أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة الجواهري - لم لا نحلم معا أيها الصديق؟















المزيد.....

لم لا نحلم معا أيها الصديق؟


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1076 - 2005 / 1 / 12 - 09:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


2005-01-10
كم يسعدني أن نحلم معا بعراق ديمقراطي، أيها الصديق، ألا ترى أن الأعداء يحلمون بعراقنا مقسما، مفتتا نتفا، ليأخذ كل منهم حصة من أرضنا، وسيلا من دمائنا وهرما من جثث أبنائنا؟
أنت تعرف وأنا كذلك ""أن ليس بوسع المرء أن يكون أكثر، أو غير مما هو عليه""، وحين تقبلني، علي أن أقبلك، الشرط الوحيد، أو العقد الوحيد الذي يجب أن يمون بيننا، هو أن لا يكون أي منا بعثيا، أقصد ذلك البعثي الغارق بدماء أبناءنا، ومازال يتلظى عطشا على دمي ودمك، هو الأعداء، ليقتل حلمنا معا. وكما ترى إنه شرط بسيط، ولا أعتقد إنك تختلف معي على هذا الأمر، إلا إذا كنت تبيت لي أمرا آخر، يوم تستطيع أن تفعل ذلك، أنا لا أتمنى ذلك، لسبب بسيط جدا، وهو إني لا أضمر لك إلا الخير.
أجد من يعترض علي حين أسمي الأشياء بأسمائها، ومن هذه الأشياء هو نظام ولاية الفقيه، وهو نظام يستمد نظريته من الفكر الديني الإسلامي، وله مشروعه السياسي الخاص به، ولا يوجد له اسما آخر، ولو كان له غير ذلك الاسم، لاستعملته بدلا من هذه التسمية التي تثير بعض الأخوة.
سأحاول أن أوضح، كما فعلت قبل ذلك، خطأ وقع به الكثير، فأنا لست ضد الفكر الإنساني، والفكر الديني منه في المقام الأول، ولكن أنا ضد أي نظام شمولي والذي يمكن أن يكون نتاج أية أيديولوجيا، لذا سأستعير من كتاباتي ما يمكن أن يوضح هذه المسألة.
منذ أن عرف الإنسان أول تنظيم اجتماعي، وكان له حكومة أو سلطة، أصبحت هذه السلطة هي مصدر خوف واستلاب كامل، بحيث لم يبقى للإنسان ما يستطيع أن يعتبره ذاتيا، فتشكلت ثقافة عبر عصور التطور الطويلة تنظم العلاقة بين السلطة والفرد أو الجماعة، على أساس أن السلطة هي كيان له مطلق الحرية في كل شيء، وفي المقابل الشعب ما عليه إلا الانقياد لأوامر السلطة دون أن يبقى ثمة حق للاعتراض حتى بأدق التفاصيل الشخصية للفرد. واتسمت هذه العلاقة، بالضرورة وليس برغبة من احد، بحالة الاستبداد المطلق للسلطة ومن ثم الفرد الذي يرأس السلطة. فعملية صناعة النظم الدكتاتورية يساهم بها الفرد في أغلب الأحيان أكثر ما تساهم بها السلطة، فالسلطة تضع الثوابت التي لا مخرج منها وبالتالي تتشكل ثقافة الانصياع التلقائي بين الناس، أي بفعل العوامل الموضوعية كانعكاس خارجي ليتفاعل معه الفرد بالشكل الذي يتناغم مع حركة المجتمع، ومن يختلف أو يمتلك ما هو مغاير فليس له إلا الموت، أو الاستئصال كعنصر غريب عن المجتمع. وهكذا تنشأ مفاهيم جديدة تلخص كل أشكال الحركة بداخل النظام، فالولاء ليس للوطن بل للحزب، أو الدكتاتور المطلق الصلاحيات، كتعبير دقيق للاستبداد كما نفهمه الآن، ولكن بلغة النظام الشمولي هو الوطنية أو الولاء للوطن، وحتى الدين فيما لو كان النظام ثيوقراطيا، ويذهب الأمر لما هو أبعد من ذلك، فليس للفرد الحق حتى المطالبة بالأجر مقابل العمل مادام العمل يصب في مصلحة الوطن، أو