النقابات الفاشية نقابات لكنها بلا روح عمالية

محمد البلطي

الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 00:28
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

ان الفاشية تختلف عن اغلب التصورات السياسية الحديثة من جهة كونها لا يمثل او لا تشكل نسق نظري او فلسفة مجتمعية حيث في بدايتيها الايطالية والالمانية لم تعتمد على اكثر من بعض الافكار العامة والغامضة ولم تتمكن الفاشية الا من خلال تجارب متناقضة من امتلاك مخططتها التنظيمي الخاص بها حيث مثلا لم يكن للفاشية الايطالية برنامجها النقابي ورغم ذلك يمكننا القول انه بالنسبة ليساسة هتلر وموسوليني وتابعيهم كان هناك نفس نقطة الانطلاق وهي اساسا الغاء الصراع الطبقي وهميا ومحاولة الحاق مصالح مختلف الطبقات الاجتماعية بما يسمى المصالح الوطنية او المصلحة الوطنية العليا التي ليس اكثر من اختلاق مجرد في مواجهة الواقع الاجتماعي المتناقض والمتفجر ان ذلك الهدف هو هدف كل الفاشيين وهي فكرة مجردة لا يمكنها بالتاكيد تشكيل اساس او منطلق لاي تشريع اجتماعي وفي مسار الاحداث المتميزه باحتداد التناقضات الطبقية النتاج عن الازمة نفسها التي تنتج الفاشية كحل راسمالي في مواجهتها ينكشف التناقض بين الحلم او الوهم الوطني الفاشي وبين وجود تنظيمات مستقلة تتبنى تمثيل مصالح اجتماعية خاصة وفي بادية الحركة الفاشية يتم تغذية الامل بان نقابات منسوخة عن النقابات الاشتراكية لكنها مسكونة بروح مختلفة يمكنها ان تحل المشكل اي تحويل منظمات الطبقة العاملة وبدون قتل الروح النضالية فيها الى اجهزة للتفاهم او التوافق الوطني وقد كان مصير تلك المحاولة الفشل في كل من ايطاليا والمانيا وفي تونس ما بعد الرابع عشر من جانفي شكل الهجوم على اتحاد الشغل بداية العمل في ذلك الاتجاه وما دعوة الترويكا للاتحاد ليكون شريكا في الحكومة الا تغيير في الاسلوب ومواصلة المحاولة في ذلك الاتجاه لكن وكما فشل الفاشيست الطليان والالمان فان القاء القمامة امام مقرات اتحاد الشغل وحرق بعضها يؤذن بفشل المحاولة كذلك في تونس واكيد ان ذلك الفشل سينتج نقابات موازية لكنها بلا روح عمالية كما هي كل النقابات الفاشية هذا مع العلم انه قد شرع في ذلك بعد

#محمد_البلطي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات