أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - هل الانتخابات وسيلة أم هدف؟














المزيد.....

هل الانتخابات وسيلة أم هدف؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1075 - 2005 / 1 / 11 - 09:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يردد هذه الأيام دعاة تأجيل الانتخابات قولاً مفاده أن الانتخابات هي وسيلة وليست هدفاً بحد ذاته، لذلك فما الضير من تأجيلها. كما كرروا قبل ذلك، مقولة أخرى وهي أن موعد الانتخابات ليس مقدساً ولا منزلاً من السماء كي لا نستطيع تأجيله. هذا هو التكتيك والتلاعب بالألفاظ من أجل تمرير مخططاتهم على الشعب واغتيال حلم العراقيين بتحقيق الديمقراطية. يعتقد هؤلاء السادة إن هذه العبارات لها فعل السحر على ذهن المتلقي وأنهم بهذه الحجج يستطيعون تمرير عملية إجهاض الديمقراطية وتنفيذ مخططات أعداء الشعب العراقي التي رسمتها دوائر الاستخبارات الإيرانية والسورية والأردنية رغم تصريحات حكومات هذه الدول وقرار مؤتمر عمان الأخير بدعم الانتخابات العراقية ودعوة جميع مكونات الشعب العراقي للمساهمة فيها وفي موعدها المقرر. إلا إن تصريحات هذه الحكومات شيء وأفعالها ونشاطات مؤسساتها شيء آخر.
ففي الوقت الذي تصرح فيه حكومة عمان بدعم الانتخابات، صوت البرلمان الأردني على قرار يقضي بعدم السماح للجالية العراقية في الأردن على الاقتراع على الأراضي الأردنية. كذلك سوريا تشجع نشاطات وفود ما يسمى بالمقاومة في دمشق وتسلل المخربين من حدودها وهناك اعترافات من عدد من الإرهابيين المعتقلين في العراق على وجود مراكز تدريب لهم في سوريا. أما إيران، فتصريحات رجال الدين فيها معروفة وكذلك تسلل الإرهابيين من الحدود.
نعود إلى السؤال: هل الانتخابات هدف أم وسيلة؟ يؤكد دعاة التأجيل أنها وسيلة وليست هدفاً لذلك يمكن تأجيلها إلى ما شاء الإرهابيون من البعثيين وحلفائهم السلفيين، وإلى أن يعطفوا على هذا الشعب ويمنوا عليه بالأمن ويسمحوا له بإجراء الانتخابات بسلام آمنين! ومن نافلة القول أن الإرهابيين سوف لن يوقفوا إرهابهم إلى أن يسيطروا هم على السلطة وعندها سوف ينفذون ما يسمى بإرهاب الدولة كما كانوا في عهد حكمهم أيام صدام حسين وحكم طالبان، وحينئذٍ، سنقرأ على الديمقراطية والشعب العراقي وأمن المنطقة السلام.
في الواقع، أن كل عملية هي هدف في مرحلة ووسيلة في مرحلة لاحقة. فهي هدف قبل تحقيقها وتتحول إلى وسيلة بعد ذلك. وعلى سبيل المثال لا الحصر، كان هدف الشعب العراقي أيام حكم البعث الفاشي تشكيل معارضة سياسية منظمة. ولكن ما أن تم بناء هذه المعارضة حتى تحولت إلى وسيلة لهدف آخر وهو إسقاط النظام الجائر الذي صار هدفاً بحد ذاته لمرحلة معينة. ولما تحقق هذا الهدف بدعم قوات الحلفاء بقيادة أمريكا، صار سقوط النظام وسيلة لهدف آخر وهو تشكيل حكومة عراقية ديمقراطية. ولتحقيق ذلك برزت سلسلة من الإجراءات التي كانت هي أهداف ووسائل ، منها تشكيل مجلس الحكم والذي صار بدوره وسيلة عند ولادته لهدف أبعد وهو تشكيل حكومة سيادية التي تحققت في 30 حزيران الماضي، ولكن ما أن تشكلت هذه الحكومة حتى صارت وسيلة القصد منها تحقيق الانتخابات الحرة والعادلة. وعليه فإجراء هذه الانتخابات في هذه المرحلة هي هدف مقدس ومهم بحد ذاته يجب عدم الاستهانة به.
لذا، فالإصرار على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر دليل على الالتزام بتنفيذ القوانين والعهود والمواثيق. نعم موعد الانتخابات مقدس لأنه يرتبط بالتزامات اخلاقية ودليل التحضر ليكون قدوة للآخرين، وإلا صار القانون كتلك النكتة التي يعرفها العراقيون وهي أن قال مذيع تلفزيوني مرة: أعزائي المشاهدين وإليكم الآن العزف على القانون. فرد أحد المشاهدين قائلاً: ( هذا هو القانون الذي يعزفون عليه في الليل ويحكموننا به في النهار!!ّ).
خلاصة القول، إن الانتخابات في هذه المرحلة هي هدف بحد ذاته، وفي نفس الوقت هي وسيلة لتحقيق الهدف الأهم ألا وهو البرلمان الانتقالي. وما أن يلد هذا البرلمان حتى سيتحول هو الآخر إلى وسيلة لصياغة الدستور الدائم وتشكيل الحكومة الانتقالية الثانية المنتخبة ومراقبة نشاطاتها وكذلك التحضير للانتخابات في كانون الأول من هذا العام والذي سيتحول بدوره إلى وسيلة لولادة برلمان دائم. وهكذا نعرف أن كل عملية هي هدف في أول الأمر ثم تصبح وسيلة بعد إنجازها لهدف أبعد وهو تشكيل حكومة ديمقراطية منتخبة من الشعب وتحكم باسم الشعب وإلى الشعب. والهدف النهائي في حالتنا العراقية هو تحقيق سعادة الإنسان العراقي.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 2-5
- الإرهاب والبعث وجماعة صدام
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 1-5
- عام جديد.. والكوارث تتوالى
- سوريا والإرهاب في العراق
- الانتخابات العراقية وإشكالية الطعن بشرعيتها
- كاد المريب أن يقول خذوني.. خامنئي نموذجاً
- البعث يعمل على إشعال حرب طائفية
- حول تصريحات السيد الشعلان الأخيرة
- لماذا ينتخب العراقيون مرتين؟
- الدين والسياسة.. مرة أخرى
- شيخ الأزهر يوزع صكوك الغفران مقابل ذبح العراقيين
- الانتخابات في موعدها انتصار للديمقراطية؟
- متى ينال المجرمون جزاءهم؟
- محنة سنة العراق
- تأجيل الانتخابات العراقية انتصار لصدام والزرقاوي
- في العراق.. الطائفية أقوى من الوطنية
- الشرطة العراقية والموت المجاني؟
- حذار من تكرار خدعة بن العاص في الفلوجة
- ماذا يعني فوز بوش للولاية الثانية؟


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - هل الانتخابات وسيلة أم هدف؟