السلطة، أو النظام، وهذا حق للنظام على الفرد الذي لا حق له بشيء. وهنا نجد إن النظام لا العقائد من شكل هذه المنظومة الأيديولوجية للأحزاب الشمولية، فالعقائد ما هي إلا وسيلة لبلوغ هذه الدرجة العالية من التحكم بالمجتمع، إذ لا توجد عقيدة أصيلة ولا مشتقة تهمل حق الإنسان وتصادره على أنه ملك للسلطة بدلا من صاحب الحق الحقيقي وهو الفرد. فتحميل الأيديولوجيات وزر الشمولية أمر فيه الكثير من التجني على الفكر الإنساني، والعقائد التي اتبعها البشر عبر مسيرة الإنسان، حيث أن الفكر الشمولي يمكن أن يدخل على أيه أيديولوجيا ليجعلها ستارا له، ولكن بذات الوقت يحول مفرداتها إلى مفردات تخدم النتيجة التي يراد الوصول إليها. وقد عرفت البشرية هذا النوع من التوظيف للعقائد منذ فجر التاريخ، فالعقيدة يمكن أن تتحول إلى يدي أصحاب النزعات الشمولية حتى في الأنظمة الديمقراطية ويتم من خلالها مصادرة الحريات بالكامل، فالمكارثية نشأت من رحم النظام الديمقراطي الأمريكي وكادت أن تطيح بالنظام بالكامل وتحوله إلى نظام شمولي لولا أن تم الإجهاز عليها بسرعة قبل أن تنحدر بالمجتمع نحو الهاوية. لذا فالفكر الشمولي يمكن أن يجد له بأية أيديولوجيا كوسيلة للوصول إلى غاية أهدافه، وذلك بالسيطرة على السلطات ومؤسسات المجتمع المدني بالكامل لتحويل النظام من شكله القديم إلى نظام شمولي. فالأديان القديمة تاريخيا خلقت نظاما شموليا والفكر الديني الحديث والفكر القومي والفكر الماركسي وكل الأيديولوجيات قد خلقت أنظمة شمولية، فالمسألة تتعلق بالفكر الشمولي الذي يتغلغل ضمن أي بناء أيديولوجي كان ويحوله إلى لخدمة إغراضه، فالحزب الفاشي الذي وصل للسلطة في عملية ديمقراطية صرف وكان قبلها يعمل كأي حزب آخر في إيطاليا لفترة طويلة وكأي حزب ذو نزعة ديمقراطية، ولكن حين تغلغل إليه الفكر الشمولي حوله بين ليلة وضحاها إلى حزب شمولي. وهكذا جميع الأحزاب أو الأيديولوجيات يمكن أن تتحول إلى ما نريد وفق آلية محددة تبدأ بتشويه الفكر أو الأيدولوجيا وتطويعها لتكون فكرا شموليا، فعلى سبيل المثال، أفكار ولاية الفقيه الحديثة هي أصلا تراث إسلامي نشأ على يد منظرين خلال العصر العباسي في العراق تحديدا، وقد أعيد تشكيله من جديد في أوائل الستينات على أيد فقهاء لتأسيس نظام الجمهورية الإسلامية، والذي تغلغل له الفكر الشمولي في إيران بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية، في حين أن رجال الدين المحافظين في إيران لم يقبلوا بهذه البدعة الجديدة ولم تلقى رواجا لها واسعا في العراق بالرغم من أن العراق كان هو منشأها، وكذا الفكر القومي والماركسي والليبرالي وحتى أفكار الثورة الفرنسية التي جاءت بمفاهيم الحرية تحولت في النهاية إلى وسائل لقمع البشر وتمخضت عن مجازر عرفها التاريخ. فلو أردنا أن نستثني الأفكار الماركسية والأفكار القومية والأفكار الدينية والأفكار الليبرالية من قائمة الأحزاب التي تأتلف بالسلطة في العراق، بحجة إمكانية تحولها إلى حزب شمولي، سوف لن يبقى حزبا أو أيديولوجيا غير مستثناة، إذا يجب أن تتركز الجهود على استئصال الفكر الشمولي من أية أيديولوجيا لكي تنسجم مع التوجه الديمقراطي للبلد، ويأخذ حزبها دوره بإدارة السلطة والمجتمع من خلال التبادل أو المشاركة وليس التفرد بالسلطة تحت أية ذريعة كانت أو إدخال مفردات الفكر الشمولي ضمن أدبياته من جديد.
