أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - هل مستقبلنا لازال يتضمن بدرة أمل لتحسين واقع الحال؟














المزيد.....


هل مستقبلنا لازال يتضمن بدرة أمل لتحسين واقع الحال؟


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 3646 - 2012 / 2 / 22 - 12:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


اللهم قد بلغت
هل مستقبلنا لازال يتضمن بدرة أمل لتحسين واقع الحال؟

تمر السنين ونظل نواجه نفس السلسلة من المشاكل الظرفية والمعضلات البنيوية إلا أننا بقينا نهتم بأمور تصرفنا عن التصدي لمشاكلنا ومعضلاتنا رغم تكرارنا الممل للإصلاح والتحديث والتجديد في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحتى الدينية. فهل مستقبلنا لازال يتضمن فعلاً بدرة أمل لتحسين واقع الحال المزري؟
في واقع الأمر ظلت مشاكلنا ومعضلاتنا هي منذ 1956 في فحواها العام ومضمونها رغم أنها كانت تتخذ في كل مرحلة أبعاداً جديدة وصيغاً متنوعة. فلا زالت ذات الأسئلة التي طرحها رواد "الاستقلال" قائمة بنفس الحدة وذات الصيغ والمضامين، علماً أن درجة تعمقها وتعقدها واتساعها ازدادت بشكل غير مسبوق بفعل التأخير وإرجاء البحث عن الحلول الناجعة لها، بل بفعل التناسي مع سبق الإصرار والترصد.

والآن والحالة هاته، لم يعد مطروحاً فقط العمل على محاولة حلحلة تلك المشاكل والمعضلات المتراكمة، وإنما وجب، كذلك اليوم، إعادة بناء تصورنا في التعاطي معها على ضوء ما حصل من تطور جراء إهمالها وتناسيها وإرجاء النظر فيها لموعد غير معلوم على امتداد نصف قرن تقريباً.

على الحكومة الجديدة، أولاً وقبل كل شيء، إعادة النظر الجذرية في نهج التعاطي مع تلك المشاكل والمعضلات وبلورة رؤية وطريقة تعامل جديد كل الجدة، وإلا ظلت دار لقمان على حالها رغم حضور نزاهة واستقامة أغلب مكوّنات الحكومة الحالية خلافاً للسابق.
إن أول خطوة وجب القيام بها اليوم هي تحيين طريقة التعاطي مع المشاكل والمعضلات القائمة، لأن الطريقة المتعامل معها إلى حدّ الآن طريقة بالية ومترهلة عافى عنها الزمن، سيما وأنه على الصعيد الاجتماعي والجماهيري صفا الكيل ووصل السيل الزبى.

على حكومة عبد الإله بنكيران تجديد النظر وتجديد الرؤية في تعاطيها مع المشاكل والمعضلات المطروحة، وذلك قصد تجديد أدوات العمل، وإلا لم ولن تتمكن من تحقيق ما سطرته على علّته ومحدوديته.

إن فشلات السياسات الاقتصادية والاجتماعية والقطاعية المتراكمة منذ الاستقلال حوّلت بلادنا إلى متسول عالمي، يعتمد على أريحية بعض دول الخليج والمساعدات الخارجية المسمومة.

فمنذ ثمانينات القرن الماضي أقرّ "جون فرانسوا بايار" الباحث بمركز الدراسات والأبحاث الدولية....... أن برنامج التقويم الهيكلي ستكون نتائجها وخيمة على امتداد نصف قرن على الأقل، وها نحن نعاين اليوم بالمغرب صدق هذا التنبؤ بامتياز. ومماّ نبّه منه هذا الباحث أن فشل برنامج التقويم الهيكلي الذي أوصى به وموّله صندوق النقد الدولي والبنك الدولي سيؤدي لا محالة إلا تعميم اقتصاد الريع ومافيات الامتيازات غير المشروعة وإقراره بقوة في البنية المجتمعية على حساب تقوية وتقعيد مقاربة إنتاجية للمنظومة الاقتصادية الوطنية، كما يساهم في توسيع مجالات الاقتصاد غير المنظم –سيما التهريب- والفساد وتحويل مساعدات التنمية إلى جيوب شردمة من القائمين على أمور الفاسدين وتحفيز المتاجرة في المخدرات والممنوعات وانسلال بعض أباطرتها إلى بعض دوائر صناعة القرار. وبموازاة مع المنحى، ظلت بلادنا تخصص أموالاً طائلة للتسلح، إذ فيما بين سنتي 1978 و 1987 صرف المغرب ما يفوق 30 مليار درهماً للتسلح.

