خمس سنوات ونيف على الاستيلاء على مقرات اتحاد النقابات بغزة

محمد سعدي حلس

الحوار المتمدن-العدد: 3646 - 2012 / 2 / 22 - 09:22
المحور: القضية الفلسطينية
    

بعد خمس سنوات ونصف من الاستيلاء بقوة السلاح على مقرات الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين وطرد القيادة النقابية المنتخبة في ظل الحكومة العاشرة اي حكومة حماس ومباركة وزير العمل فيها لهذه الانتخابات وبإقرارمن مدير عام وزارة العمل ما بعد الإستيلاء على مقرات الاتحاد وعلى السلطة بغزة وفي اجتماع رسمي قد أُقر بإن القيادة النقابية التي تم اقصائُها ومنعُها من مزاولة نشاطها لخدمة الطبقة العاملة الفلسطينية هي القيادة الشرعية للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين ومن يُسير اعمال الاتحاد ليس شرعيين , وكنت اتوقع بأن تقوم لجنة تسيير اعمال الاتحاد بالعديد من النشاطات لخدمة ابناء الطبقة العاملة الفلسطينية، وفضولي دفعني للإطلاع على نشاطهم اذا كان هناك نشاط، فكتبت على جوجل وبحثت عن نشاطهم واذا بالتقرير السنوي لنشاط الاتحاد بغزة عبر الصور ففتحت على هذا الموقع واذا به موقع للجنة تسيير اعمال الاتحاد (( باسم الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين قطاع غزة )) وفيه ألبوم صور وهو عبارة عن تقرير النشاط فتفحصت هذه الصور القليلة التي لا تتعدى الثلاثون صورة خلال العام كلة وغالبيتها اجتماعات مع وزير الصحة ومدير المشتريات في وزارة الصحة في الحكومة المقالة ووزير العمل وجولة تفقُدية مع وزير العمل والاضاحي والشرطة البحرية وجمعية الفلاح الخيرية والاشراف على انتخابات نقابة الصيادين وغالبية الحضور من العسكر الخ وجميعها مجرد اجتماعات ويتكرر في غالبية الصور ثلاثه اشخاص وكل هذه الاجتماعات لا ولم يستفيد منها عمالنا وابنائهم، ولم أرى في الصور ما يوحي لذلك غير التأمين الصحي والذي ليس بجديد نعم ليس بجديد ولكن الجديد في ذلك ارتفاع رسوم التأمين الصحي وتقليص العدد، حيث ان العمال في قطاع غزة مازلوا عاطلين عن العمل ولم يقدم لهم مساعدات لا من قبل الحكومة ولا من قبل أي جهة عربية أو أجنبية وإن قُدم لهم لم يصلهم حيث ان معاناتهم تزداد يوماً بعد يوم، ولم ارى صورة لمسيرة عمالية تطالب بإنهاء معاناه العمال او إنهاء الإنقسام، ولم ارى اعتصام ضد غلاء المعيشة ويطالب بتحديد الاسعار، لم ارى مهرجان يطالب بدعم السلع الضرورية للتخفيف من معاناه العمال، ولم ارى حشداً احتجاجياً يطالب بإنهاء البطالة وتوفير فرص عمل للعمال العاطلين عن العمل، ولم ارى صورة تطالب الحكومة بالوقوف امام مسؤولياتها اتجاه اكبر شريحة اجتماعية تعاني الفقر المستفحل فيها، ولم ارى قرع الطناجر الفارغة امام المجلس التشريعي من قلة ما يطهى بها في بيوت العمال المنكوبين، لم ارى بياناً صحفياً او بيانا جماهيري يتحدث عن اوضاع العمال المأساوية ويطالب الجهات المختصة بالبحث في هذا الوضع المهين للطبقة العاملة الفلسطينية التي ضحت بالغالي والنفيس من اجل الوطن والشعب والقضية ، لم ارى غير اجتماعات حميمة بين المتناقضين حسب طبيعة الوضع والعمل والمهنة، لم ارى في الشارع من يثير هذه المعاناة ويتحدث بها من ذلك الاشخاص الذين استولوا بقوة السلاح على هذا الصرح الكبير الشامخ اي بيت العمال ( الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين ) الذي قدم الكثير من المساعدات التي لا تعد ولا تحصى في ظل قيادته الشرعية والمنتخبة ابتداءً من التأمين الصحي والعلاج المجاني ومرورا بإعفاءات رسوم المدارس والجامعات وتوزيع المساعدات العينية والماديه للعمال والمخالصات وإرجاع حقوق العمال المسلوبة وحل المشاكل والنزاعات إما عبر المحاكم او عبر التوافق والمسيرات الاحتجاجية على أرتفاع الاسعار وغلاء المعيشة ومتابعة ذلك بدقة وشفافية وتصدير البيانات في كل القضايا وعقد المؤتمرات الصحفية والاعتصامات العمالية بعشرات الالاف من العمال والمسيرات للاحتجاج على قضية محددة ومناقشة قانون الضمان الاجتماعي مع نواب المجلس التشريعي وقانون النقابات وقانون العمل الفلسطيني والنضال المرير والدئوب والمستمر من اجل ضمان حقوق الطبقة العاملة الفلسطينية في هذه القوانين ومشاريع التثقيف ومشاريع البطالة للتخفيف من معاناة عمالنا البواسل وعقد الاتفاقيات الجماعية والفردية والعمل على تحديد ساعات العمل ومتابعة الوقاية والسلامة المهنية في مواقع العمل ( الخ ) وانتهاءً بتطوير أداء ونشاط القيادة النقابية واللجان العمالية على حدا سواء لاحقاق حقوق العمال .
خمس سنوات ونصف عجاف على المجتمع الفلسطيني بشكل عام وعلى الطبقة العاملة الفلسطينية بشكل خاص ونأمل ان تنتهي هذه المعاناة الكبيرة لهذه الشريحة المنكوبة في ظل المصالحة الوطنية التي نأمل ان ترى النور في أسرع وقت ممكن وتنفذ على ارض الواقع دون عراقيل او تباطؤ من هذا الطرف او ذاك .

#محمد_سعدي_حلس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات