أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلعت رضوان - موسيقى من السماء - قصة للأطفال















المزيد.....

موسيقى من السماء - قصة للأطفال


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 08:18
المحور: الادب والفن
    






كان والدُ هديل ووالدتُها يحبان كل أنواع الطيور ، من حمام ويمام وعصافير . ووصل الحبُ للطيور إلى درجة أنْ اختارت الأمُ واختار الأبُ لطفلتهما الأولى اسم هديل .
صنع الأبُ وشاركته الأمُ فى بناء بيت صغير للحمام فى بلكونة الشقة .
فى عصر كل يوم ، كانتْ هديلُ تقف بين أمها وأبيها ، وهما يُخرجان الحمام من بيته ليطير فى السماء . وقبل أنْ تختفى الشمس ، كان الحمام يدخل بيته . وكانت هديل تحب النظر إلى أجنحة الحمام وهى ترفرف فى الهواء .
سألت هديلُ والدتها (( لماذا لايكون لى أجنحة مثل الحمام ؟ )) .
ضحكتْ الأمُ وقالت لها (( الأجنحة للحمام تساعدها على الطيران . وأنتِ لك ساقان للمشى )) .
*****
كانتْ هديلُ فى السادسة من عمرها . وعندما عادتْ من المدرسة قالت لوالدها (( زملائى فى الفصل سألونى عن معنى اسم هديل . قل لى يا بابا ما معنى اسمى ؟ )) .
قال لها والدها (( الهديلُ هو الصوت الذى يخرج من منقار الحمام . والصوصوة هى صوت العصافير . والمواءُ صوت القطط . والنباحُ صوت الكلاب . والصهيلُ صوت الخيول )) .
فرحتْ هديلُ لأنها ستحكى لأصدقائها عن معنى اسمها .
وأحبّتْ هديلُ صوت الحمام . كما أحبّت النظر إلى الأجنحة .
*****
وعندما كانتْ هديلُ فى العاشرة من عمرها ، تمنّت أنْ يكون لها جناحان بدلا من الساقين .
وعندما نجحت هديل فى شهادة الإعدادية قالتْ لوالديها (( نفسى أطير مثل الحمام )) .
وكانت هديل تحب العلوم والرياضيات . وعندما نجحت فى الثانوية العامة ، قالت لوالديهـــــــــا (( نفسى أقود طائرة )) .
كانت هديل تتمنى أنْ تدخل كلية الطب . ولكنها اختارت كلية الطيران .
بعد انتهاء سنوات الدراسة والتدريب على قيادة الطائرات ، تخرّجتْ هديلُ بتفوق .
أقامت الكلية حفلا من أجل ( الكابتن طيار ) هديل ، التى ستقود الطائرة بدون مساعدة المدرب .
وقف الأبُ والأمُ يُشاهدان ابنتهما ، وهى تصعد سلم الطائرة . بعد قليل ارتفعتْ الطائرة . حلّقتْ هديل بالطائرة بعيدًا فى الفضاء . وقامتْ بعدة دورات قبل أنْ تهبط على الأرض .
عندما نزلتْ هديلُ من سلم الطائرة ، كان قائد الكلية والضباط يُصفّقون لها .
جرتْ هديل نحو والديها . دخلتْ فى حضن أمها وحضن أبيها . وكانت هديلُ تبتسم وهى تُقبّل والديها .
نادى قائد الكلية على هديل . أجلسها بجواره . طلب منها أنْ تقول كلمة للطالبات والطلبة . ابتسمتْ هديلُ ونظرتْ إلى والديها وقالت (( وأنا أقود الطائرة ، وكلّما ارتفعتْ بى عن الأرض ، كنت أسمع هديل الحمام ، كأنه موسيقى آتيةٌ من السماء )) .
*****