إن الأمر يتعلق إذن باعتماد رؤية جديدة بديلة عن الرؤية المعتمدة –إن كانت هناك رؤية فعلاً – إلى حد الآن.

إن المرحلة الأولى بالنسبة لحكومة بنكيران –إن هي أرادت أن تحفظ دم وجهها- وجب أن تكون تحت عنوان: "بناء معالم رؤية معلومة المقاصد ومحددة الأهداف التي ستمكنها من تحقيق ولو جزء مما وعدت به، ثم الإعلان عن هذه الرؤية بشكل واضح لتأسيس قاعدة للمحاسبة والمساءلة، وبذلك ستكون قد "فعلت خيراً في البلاد والعباد"، وإن فشلت في تحقيق كل ما وعدت به، لأن هذا السبيل سيمكننا –أراد من أراد وكره من كره- من القيام بإعادة النظر، بكيفية جذرية، في المشاكل والمعضلات المطروحة والتي ظلت تنغص مضجع المغاربة منذ نصف قرن.
هكذا يبدو لي الخلاص من مرحلة قديمة طال أمدها –منذ 1956- لولوج مرحلة جديدة للتصدي الفعلي للمشاكل والمعضلات المطروحة، وهو السبيل الذي سيقودنا، لا محالة، لتجاوز بعض الانحرافات البنيوية وتجنبها باستباق قراءة تداعيات الربيع العربي. وهنا تبرز ضرورة وإلحاحية استلهام الطريق لتوظيف خلاصات الدراسات المستقبلية النزيهة التي اهتمت بمستقبل بلادنا، سيما تلك الدراسات التي بلورها أناس لم تكن لديهم أي مصلحة ذاتية في منحى سيران الأمور، ولم يهتموا بـ"المغرب-الكعكة" التي تهافت عليه الخونة وعملاء الاستعمار والمرتزقة من النخب، الذين أفسدهم فتات "التمخزن".

إن التغيير والإصلاح ومحاربة الفساد والتحديث والعصرنة والمعاصرة والتجديد والنمو والتقدم والرقي وتحسين واقع الحال الذي وصل إلى الحضيض ليست مجرد شعارات ووصفات يتم التغني أو التباكي بها حسب الأحوال، وإنما هي مفاهيم ومطامح وغايات وأهداف تحتاج إلى عمل ومشاريع عمل في نطاق رؤية علنية وواضحة المعالم ومحددة المقاصد ودقيقة الأهداف وراسخة الغايات. وكل ما عدا هذا سيظل مجرد ضحك على الذقون ليس إلاّ!.

إن الرؤية ستمكننا من مساوقة التطور، كما ستفسح لنا المجال لتحسين واقع الحال، هذا هو السبيل لمسايرة قافلة العالم وعدم المكوث في مؤخرتها، بل الوقوف بذات المكان في موقع المتفرج المتحسر دوماً.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براءة السد راوي ورفاقه أسقطت الأقنعة والآن لا مناص من التقصي ...
- الشعب يريد...
- بهدلة حقوق الإنسان خلال يناير 2012 بالمغرب
- برنامج الحكومة بين الجدة ونسخ ما سلف: مازالت حليمة على عادات ...
- من صلب الديمقراطية
- نحن في وضع لا نحسد عليه
- نحصد ما زرعنا معضلتنا المستدامة افتقارنا للرؤية
- على هامش منع مجلة -لكسبريس- و-لونوفيل أوبسيرفاتور- الفرنسيتي ...
- هل سيبقى -المصباح- مضيئاً أم سرعان ما ستنطفئ فتيلته؟!
- لماذا أنار -المصباح- القنيطرة لما انكسر -الميزان- ودبلت -الو ...
- هل ستكون انتخابات 25 نونبر حاسمة فعلا؟ أم أن الجبل تمخض لينج ...
- -الجيش الجزائري يعرقل مسيرة الاستقرار والتطور الاقتصادي في ا ...
- الخطة المغربية لتغيير ملامح الشمال في أفق 2025
- تغيير النظام الجزائري أضحى أمرا ضروريا لضمان للاستقرار الإقل ...
- محمد بلحسن الوزاني مواقف شجاعة و تهميش سياسي
- -الجزائريون يتحملون النظام على مضض في انتظار يوم الفرج-
- لا مناص من محاكمة مافيا جنرالات الجزائر
- متى تستفيق أحزابنا من سباتها العميق؟
- المغرب يتوفر على قضية عادلة ولكنه لا يتوفر على محامي بارع
- الفكر الظلامي الرسمي بالمغرب


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - هل مستقبلنا لازال يتضمن بدرة أمل لتحسين واقع الحال؟