سعيد رمضان على
الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 23:00
المحور:
ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي
مراوحه المكان
طرح موضوع " أفاق المرأة والحركة النسوية بعد الثورات العربية " سببه – في تصوري - الحالة التزينية التي توضع فيها صورة المرأة العربية ، وأي كلام عن المرأة ، يتضمن دائما عبارة إنشائية مجيدة تحفظ في قالب يستحضر دائما وقت اللزوم كعبارة " المرأة نصف المجتمع " والواقع إنها عبارة مبتذلة .. فليست المرأة في المجتمع العربي نصف المجتمع، ولا ربعه، وهى - بشكل عام - لا شيء فيه .. فعندما ننظر لواقع المرأة العربية في المجتمع قبل أو بعد الثورات العربية ، سنجد أن الفروق في وضعها هامشية .. فمازال العيب والحرام يلعبان دورا معوقا لأي أسهام جاد في اتجاه حريتها ، أو في اتجاه إسهامها في المجتمع العربي بشكل كامل .. فالسيطرة التامة على كل نواحي الحياة للرجال .. !!!!
لكن المشكلة لاتكمن في الرجل وحدة بل في المرأة أيضا .. فهي تمارس بنفسها دورا رقابيا متزمتا على نفسها وتنقله لبناتها كأنه تراث مقدس، والخروج عنه
هو خروج عن المقدس .. مما يستلزم عقابا ..
وكثير من النساء في مجتمعاتنا العربية يتهمن نساء أخريات يمارسن نشاط اجتماعي – بقلة الأدب – وببساطة فمجتمعنا العربية – رجال ونساء –
يستنفذ وقته وطاقاته في آليات دفاعية خاطئة بحجة الحماية .. وهو ما يقود هذا المجتمع للتحرك في دوائر هامشية .. تبقيه مقيدا بداخلها تمنعه من التقدم وتساعده في التحايل على نفسه .. وهو ما يفجر أزمات وراء أزمات يتم تناولها أيضا بشكل هامشي، دون التعمق في الأسباب والدوافع الخفية المسببة لانفجارها.. لذا فطرح ذات الموضوع لا يتوقف .. مما يعنى إننا نظل نراوح مكاننا دون تخطيه ..لذا فتحرير المجتمع العربي- رجال ونساء - يأتي من النقد الذاتي الخلاق ومناقشة جوهر القضايا لا هامشيتها .
#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