الصديقان

عادل طفلٌ جميل عمره عشر سنوات . وكان يحب أن ينام وبجواره كلبه الصغير . وفى أيام الإجازة من المدرسة ، كان عادل وكلبه يلعبان معًا . وكان عادل يحب ممارسة الألعاب الرياضية . يقف أمام الشباك المفتوح ، ويؤدى بعض التمارين . وكلبه يقف على قدميه الخلفيتين . وقدماه الأماميتان مرفوعتان إلى أعلى . وعيناه مصوّبتان على وجه عادل . وبعد أداء التمارين يغسل عادل يديه ووجهه . ثم يتناول طعام الإفطار هو وكلبه .
فى أيام الإجازة المدرسية ، يحب عادل أن يتمشى على كورنيش النيل ومعه كلبه .
بعد النزهة على الكورنيش يذهب عادل إلى النادى الرياضى . يحب عادل أن يلعب الكرة مع كلبه. الكلب يمسك الكرة بقدميه الأماميتين ، ويسير منتصبًا على قدميه الخلفيتين ، فى اتجاه سلة الباسكت . وعادل يراقبه .
يحب عادل أن يداعب كلبه . فيشد أذنه إذا أخطأ ، مثلما يفعل الأستاذ الذى يحب تلميذه .
يمسك الكلب الكرة . يجرى بها ويضعها فى سلة الباسكت . يفرح عادل ويُقبّل كلبه .
بعد اللعب بالكرة ، يمسك عادل بطوق من الخيرزان . والكلب يقفز منه .
بعد ذلك يشترك كلب عادل مع مجموعة من الكلاب فى لعبة كرة السلة الجماعية . والأطفال يشاهدون الكلاب وهى تلعب الكرة وهم يضحكون وسعداء .
يبتسم عادل فى سعادة . وبعد انتهاء المباراة يحمل كلبه بين ذراعيه ، والأطفال يُسلّمون على الكلب لأنه فاز فى المباراة .
فى البيت يدخل عادل الحمّام . يقف تحت الدُش . يمسك ليفة وصابونة ويدعك ظهر الكلب . ثم يجفف جسمه . وبعد ذلك يستحم عادل . وبعد الحمّام يتناولان طعام الغداء .
تعوّد عادل أن يقرأ القصص قبل أن ينام . وكان الكلب يجلس بجواره ويشاهد صاحبه وهو يقرأ . وعند موعد النوم ، يذهب عادل إلى سريره وينام والكلب بجواره . يحرص عادل على صحة كلبه ، فيضع عليه الغطاء حتى لايبرد . ينامان فى سعادة ولا يبدو إلاّ وجه كل منهما من تحت الغطاء .














