|
تسويق الاصولية عبر الفضائيات عقد يتجدد بين الحاكم ورجال الدين
سما جعفر
الحوار المتمدن-العدد: 1076 - 2005 / 1 / 12 - 09:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تسويق الأصولية على منابر الفضائيات ... أضحى اليوم الشغل الشاغل لكثير من الفضائيات العربية تسويق الفكر الأصولي تحت عناوين ومسميات ما استغربه كثيرا، ولم افهمه هو كيف أن محطة اقتصادية من المفروض أنها تقدم خدمات إعلامية لرجال البزنس ...تقوم على أبداع برنامج قوامه رأي الشيخ الفلاني والمذهب الفلاني في البورصة وأسواق الأسهم والسندات .... والمستغرب أن محدثيه خريجي جامعات عريقة كهارفورد .... وليس حديثه مع العلامة الجليل حديث أفكار ونقاش ، بل هو حديث باتجاه واحد يأتي من أعلى والمحدث يصغي بطاعةٍ وخشوع .. وهو بهذا- حد تصرفه - يضع برنامجه في هالة من القداسة ، ولكن لماذا أيضا لم افهم .... هل دنيا المال والأعمال يحتاج أيضا إلى فتاوى من قبل رجال الدين ،أم انه يحتاج إلى فتاوى من خبراء الاقتصاد.... هذا إن تعثرنا في إدارة أعمالنا ... وكيف أن محطة فضائية عربية تعتبر رائدة في نقل الخبر وهي رائدة فعلاً في هذا المجال.... ولكنها رائدة أيضا في التسويق للأصولية بأساليب جديدة ومبتكرة ... لديها برنامج أسمته الشريعة والحياة ... هذا البرنامج الذي يتكلم عن كل تفصيلة في أحداث المنطقة سواء أكانت عواصف اوزلازل أو غارات أمريكية اوعمليات تفجيرية من هذا وذاك ....ولا ينسون الأهل في بلد الاغتراب فالذي يريد أن يشتري بيت بقرض على فائدة فهم بفتاويهم موجودين... والذي يريد الزواج وأشباهه فهم بفتاويهم موجودين ... والذي يعمل في شركة مديرها أو احد المشاركين بأسهمها من غير الملة فهم بفتاويهم موجودين ...كل صغيرة وكبيرة هم وفتاويهم موجودين ....ومن أوسع شاشة... والمستغرب في هذه المحطة أنها تقتصر على شيخ واحد تقريبا رغم تبدل أكثر من مذيع ... احدهم أصبح علّامة واخذ لنفسه برامج يديرها بهذا النفّس من الاتجاه ...والآخر توفي ....والأخير هو من الجنس الآخر إحدى المهتديات.. الملحفة بحجابها أخيراً .. وأنا لا انقد حجابها رغم تحفظي عليه.. غير أنهم باختيارها لتقديم هذا البرنامج بحد ذاته ترويج للأصولية .. والمستغرب جداً .. أن هذا الشيخ الجليل لديه كل المعلومات عن علوم السياسة وعلوم الاقتصاد وعلوم الاجتماع من تربية وتنشئة والعلوم النفسية والاجتماعية والماركسية والليبرالية والرأسمالية والمنطقية واللامنطقية والوجودية واللاوجودية ..بالمختصر المفيد هو مثل شعار البرنامج لكل زمان ومكان ..وليس حصراً في علوم الإنسان ..فعن الذرة والفضاء والجن لديه أيضاً بيان .... لم استغرب قيام محطات تقوم على تقديم النصح والإرشاد لأتباعها إن كانت مسلمة أم مسيحية ... قناة من هنا وقناة من هناك ولكن أن نرى كل هذا الكم الهائل من المحطات هذا مستغرب ويدعو للتساؤل .. هل هي الحمية أخذت أولي الأمر من رجال الدين وأصحاب المال والسلطة عندما شاهدوا الرعاع في ضياع....... وأرادوا أن يعيدوهم إلى جادة الصواب ...أن كان هذا دافعهم فقولهم مردود لان" الله يهدي من يشاء " إن كانت الوصاية ..فلا أظن أن الإنسان بما وصلت له مداركه العقلية وتحصيله العلمي يرضى أن يكون تابعا بمفاهيمه لمن أدنى منه ثقافة..وأعطيكم مثل حي لدي جار لم يحصّل من التعليم إلا الشهادة الابتدائية إن اعتبرت شهادة ..اتفجئ به انه أطلق لحيته واحتوى في دكانه على الكتاب ، لا تنظره إلا وهو يقرأ به سألته فأجاب انه دخل معهد ديني وأصبح شيخ جليل ،لا داعٍ أن نقول انه يقدم الفتوى اليوم للجميع .... إضافة برد الحجة أن الكتاب الحكيم هو كتاب مبين ... ولا يحتاج إلى من يبينه ...غير أنهم عزفوا على وتر الجهل الذين هم سببه... هل هو الخوف إذا من ذهاب سطوة أولي الأمر على رقاب الناس وأرزاقها ... ولذلك يدفعون كل تلك المبالغ هدرا لا ربح من وراء صرفها ... وجلي عن البيان كم حُكِم الناس بالدين عبر التاريخ .. من الشرق إلى الغرب مرور بمنطقتنا التي كان لها الريادة في حكم الناس باسم الدين .... فأضحوا يُسوقون للعقلية السلفية بإظهارها في وجه جديد يتماشى مع حركة التطور من حولنا... وعلى منابر كثيرة محاولة منهم أن يستفيدوا من عملية التكرار وبأوجه متعددة لتثبيت الفكرة في العقل المتوقف عن التفكير خاصة وان نسبة الأمية في العالم العربي أكثر من نصف السكان ... يتكلمون عن صراع الحضارات محاولة منهم بإيجاد حجة جديدة ...والمضحك المبكي متى كان في منطقتنا حضارة .. إن هو إلا تاريخ بطش وسيطرة الحاكم على كل شيء... إن أرادوا أن يقنعوننا بان مجون هارون الرشيد وأمثاله كان حضارة عربية ويجب التمسك بها فسوف يضحك علينا الزمن .... الكل يعلم أن تمويل هذه المحطات هو من ملوك وأمراء وزعماء المنطقة والبعض من الخارج ... الكل يعلم أن معاملة الحكومات في كل البلاد العربية لرجال الدين هو معاملة مميزة .. لهم الصدارة في المجالس والمنابر العامة ...وهم من يصلي خلفهم الحكام في المناسبات الدينية ... وهم من يدعون للحكام بعد كل صلاة .... أنها تبادل مصالح منذ القديم ... وليس للدين أية علاقة بهكذا مصلحة متبادلة إنما هو عقد غير معلن عُقِد من أيام كهنة آلهة روما إن لم يكن قبلها .. وها هو اليوم يتجدد على يد الجدد من كهنة وحكام .... والمصائب من تجدد عقدهم تتجدد ....
#سما_جعفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا طرب ولا نباح
-
هل ندعوا عليهم ببوش
المزيد.....
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
-
“فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|