خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)
الحوار المتمدن-العدد: 3647 - 2012 / 2 / 23 - 12:17
المحور:
سيرة ذاتية
ذكرت، في الحلقة السابقة رقم 5، بعض الأسباب التي دفعنتي للتخلي عن محاولة الأستمرار في تنفيذ فكرة إعداد كادر تقني محلي مدرب له الأستعداد المطلوب للعمل بإنسيابية ضمن منهج واضح ودقيق تستوجبه طبيعة العمل المتعلق بحياة المرضى وسلامتهم، لأستلام المهمة من الشركة اليابانيه لضمان الأستمرار في تشغيل الأجهزة الطبية والمختبرية والخدمية للأنتفاع منها بكفاءة ولأطول فترة ممكنة. وعند التأمل العميق والدقيق في كيفية إنجاز الفريق الياباني لمهامها، بجدارة وإتقان، كان واضحا بأنها مبنية على منهجية في العمل وتدوين المعلومة في وقتها والألتزام بالمنهج التفصيلى المعد سلفا، في الوقت الذى كان أربعة أو خمسة أفراد منهم كانوا يابانيين والبقية وعددهم 12 فردا من الفليبين بالأضافة إلى عراقين إثنين يعملان كسائق ومعقب معاملات.
كثيرا ماكنت أقارن بين مجموع المعلومات النظرية المخزونة والمتراكمة لدى الفريق الفاعل (الياباني) وما لدى الفريق الظل (العراقى) أتوصل، بيقين وتجرد، إلى نتيجة مفادها بأن فريق الظل يتفوق على الفريق الفاعل في هذا الجانب، ولكن الفريق الفاعل كان أشبه بفريق، متكامل ومنسجم، لكرة القدم يقابله فريق من الساحة والميدان حيث كل لاعب فيه يسعى لفوزه ويعيش في الأجواء التي تلائم لعبه وحده، أو فرقة أوركسترا تعزف، باتقان، مقطوعة موسيقية تجاورها مجموعة من العازفين والعازفات المنفردات يعزف كل على ألته وحسب مزاجه، خلية نحل يقابلها مقهى بروادها وأحاديثهم التى نهاية لها.
وكلما كنت أمعن النظر عن قرب، ومن زاوية أخرى، في سلوك وتصرفات افراد الفريق الفاعل كانت التبايات في درجة التحضر واضحة، لهذا كان اليابانيون يُقيمون في مُخيم والفليبينيون في مُخيم أخر.
هكذا أدركت، بعد التجربة، إستحالة نجاح الجهود الفردية، مهما عظمت، لأحرازتقدم ولو بسيط على المدى البعيد لتجاوز السلبيات التى تفرزها الطرق البالية للأدارة ونظام التعليم المتخلف في بيئة أُستنزفت طاقاتها الكامنة.
سأروي، في الحلقة القادمة، عن كيفية تشغيل الأطباء للمستشفى .
#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)
Khasrow_Hamid_Othman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