عادل مطلوب للشهادة

انتشر التلاميذ فى فناء المدرسة . بعضهم يلعبون بالكرة . وبعضهم جلسوا يسمعون زميلا ، يحكى لهم قصة قرأها .
وفى مكان آخر كان حسام وعصام يتكلّمان عن ثورة سنة 1919 . اختلف حسام وعصام حول مَنْ هو زعيم الثورة . قال حسام : إنه سعد زغلول . وقال عصام : إنه أحمد عرابى . لم يقتنع حسام برأى عصام . ولم يقتنع عصام برأى حسام . وفجأة أمسك عصام بذراع حسام . لوى ذراعه ثم أوقعه على الأرض .
تدخّل عادل ورمزى للفصل بين الصديقين . ومنعا استمرار المشاجرة بينهما .
ذهب حسام إلى مدير المدرسة . حكى له ما فعله عصام . وقال له إن عادل ورمزى شاهدان على ما حدث .
جمع مدير المدرسة التلاميذ فى صفوف . ثم نادى على التلميذ عادل . سأله مدير المدرسة : هل شاهدت ما حدث بين حسام وعصام ؟
لم يرد عادل . وقف صامتًا . احتار ماذا يقول .
سأله مدير المدرسة : لماذا لا تتكلم ؟
لم يعرف عادل ماذا يقول . سمع دقات قلبه القوية . قال بخوف : أنا كنت بعيدًا عنهما . لقد شاهدتهما من بعيد . ولا أعرف ماذا حدث بالضبط .
نادى مدير المدرسة على التلميذ رمزى . قال رمزى : إن عصام هو الذى أوقع حسام على الأرض . وعصام هو الغلطان .
نادى مدير المدرسة على حسام وعصام . طلب من عصام أن يُقبّل رأس حسام . قبّل عصام رأس حسام . طلب مدير المدرسة من حسام وعصام أن يُصافح كل منهما الآخر . ثم قال للتلاميذ : (( يا أولادى . لا تجعلوا اختلاف الرأى بينكم يتحول إلى خصومة )) ثم سألهم : ((مَنْ هو زعيم ثورة سنة 1919 ؟ )) فقال التلاميذ (( إنه سعد زغلول )) .
نظر مدير المدرسة إلى عصام وسأله (( ما رأيك الآن يا عصام ؟ )) .
احمرّ وجه عصام من الخجل . ولم يعرف بماذا يرد .
قال له مدير المدرسة (( أنت يا عصام أجبت الإجابة الخطأ . والخطأ الأكبر أنك أوقعت صديقك على الأرض . فبماذا تشعر الآن ؟ )) .
احمّر وجه عصام أكثر . قال وهو يبكى (( أعترف أننى غلطان . وأنا مستعد يا أستــــــــــــــاذ لأى عقاب )) .
ابتسم مدير المدرسة بحنان مثل حنان الأب . وقال لعصام (( أنت أوقعت العقاب على نفسك )) .
لم يفهم عصام ماذا يقصد مدير المدرسة ، فسأله (( أنا يا أستاذ أوقعت العقاب على نفسى ؟ )) .
قال له مدير المدرسة (( نعم يا ابنى . احمرار وجهك ، وبكاؤك ، هما العقاب الذى أوقعته على نفسك )) .
سأله عصام (( إحمرار وجهى وبكائى هما العقاب ؟ )) .
قال مدير المدرسة (( نعم يا ابنى . كما أننى سعيد بك )) .
سأله عصام (( أنت يا أستاذ سعيد بى ، مع أننى غلطان فى حق صديقى حسام ؟ )) .
قال له مدير المدرسة (( نعم يا ابنى . لأن اعترافك بالخطأ ، هو بداية الطريق الصحيح . وأنا واثق أنك فى المستقبل لن تحوّل أى اختلاف فى الرأى إلى خصومة )) ثم نظر الى عادل وقال لــــه (( وأنت يا عادل يا ابنى . يجب أن تعلم أن سكوتك عن الشهادة خطأ أيضًا . وعليك فى المستقبل أن تقول شهادتك ولا تحبسها فى صدرك )) .
*****
فرح عصام وحسام ورمزى وكل التلاميذ بحديث مدير المدرسة . تلميذ واحد كان يشعر بالخجل والحزن . وكان وجهه أكثر احمرارًا من وجه عصام . كان هذا التلميذ هو عادل .
وعندما ذهب عادل إلى البيت ، دخل غرفته وأغلق عليه الباب . دخل والده وراءه ورآه وهو يبكى . أخذه والده فى حضنه . ثم طلب منه أن يحكى له سبب بكائه . حكى عادل لوالده ما حدث فى المدرسة . وأنه يشعر بالخطأ لأنه لم يشهد بما رآه . وأن صديقه رمزى أفضل منه .
سأله والده (( ولماذا رفضت أن تشهد بما حدث يا عادل ؟ )) .
قال عادل (( لأن حسام وعصام صديقان لى . وخفتُ أن أخسر صداقتهما )) .
سأله والده (( ولماذا تبكى إذًا ؟ )) .
قال عادل (( لأن رمزى – وهو صديق لحسام وعصام أيضًا – كان أشجع منى . وشهد بمـــــــا حدث . وأنا أستحق العقاب . لأننى لم أشهد مثله )) .
قال له والده وهو يبتسم (( أنت مثل عصام ، أوقعت العقاب على نفسك )) .
سأل عادل والده (( أنا أوقعت العقاب على نفسى ؟ )) .
قال والده (( نعم يا عادل . أنت الآن تطلب العقوبة . وطلب العقوبة دليل على اعترافك بالخطأ . واعترافك بالخطأ دليل على أنك فى الطريق الصحيح . وأنك فى المستقبل لن تفعل ما فعلته اليوم )) .
قال عادل (( نعم يا أبى . أنا فى المستقبل سوف أشهد بأى شىء يحدث أمامى )) .
فقال له والده (( لا يا عادل يا حبيبى . الشهادة تكون فى الحق فقط . كما أننى سعيد بك ))
سأله عادل (( سعيد بى رغم أننى غلطان ولم أشهد شهادة الحق ؟ )) .
ابتسم أبوه وأخذه فى حضنه وقال له (( أنا سعيد بك لأنك اعترفت بالخطأ . وسعيد بك لأنك كنت تحاول حماية الصداقة التى جمعت بينك وبين حسام وعصام . يعنى يا ابنى أنت كنت تقصد الخير ولا تقصد الشر )) .














