|
حمزة كشغري وروح الجنادرية
اسحاق الشيخ يعقوب
الحوار المتمدن-العدد: 3650 - 2012 / 2 / 26 - 01:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أقال حمزة كشغري خطأً .. أم أساء التعبير ... أم قال كفراً .. أم مسّ ما لم يمس في شرع الله .. وزلّ لساناً وقلماً .. ولم يزلُّ عقيدة وإسلاماً : فقد شهر ندمه وتوبته وأبدى شديد أسفه فكان أن نال توبة التواب ورحمة الرحيم ومغفرة الغافر : " سبحان الله وسعت رحمته كل شيء " بما فيها زلة لسان حمزة كشغري : " ان الله لا يغفر ان يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "
ان الحديث في الحب وعن الحب ... حديث يشكل زلال رقة وصفاء علاقة الإنسان بأخيه الإنسان ذكراً كان أم انثى !!
فالحب ... في رحاب معناه وأبعاد أقاصي ما احتواه يشكل جوى لذة الألم وحرقة وجع السعادة الروحية لدى الإنسان .. الحب توبة .. والتوبة حب : والله حب وتوبة .. وقد لقّب نفسه ( بالتواب ) .
وإن توبة الناس في الناس حب الله في الناس .. وحب الناس في الله .. تباً لقوم يتأكون على التوبة والرحمة والمغفرة في أسماء الله .. ويفجرون بغضاء الدم والكراهية ضد توبة الإنسان في توبة الله !!
وأنه جلّ وعلى : كتب على نفسه الرحمة والتوبة والمغفرة الحسنة .. إلا ان عتاولة الظلام والعنف والتشدد يزيلون رحمة وتوبة ومغفرة الله من عباده ويذرونها في أتون الكراهية والتكفير واباحة دم المسلم ظلماً وعدواناً ورياءً حب زائف في الله وفي ايقاع شرع الله .. وكانوا كما هم أبداً حاضراً وماضياً يكرسون حديث الكراهية على حديث المحبة و يشمشمون رائحة الدم في حمزة كشغري ويتصايحون لتنفيذ شرع الله .. انهم يمزقون ستار المقدس ويراؤون حدود الله !! أقال حمزة كشغري خطأً .. أم أساء التعبير ... أم قال كفراً .. أم مسّ ما لم يمس في شرع الله .. وزلّ لساناً وقلماً .. ولم يزلُّ عقيدة وإسلاماً : فقد شهر ندمه وتوبته وأبدى شديد أسفه فكان أن نال توبة التواب ورحمة الرحيم ومغفرة الغافر : " سبحان الله وسعت رحمته كل شيء " بما فيها زلة لسان حمزة كشغري : " ان الله لا يغفر ان يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " وهو ما يقوله في قرآنه عن نفسه .. فلماذا يتصايح الظلاميون التكفيريون ويرفضون برهانية توبة نصوحة صادقة بإذن الله لحمزة كشغري في برهانية توبته في توبة الله .. ويطالبون دفعة ارهاباً وكراهية الى مقصلة الموت !!
إن حديث البسط في الدين والوطن والإنسان .. حديث حب يأخذ الى جلل رحاب رحمة الله الواسعة .. حديث يُحدث فسحة حب .. أما حديث القبض في الدين والوطن والإنسان .. فإنه حديث يُحدث فجوة بين الناس وفي الدين والعقيدة وفي المجتمع انه حديث بغضاء وكراهية وتفرقة .. حديث يأخذ الى ما يعترض رحمة الله ومغفرة ورضوان الله .. ان المأساة التي يتعرض لها حمزة كشغري واهل كشغري ووالدة كشغري واصدقاء كشغري .. مأساة القبض في الدين وليس البسط في رحاب تسامح غفرانية الله فالدين في بسطه وليس في قبضه وفي مجمل الأديان طراً على وجه الأرض ينحو الى البسط وليس الى القبض ... إن في روح الأديان كلها رغبة الخالق في تسييد البسط على القبض وليس تسييد القبض على البسط : مغفرة حسنة وتوبة نصوحة ورحمة من رب العالمية .. وهو ما يندرج الى فك رقبة حمزة كشغري من قبضة ( القبض ) في الدين والوطن والإنسان ..
أيعقل : ونحن في هذا الجذل الثقافي الجنادري الذي تتفتح زنابقه التنويرية في بهجة الوطن .. أن تتناهض بيننا غاشية الظلام هائشة مكشرة عن تخلف افكارها ومطالبة بدم حمزة كشغري .. يقول الكاتب التنويري الفذ عطاء الله مهاجراني في جريدة الشرق الأوسط اللندنية " لقد خلقت الجنادرية جواً استثنائياً لنا فقد جعلتنا قصائد الحب التي تليت نشعر كما لو كنا نشاهد ابو نواس في عصرنا " وينقل لنا عن المسعودي في ( مروج الذهب ) " ان الوزير يحيى البرمكي في زمن العباسيين كان يجمع اهل الكلام من اهل الاسلام وغيرهم من اهل الآراء والنحل ويطلب منهم الكلام في الحب والعشق : " وعندما تحدثوا عن الحب قربّهم الحب من بعضهم البعض .. ولكن عندما تحدثوا عن الشريعة والعقيدة حدثت فجوة بينهم " ويقول " وبعبارة أخرى يبدو ان كل ديانة ترغب في اجبار اتباعها على التفكير والعيش بطريقة معينة كما لو كانوا جميعاً ضباط جيش ولذلك يجب ان يرتدوا زياً رسمياً " ويقول مهاجراني وعندما كان العلامة أمين يتلو قصيدته عن ديك الجن ومحبوبته .. لاحظت كيف اندهش جميع الحاضرين من قصيدته الرقيقة الرائعة : يا وردُ يا أشهى من السيف يا دما تفتح في اكمامه الاثم والسحر فكل نساء الارض ورد وكلنا من الجن ديك عاشق دأبه الغدر
بإسم الحب والشعر والثقافة والأدب والفن والإبداع الذي تنشر الجنادرية ضوع اريجه التنويري بيننا .. علينا أن نرفع الاصوات جميعاً : أيها الظلاميون ارفعوا ايديكم عن دم حمزة كشغري !!
#اسحاق_الشيخ_يعقوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رحل عبدالعزيز السنيد
-
البيض ومؤتمره الصحافي في بيروت
-
أنحن على حافة حتمية حرب؟!
-
كنت في عدلون!
-
يوسف مرة أخرى
-
بين الأنا والأنت
-
إصلاح المؤسسة الدينية.. طريق إلى الإصلاح السياسي
-
حسن واحمد ..
-
وكأني رأيتها تقود سيارة
-
عودوا بنا إلى دفء الوطن
-
اختطاف يوم المرأة العالمي
-
الركض خلف الطائفة
-
تونس ومصر ليستا البحرين
-
التجريد في النص
-
التطبيع أيضاً.. ما التطبيع؟!
-
مسيلمة !!
-
إذا جاءك الظلاميون!
-
الاستنارة الدينية والتفكير العلمي
-
الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي
-
معنى السياسة في الديمقراطية وليس العكس
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|