مما تقدم يستطيع أن يقدر صديقي اللدود، إني لست ضد مبدأ ولاية الفقيه، ولكن ضد الطابع الشمولي الذي تغلغل إليه، وهو ما يتعرض بشكل قوي مع النظام الديمقراطي، وكذلك يستطيع صديقي أن يقدر أن أهل أبوصخير المساكين أيضا يستطيعون الحديث بالسياسة كما يفعل أهل أمريكا أو روسيا، ويستطيعون أن يحلموا كغيرهم من عباد الله بنظام يحترم الإنسان، وقد وجدنا جميعا، كعراقيين، أن النظام الديمقراطي هو النظام المطلوب. أما بالنسبة للتناقض الذي أوقعني به المحاور، فإني لم أراه على الإطلاق، وبقراءة متأنية منه، يستطيع إن يتبين إننا لم نختلف على الإطلاق، فإني قصدت إن القائمتين يعتمدان على أصوات الكادحين من الناس، وهذا يعني إن كلاهما واعدة أكثر مما بينه الاستفتاء.
أما بما يتعلق بالاستفتاء والموقع على الإنترنت، فهو يعود للدكتور رضا الشهرستاني الشقيق الأصغر للدكتور حسين الشهرستاني المنسق العام للقائمة الأقوى في العراق وهي قائمة الائتلاف العراقي الموحد، وهو رجل محترم وكل من يعرفه شخصيا يفخر بمعرفة هذا الإنسان الرائع بكل المقاييس. والذي لا يعرفه الأخ المحاور أيضا، هو أن لي دورا بسيطا، ولكن إيجابيا بتشكيل هذه القائمة، أقصد قائمة الائتلاف العراقي الموحد!! ولو طلب المزيد من المعلومات عن هذا الأمر الغريب بعض الشيء!! فإنه يستطيع التخاطب معي مباشرة، وسوف يستطيع التأكد من أني لست ضدها، بل على العكس من ذلك تماما، فأنا أعتبرها تمثل أحد أكبر صمامات الأمان للعراق الجديد، ولو راجع عنوان مقالتي الأولى التي استعار منها مقاطع مطولة، لوجد فيه إنه لم يكن منصفا معي، ربما لأني من أهالي أبو صخير الفقيرة، أو لأني من مواليد الحيرة الأكثر فقرا، وذلك بسبب تعاقب الأنظمة الشمولية على حكم العراق، فكلا المدينتين من أغنى بقاع الأرض بكل المعاني والمقاييس، ولا أحسب إن صديقي اللدود من مواليد باريس أو كوبنهاجن.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتائج أولية للانتخابات العراقية
- خارطة المواقف من الانتخابات وهذيان الشعلان
- المسافة بين استئصال البعث إعادة تأهيل البعثي
- تأجيل الانتخابات مقابل إجتثاث البعث
- حق التمثيل في العراق يشوبه التشويه
- حل القوات المسلحة الصدامية لم يكن خطأ، بل أصح قرار
- الانتخابات العراقية، قائمة إتحاد الشعب
- منهجية جديدة للبعث في الإرهاب
- أمير الدراجي والانتحار انتخابيا
- البعث، أس البلاء، ولعبة شد الحبل مع الذات
- تيار ولاية الفقيه لا يهدد الديمقراطية في العراق
- الديمقراطية لابد قادمة لأنها إرادة شعب
- العراقي يستطيع أن يحمي صناديق الانتخابات
- لدي اعتراض
- حديث في الانتخابات، الكورد واليسار العراقي
- حديث عن الانتخابات، قائمة الشيعة
- فشلوا في الاختبار الأول، وتجاوزا على الدستور
- المصالحة بين أطياف الشعب وليس مع البعث
- مناورة تأجيل الانتخابات دعاية انتخابية
- القصة الحقيقية لانتصار العراق في شرم الشيخ


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة الجواهري - لم لا نحلم معا أيها الصديق؟