عادل لا يقول الحقيقة

جمعت الصداقةُ بين سمير وعاطف وعادل . كانت أعمارهم متقاربة . وكانوا يسكنون فى بيت واحد . ودخلوا نفس المدرسة . وانتقلوا من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الإعدادية . وكانوا يذاكرون دروسهمم معًا. وفى أيام الإجازات ، كان الثلاثة يذهبون إلى النادى . يلعبون ويقضون وقتًا سعيدًا . وكان الحب صديقهم الرابع .
هذا الحب بين الأصدقاء الثلاثة ، تعرّض لمشكلة . وكان السبب خصومة بين سمير وعاطف . والخصومة كانت لسبب بسيط . اعتقد سمير أن عاطف يحب عادل أكثر منه . فقال له عاطف (( أنا أحبك يا سمير مثل حبى لعادل )) ولكن سمير لم يُصدّقه . وكما أخطأ سمير فى ظنونه ، أخطأ عاطف عندما ابتعد عن سمير .
عادل شعر بالحزن لفراق الصديقين سمير وعاطف . وتمنى أن تنتهى الخصومة بينهما . ذهب عادل إلى سمير وقال له (( إن عاطف يُحبّك )) وطلب منه أن يذهب معه إلى عاطف للصلح . رفض سمير أن يُقابل عاطف . فذهب عادل إلى عاطف وقال له (( نحن أصدقاء منذ الطفولة . ويجب إنهاء الخصومة بينك وبين سمير)) وطلب منه أن يذهب إلى سمير للصلح . ولكن عاطف رفض أن يُقابل سمير .
عادل الذى كان يحاول الصلح بين الصديقين ، تعرّض لمشكلة : سمير يتّهمه بحب عاطف أكثر منه . وعاطف يتّهمه بحب سمير أكثر منه . والمشكلة كبرت أكثر عندما كان سمير يسب عاطف . وعاطف سيب سمير . وكان سمير يطلب من عادل أن يعترف بأن عاطف يسبّه . وعاطف يطلب منه أن يعترف بأن سمير يسبّه .
رفض عادل أن يعترف على أحد الصديقين . وكان يقول لعاطف إن سمير يحبك ويحترمك . ويقول لسمير إن عاطف يُحبّك ويحترمك . ولكن عادل شعر بالحزن الشديد عندما اتهمه سمير وعاطف بأنه لا يقول الحقيقة .
حكى عادل لوالدته ما حدث . وقال لها وهو يبكى (( أنا صحيح لم أقل الحقيقة . ولكن هل كان من الممكن أن أقول الحقيقة ؟ )) .
قبّلته أمه وقالت له (( الحقيقة أحيانًا تُسبّب الألم . وأنت لو قلت الحقيقة ، كنت ستزيد الخصومة بين سمير وعاطف . ولو قلت الحقيقة كان كل صديق سيكره صديقه أكثر. وكنت ( بدون قصد ) قد منعت كل محاولة للصلح بينهما )) .
ارتاح عادل بعد أن سمع كلام والدته .
فى اليوم التالى حاول مرة أخرى الصلح بين الصديقين سمير وعاطف . ولكنه شعر بالحزن من جديد عندما قال له سمير وعاطف (( أنت كذّاب )) .
حكى عادل لوالدته ما حدث . وسألها وهو يبكى (( هل أنا كذاب ؟ )) ضمّته أمه إلى صدرها وسألته (( هل تعرف يا عادل معنى الكذب ؟ )) قال عادل (( نعم . إذا قال الإنسان شيئًا لم يحدث )) فسألته أمه من جديد (( وهل تعرف نتيجة الكذب ؟ )) فقال عادل (( نتيجة الكذب أن يقع الضرر على بعض الناس . أو أن يُصاب بعض الناس بالأذى )) فقالت له أمه (( وهل أنت تسبّبت فى ضرر لأحد الصديقين ؟ )) فقال عادل (( لا )) فقالت أمه (( إن ما فعلته يا عادل هو كذب تحتمه بعض الظروف)) فسألهـــــا (( هل يوجد كذب أبيض . وكذب أسود )) فقالت (( الكذب الأبيض هو لحماية الحب والخير بين الناس . والكذب الأسود دائمًا لصالح الكراهية والشر بين الناس )) .
فرح عادل لأنه استخدم الكذب الأبيض ، قبل أن يعرف معناه . وعندما حكى لسمير ولعاطف ما قالته له أمه عن الفرق بين الكذب الأبيض والكذب الأسود ، ضحك الصديقان . وقبّل كلٌ منهما عادل. ومنذ هذا اليوم لم يفترق الأصدقاء الثلاثة . وكان الحب صديقهم الرابع .
*****



























