرورة دعم الشعب السوري وتنحي الاسد, ولكن في المقابل نرى بان المعارضة السورية ومنذ بداية الثورة كانت تفتقر الى الوحدة أولا ثم الى الرؤية السياسية الواضحة حول الموقف من النظام والية اسقاطه وملامح سوريا فيما بعد وهي بذلك قدمت خدمة لهذا النظام واطالت في بقائه من خلال هذا التشتت وعدم ايجاد ممثلية موحدة. بل على العكس فانها كانت تزاود على النظام نفسه في بعض الاحيان من خلال تمسكها بتلك الثقافة الشمولية والاقصائية والوطنيات التي لاتغني عن شيئ دون ان تعبر عن صوت الشارع السوري الثائر الذي يطالب باسقاط هذا النظام والحماية الدولية والتدخل العسكري لانها السبيل الوحيد للتخلص من هذا النظام في حين كنا نسمع ونقرأ في برامج الكثيرين من هيئات المعارضة شعارات تتوافق مع الابقاء على نظام بشار مثل ( السيادة الوطنية, لا للتدخل الاجنبي, لا للطائفية ولا للتدخل العسكري , وحدة وطنية وغيرها من هذه الخزعبلات ) ونحن نقول كيف يمكن الحديث عن سيادة وطنية في سوريا وفي ظل هذا النظام الذي يحتل البلد منذ اكثر من اربعة عقود؟؟ كيف تسترخصون دماء الشعب السوري بدعوتكم لكي يلقى مصيره من القتل والفتك على يد هذه العصابة وكان البعث لم يكن احتلال منذ بدايته؟؟ كنتم تقبلون بالدعم والتدخل التركي ولم تعتبروه تدخلا خارجيا !!! وعلى سبيل الذكر فقد دعوت في احدى التظاهرات امام السفارة السورية في لندن ( وكان هذا في بداية شهر نيسان أي بعد مرور شهر من عمر الثورة ) الى ضرورة ان تدخل المنظمات الانسانية والصليب الاحمر الدولي وكذلك الحماية الدولية ولماذا هذا الخوف من التدخل الخارجي؟ استهجن العديد من اقطاب ما يسمى بالحرس القديم للمعارضة هذا النداء ورفضوه في وقت كانوا يتوسلون الاتراك للتدخل وعقد الصفقات, ترى ما موقفهم اليوم بعد لقاء تونس وهذا الحجم الهائل من الضحايا يوميا ؟ لماذا لايتدخلون لحماية هذا الشعب الذي مطلبه هو الحرية والانقاذ من الابادة ولن يكون ذلك الا عسكريا.
ثم ما سر هذا التهافت على طلب الاعتراف بالمجلس الوطني السوري في وقت نحن بحاجة الى وقف حمام الدم السوري اولا وهو ما يتطلب وحدة جميع اطياف المعارضة والتي لاتعبر اليوم عن صوت الثورة وشعاراتها, وهذه الرسالة كانت موجهة من قبل المجتمع الدولي ايضا لكي تشكل اساسا جامعا لجميع المكونات والطوائف السورية وترسم ملامح سوريا المستقبل وخريطتها السياسية وتكون اساسا يعتمد عليه من قبل الدول الداعمة للثورة السورية والبدء بالمرحلة الانتقالية التي تطمئن السوريين جميعا بان حقوقهم مصانة من خلال الدستور وحتى يبعد شبح الخوف لدى اطياف عديدة من اعادة انتاج دكتاتوريات على اسس عرقية او دينية.
هذه الصورة القاتمة مع الاسف لواقع معارضة لم ترتقي لقامة الثورة أولا ولا لمطالب وشعارات الشعب المنتفض منذ عام تحاول مقارعة نظام دموي استبدادي يحتاج الى جهود دولية من اجل الاطاحة به وقبل ذلك الى وحدة صف المعارضة المطالبة بنكران للذات احتراما لدماء شهداء هذه الثورة والتشرف بحمل لواء تمثيلها في الخارج ومن خلال رؤية سياسية واضحة بعيدة عن الفكر الشمولي والاقصائي ليكون سوريا وطنا لكافة مكوناته حرة ديمقراطية برلمانية علمانية وعلى اسس من اللامركزية السياسية تكون عمادها الفيدرالية لسوريا .



#زارا_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الناشط السياسي والمعارض السوري مصدق عاشور
- النظام السوري وترجمة شعار( بالروح بالدم...) على الارض
- مفارقات من وحي الثورة السورية
- بيانوني الاخوان والتماهي مع منظومة الاستبداد فكرا وثقافة
- حول قيام الدولة الفلسطينية والقضية القومية الكردية وحقوق الا ...
- حول اشكالية مفهوم ( التدخل الخارجي في سوريا )
- حقوق الكرد في سوريا بين الضبابية والانكار
- ما هو سر هذا التهافت التركي على احتضان المعارضة السورية


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - زارا صالح - عندما تكون المعارضة جزء من الازمة