|
القمة العربية.... هل تعقد في بغداد ...؟
حبيب النايف
الحوار المتمدن-العدد: 3649 - 2012 / 2 / 25 - 22:22
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
القمة العربية ....هل تعقد في بغداد مع اقتراب موعد عقد القمة العربية وتسارع الأحداث في المنطقة العربية بعد ظهور ما يسمى بثورات الربيع العربي الذي أفرغته من نضارته بعض الدول العربية بدعم من أمريكا و الدول الغربية مما أدى إلى تحركات مدعومة من اجل تغيير الأنظمة السياسية في بعض البلدان ليس على أساس إرادة شعوبها وتطلعاتها وإنما بناء على أجندات معينة يدفعها المال السياسي الذي يبذل من جهات معروفة الهدف منه تحقيق أهداف محددة مسبقا ومرسومة بدقة وفق خطط أمريكية وغربية الغرض منها تشكيل خارطة عربية جديدة تتلاءم مع الرؤى الغربية لها مما رسخ الاعتقاد بان خارطة الشرق الأوسط الجديدة التي طرحتها أمريكا وبدعم وإسناد من الدول الغربية قد أخذت تأتي ثمارها حيث لاحظنا إن هناك مزاوجة بين الديمقراطية الغربية والتيارات السلفية الذي اخذ نفوذها يزداد بدعم من السعودية وقطر. . إن مؤتمرات القمة العربية التي تعقد بشكل دوري فإنها تعالج القضايا العربية العالقة ومدى ارتباطها بالساحة الدولية لتكوين إجماع عربي حولها واتخاذ الموقف الموحد منها و الاتفاق على دعم وتقديم المساعدة لبعض للبلدان العربية لغرض تجاوز الأزمات التي تمر بها انطلاقا من مبدأ التضامن العربي . إن الأوضاع العربية الراهنة وثورات الربيع العربي الذي رافقته وما حدث بين البلدان العربية من توتر في العلاقات فيما بينها نتيجة المواقف المتباينة التي تتخذ لجانب هذا الطرف أو ذاك وخاصة الدولة الخليجية كقطر والسعودية اللتان ساهمتا بكل ثقلهما لإسقاط بعض الأنظمة العربية ودعم إطراف معينة من اجل الوصول للسلطة ومدها بالمال وتهيئة كافة وسائل النجاح لها للفوز في الانتخابات التي تجرى في بلدانها كما حدث في تونس ومصر لذا فأن هذه المحاولات التي تقوم بهما قطر والسعودية قد دفعت بعض الحركات الدينية المتطرفة من الاستيلاء على السلطة . لقد سعى العراق بعد التغيير للتقارب مع كافة الدول العربية وانتهاج سياسة جديدة مبنية على احترام وجهات النظر وتقديم الدعم العربي لكل الدول العربية من اجل تخطي المرحلة السابقة وما رافقها من إخفاقات لازمت السياسة العراقية في عهد المقبور صدام حسين لكن البعض من البلدان العربية لم يرق لها هذا التقارب مما جعلها تشجع العمليات الإرهابية وتدعم الكثير من المسلحين وتدريبهم وإرسالهم للعراق لغرض إحداث الفوضى والتأثير على نظامه الجديد واستغلال بعض أطراف العملية السياسية من اجل إثارة الخلافات والمشاكل وعرقلة عمل الحكومة .لكن كل ذلك قابله العراق بحسن نية وتعامل معه بعقلية منفتحة الغرض منها المحافظة على وجود العراق في محيطه العربي وبالتالي فانه سعى إلى التواصل مع الدول العربية والتقارب معها سياسيا واقتصاديا . إن حرص العراق على التزامه العربي وطلبه تنظيم القمة العربية في بغداد جاء من منطلق إبداء حسن النية للتقارب الذي يطالب فيه العرب كإخوة وتجاوز لخلافات التي تحدث بين فترة وأخرى لكن الأوضاع العربية الراهنة قد غيرت الكثير من المفاهيم وأعادتنا إلى السياسات التي كانت تتبعها بعد الدول الاستعمارية لكن بحلة جديدة والتي أرادت من العرب أن يكونون شعوب تابعة مما جعل التضامن العربي والتقارب فيما بين الشعوب العربية يخضع لموازين خاصة وعوامل خارجية أثر عليه المال السياسي لدول الخليج التي استفاقت متأخرة ودخلت ركب الحضارة مما جعلها تتدخل بأمور كثير من الدول وتريد أن تفرض أجندة معينة عليها وتأثير على أنظمتها السياسية لتكون الأداة التي تتحرك من خلالها أمريكا والدول الغربية في المنطقة إن ما جرى في بعض البلدان العربية والبصمات الواضحة للسعودية وقطر في هذه التحركات قد ساهمت بإضعاف التقارب العربي وجعلت الخطط التي تساهم بتنفيذها هي الأقرب للتحقيق وموقف هاتين الدولتين من النظام السياسي في العراق وتحريضهما المستمر على عدم استقرار الوضع الأمني والسياسي فيه قد جعل فرصة انعقاد القمة في بغداد ضعيفة إذا لم نقل منعدمة لان دور الجامعة العربية قد أصبح تابع لهاتين الدولتين ولم يتمتع بأية استقلالية . . إن تفجير الوضع الأمني وزيادة حجم التفجيرات في بغداد وبعض المحافظات العراقية قد تعطي رسالة خاطئة لبعض البلدان بان الوضع الأمني الغير مستقر يجعل العراق غير مهيأ لعقد القمة العربية مما يجعل بعض الدول العربية وخاصة الخليجية بان تطلب بتغيير مكان القمة كما حدث في نقل بطولة الخليج من البصرة إلى البحرين بحجة عدم إكمال العراق لبناء المنشات الرياضية لكن في الحقيقة هناك موقف سياسي يقف وراء هذا القرار الذي نعتقد بأنه سوف يصار إلى اتفاق خلف الكواليس بتحريض من السعودية وقطر لغرض نقلها إلى مكان آخر والاعتقاد السائد أن تعقد في الرياض وخاصة بعد موقف الحكومة العراقية من الأوضاع في البحرين وفيما بعد سوريا مما أثار حفيظة تلك الأنظمة لشن حملة ضد العراق .
#حبيب_النايف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشعب يريد اسقاط النظام
-
ارادة الشعوب ..لاتقهر
-
الاعلام الرقمي ...ودوره في تحشيد الجماهير
-
درس مجاني
-
وخزات مؤلمة
-
امنيات قيد التنفيذ
-
إخراج العراق من البند السابع .....والخطوات المستقبلية
-
انتهاء المهام القتالية
-
الموعد
-
لقد ولت سلطة الطغيان .متى تبدا سلطة القانون
-
اشرعة غلفها الضوء
-
قبة البرلمان .من يدخلها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-
الدعاية الانتخابية بعيون اعلامية
-
الناخب.ودوره في تحديد المرشحين
-
تقاسيم على اوتار الليل
-
البعث. تاريخ مستمر من الدماء والارهاب
-
الانتخابات والمنافشة المشروعة
-
مواعيد مؤجلة
-
الحوار المتمدن ..عطاء يتجدد
-
المذبحة
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|