مَنْ يفتح البـــــــــاب




استيقظ صاحبُ المصنع من النوم . شعر بألم شديد فى ساقيه ، وعنما حاول أن يغـــــــــادر الفراش ، أدرك أنه لا يستطيع الوقوف .
كان ينوى أن يذهب إلى المصنع ، لكى يطمئن على العمل به . وتألم لأنه لن يستطيع .
نادى على ابنه الصغير عادل وقال له : (( أنت يا عادل ابنى الوحيد . وأنا أشعر اليـــــوم بالتعب . ويجب أنْ أعتمد عليكَ . اذهب إلى المصنع ، وتأكد من انتظام العمل .
كان عادل فى العاشرة من عمره . وكانت هذه هى المهمة الأولى التى يكلفه أبوه بها .
تقدّم عادل من والده . أمسك كفه وقبّلها ، وقال له : (( اطمئنْ يا أبى . إسترح أنت وأنا سوف أتولى كل شىء )) .
قال له والده : (( اذهب إلى المصنع وخذ معك أربعةً من العمال ليساعدوك )) .
******
ذهبَ عادلُ إلى مصنع النسيج الذى يمتلكه والده ، وأخذ معه أربعة عمال .
******
المصنع فى منطقة صحراوية ، ومع ذلك استطاعتْ يدُ الإنسان أن تزرع الصحراء . لذلك فرح عادل عندما رأى الأشجارَ والخضرة وسط الصحراء .
*******
وقف عادلُ والعمال الأربعة أمام باب المصنع .
كان البابُ من الحديد . ارتفاعه خمسة أمتار . ، بعرضْ عشرة أمتار ، ومكوّنْ مِنْ ضلفتين .
فشلَ الرجالُ الأربعة فى فتح الباب . حاولَ كلُ واحدٍ منهم أن يُجرّبَ فتحه لوحده . لم ينجح أحدٌ منهم .
وقف الرجال الأربعة صفًا واحدًا . ضغطوا جميعًا فى وقت واحد . حاولوا أن يدفعوا الباب بقوة عضلاتهم ، ولكن الباب لم ينفتح .
كان عادلُ يشاهد الرجالَ ، ويُدقق النظر إلى الباب . وأنّبَ نفسه لأنه لم يسأل والده عن طريقة فتح الباب .
استعان الرجال الأربعة بعامود حديد ضخم . ضغطوا به الباب عدة مرات . وأيضًا ظلّ الباب مغلقًا .
كان عادلُ ينظرُ إلى الرجال وإلى الباب ويُفكرُ فى طريقة لحل المشكلة .
جاء رجلٌ يركبُ جرارًا زراعيًا . طلبَ منه الرجالُ أن يُساعدهم فى فتح الباب . اقترب الرجلُ بالجرار الضخم من الباب . ضغط بأقصى قوة للجرار على الباب . وأيضًا لم ينفتح .
فكر عادل وقال لنفسه (( إذا كان البابُ لا ينفتح بالضغط عليه ودفعه إلى الأمام ، فلماذا لا نُجرّب طريقة أخرى ؟ )) .
طلبَ عادلُ مِنْ سائق الجرار أن يتراجع . ابتعد الرجل بالجرار ، وابتعد الرجالُ عن الباب .
اقتربَ عادل مِنْ الباب . نظر إلى الشق الرأسى الذى يفصل ضلفتىْ الباب عن بعضهما . وجدَ أن لكل ضلفة مقبض . أمسك المقبضين بكفيه الاثنتين . ضغط ضغطًا خفيفًا . وهو يفرد ذراعيه أفقيًا . تحرّكتْ ضلفتا الباب . إحداهما جهة اليمين والأخرى جهة الشمال .

صاح الرجالُ الأربعة مُعبّرين عن فرحتهم . نظر عادل اليهم وابتسم عندما رآهم يُهللون كما الأطفال . تحلّقوا حوله وكلٌ منهم يحاول تقبيله . شعر بعضلات كلٍ منهم وهو يحتضنه .
******
الفهرس :

• موسيقى من السماء ...................................................
• الصديقان ..............................................................
• عادل مطلوب للشهادة ...............................................
• عادل لا يقول الحقيقة ...............................................
• من يفتح الباب .......................................................



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادل لا يقول الحقيقة - قصة للأطفال
- الأحادية المصدرالرئيسى للتعصب
- الغموض الفنى فى مذاق الدهشة
- سمير عبدالباقى وحكاياته مع معتقلات عبدالناصر
- أمونه تخاوى الجان وتوظيف التراث
- عبد العزيز جمال الدين واللغة المصرية
- لقاء البهجة والتوتر - قصة قصيرة
- عادل مطلوب للشهادة - قصة للأطفال
- ثنائية الكمان والبيانو: قصة قصيرة
- الحرية أو الموت : شعار الأحرار
- روح الفراشة - قصة قصيرة
- محمد على بين التأريخ العلمى والأيديولوجيا السياسية
- تلك المرأة - قصة قصيرة
- رحم الحياة - قصة قصيرة
- امرأة البرد والظلام - قصة قصيرة
- حالة تلبس - قصة قصيرة
- تلك اللوحة - قصة قصيرة
- رحلة إلى الواحات- قصة قصيرة
- كول عناب - قصة قصيرة
- شخصيات فى حياتى : عمى الحاج متولى


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلعت رضوان - موسيقى من السماء - قصة للأطفال