أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - خضر عدنان التجارة والموضة..














المزيد.....

خضر عدنان التجارة والموضة..


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 3647 - 2012 / 2 / 23 - 09:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


الفرق بين الهوية والموضة، هو ذاته الفرق بين أن تبدو أو أن تكون.. نحن والحمد والشكر لله نُصر على أن نبدو لا أن نكون، ما يفسر حالة التغريب التي نحياها اليوم في العديد من ممارساتنا، لا الاجتماعية فقط وإنما السياسية أيضا.
حينما طرح موضوع استحقاق ايلول، اخذ البعض منا – حتى دون أن يفهم فهماً عميقاً ايجابيات أو سلبيات المطروح فقط لمجاراة الحدث– موقف الداعم، وأخذ البعض الآخر موقف الرافض، ولكن الطرفين اتفقا دون اتفاق أن يرفع كل منهما شعار ايلول بفارق كلمة واحدة هي بالحالة الأولى ( نعم ) وبالثانية ( لا ) كشعار عظيم لنضال هلامي.
وحين باتت قرية بلعين شمال غرب مدينة رام الله، المبتدأ والخبر للعرب والعجم، بات السواد الأعظم منا يتحدث عن المقاومة السلمية في بلعين كنموذج، رغم أن فعل بلعين بأهلها وعجمها مع احترامنا الشديد لما بذل من جهد وأريق من دماء، لم يُنتج سوى الاقرار بحق الكيان الاسرائيلي في بناء الجدار، كون الخلاف المركزي هناك لم يكن في الأساس حول قانونية بناء الجدار من عدمه، وإنما حول جغرافيا بنائه، وأيضا لنسجل موقف اللاموقف والذي نبدو في سياقه دون أن نكون.
والأمر كلما دارت الدوائر تكرر بأشكال وأساليب مختلفة، وكأننا في وضع مفاضلة بين أن نكون أنفسنا أو أن نَسبح في فلك الآخرين، لا لطرح رؤانا ومناقشتها وإنما فقط لنسجل حضورنا، والمشكلة هنا تكمن في اختزال التاريخ والجغرافيا معاً، في سياق الموقف الراهن أياً كان دون غيره، علماً بأنه موقف يتبنى الموضة دون الاكتراث لضرورة التعبير عن الهوية.
إن دققنا النظر في القضية ( الموضة الأخيرة )، أو الرائجة اليوم على نطاق طال تغير النسبة الأكبر من « بروفايل» الصفحات الشخصية للفيسبوكيين الفلسطينيين تماشيا مع موضة « النضال الافتراضي» ، وهي قضية الشيخ المناضل خضر عدنان، ولو سألناه هو نفسه، لوجدنا أن القضية لم تكن يوماً قضية شخصية، قدر ما هي تعبير واضح وجلي عن مأساة الحركة الأسيرة منذ عشرات السنين، وهو ما يطرح سؤالاً مهما ومشروعاً في آن دون التقليل من شأن أي فعل حدث هنا أو هناك.. أكان التضامن مع الشيخ خضر تعبيراً عن هوية نضالنا أم مجرد تبنٍّ لموضة الظهور لمجرد الظهور في سياقِ بطولةٍ وهمية فقط تمارس فعل التجارة بعذابات الآخرين؟! إن كانت الاجابة هي الأولى فيحق لنا التساؤل.. أين كان مثل هذا الحراك الواسع والضاغط لصالح معاناة الحركة الأسيرة بكافة رموزها سواء على المستوى الافتراضي أو على المستوى الواقعي؟! وبأي شكل كان سيخرج هذا الحراك إن لم يتخذ الشيخ خضر موقفاً صلباً في مواجهة سجانه؟؟؟.
سؤال يفتح الباب مشرعاً أمام جدلية الفعل ورد الفعل، تبني الموضة أو التعبير عن الهوية؟! هل نكون أنفسنا كامتداد طبيعي لتراثنا وموروثنا، أم قدر لنا كما للعرب أجمعين أن نُسبحَ باسم ما يصدر لنا من معلباتٍ، وإن كانت فاسدة، فساد الحراك دون مخطط وبلا هدف، أو التقليد بلا فائدة باعتباره وباء اجتماعياً أو لربما رهاب اجتماعي، كما هي قضية الديمقراطية « مفهوم الحق المراد به باطل الأباطيل».
الحق أقول إنني كلما شاهدت أو استمعت لأبطال المسلسل المكسيكي العربي « شباب الضياع» على وزن المسلسل التركي « سنوات الضياع»، وهم يتشبثون بما يسمى زوراً وبهتاناً بـ « الثورة» لمجرد الثورة، كلما أيقنت أن رأس الهوية العربية قد أينع وحان قطافه، في ظل جيل بات يتحدث عن الديمقراطية باعتبارها موضة لا مطلب حرية وعدالة اجتماعية.
وإننا يجب أن نخجل، خجل العروس في ليلة دخلتها، حينما نتابع بعض تفاصيل « الآيات الشيطانية» في الأعراس العربية، وكأننا بتنا لم نعد من المتحضرين أو المتغربين الديمقراطيين، إن لم نقر بموضة حق العريس العربي في نزع الملابس الداخلية لعروسه العربية في حضرة المدعوين، كي يغرقها بماء الخمر قبل أن يحتسيه، ومن ثم يقذف بها لشبابٍ ينتظرون فعل الأمر نفسه ذات عرس قريب، بحسب ما شهدنا على اليوتيوب في عرس المطربة اللبنانية سيرين عبد النور وغيرها، لنكرر معاً صدق كل معلب مستورد عظيم.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكل قاعدة استثناء
- الانفلاس الأمني وحزب الكنبة
- نحو حوار وطني ثقافي
- بين أن تكون مش داري أو تكون أحمد داري
- الأرض بتتكلم عبري
- الهوية الإسرائيلية، قسراً أم انتماءً؟!
- بعيداً عن الحدود، قريباً من السقوط
- الربيع العربي.. خريف موعود
- ثورة النص، نص
- فوازير الحرّيّة في الدّروب الحلزونيّة
- وسائل شيطانية لا إعلامية
- يدان وطوقٌ واستدارة..
- المحاولة
- ضد الثورة
- حكاية فوضى
- المشهد.. بين العقد الشرعي وزيجة المتعة
- ماسونية سلام فياض وهرطقة عبد الستار قاسم
- آياتٌ من الدجلِ المبين
- انتفاضة القدس.. فاصل ونواصل
- عِلَلُ الأَنْسَنة وضمائر الأَتمَتة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - خضر عدنان التجارة والموضة..