أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد مسّلم - أولاد يقتلون والقلب يبتهج !














المزيد.....


أولاد يقتلون والقلب يبتهج !


أحمد مسّلم

الحوار المتمدن-العدد: 3645 - 2012 / 2 / 21 - 23:13
المحور: المجتمع المدني
    


"لكن حتى لو لم أر ولو كنت مخطئا، وحتى لو كانت الكراهية متبادلة، فلا يمكن ان نتجاهل ما يحدث لنا نحن أنفسنا: ان اولادا فلسطينيين يُقتلون في حادثة سير وتبتهج قلوب اسرائيليين كثيرين، بل انهم لا يخجلون من ذلك" *جدعون ليفي .

كنت أقرأ في بداية النص الأخير من كتاب "وأنا" للكاتبة فيروز شحرور عندما جائني أخي إباء يصيح: "هل سمعت ما حدث في جبع !"
بصراحة لم أستطع منذ تلك اللحظة أن أفكر أو أن أكتب أو أن أمارس طقوس حياتي اليومية بالسلاسة والبساطة التي عهدتها أو أحاول صنعها أو صناعتها .

كان الحادث صعباً جداً، كان امتحاناً لإنسانية الإنسان ولوجدان الكاتب، لم أستطع تلك الليلة أن أنام أو أن أتحدث لسبع ساعات متواصلة مع ابنة أخي العزيزة، أكتفيت وأكتفى الموقف بالصمت.

ما أستفزني للكتابة كان مقالاً يحمل نفس العنوان للكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي يصف فيه حالة الفرح التي سادت بعض الأوساط الشبابية الإسرائيلية على موقع التواصل الإجتماعي" فيس بوك"، ذلك المقال الذي يوضح فيه وبطريقه انسانية ذلك الجرم الأخلاقي الذي أقترفه ابناء عدونا خلف الجدار .

سأكمل ..
في ساعات المساء، بدأ الضباب الكثيف الذي غطى المعلومات الدقيقة حول الحادث – كأعداد القتلى والمصابين وكيفية حدوث الحادث وأسبابه ودور الجهات الرسمية الفلسطينية – ينقشع شيئاً فشيئاً، وكما تعودنا كان هذا الدور ملقى وبجدارة على كاهل كتاب الجُمل والصفحات الإخبارية الشبابية على الفيس بوك .

أخبار كثيرة مبكية وأخرى محزنة وأخرى طريفة مؤلمة في ذات الوقت، على سبيل المثال قرأت ما يلي :
"36 دقيقة .. حتى وصلت سيارات الدفاع المدني"
"24 دقيقة .. حتى وصلت أول سيارة إسعاف فلسطينية"
والخبر الأطرف والأكثر إيلاماً وفجوراً هو أن أول عربة إطفاء فلسطينية وصلت الى مكان الحادث كانت فارغة من المياه.

هذه الأخبار ما تزال تحيرني وتحرك في نفسي بعض التساؤلات فكيف للإجهزة المختصة بالتعامل مع هذه الحالات الطارئة أن تتعامل مع هذا الحادث بهذه الكمية الرهيبة من اللامبالاة والتسيب والتهاون والتقصير، حتى لأنك ترى مديراً أو مسؤولاً في جهاز ما من أجهزة الإختصاص يخرج في تصريح إعلامي يشتم الإحتلال، لأنه السبب في تأخر عربات الإسعاف والإطفاء !!
وترى كذلك رئيس الوزراء الفلسطيني الموقر" سلام فياض " يصرح لصحيفة الرسمية فيقول " سنشكل لجنة تحقق واستخلاص عبر " تحقق وليس تحقيق !!

إن الشاب الإسرائيلي" داني فزينشفيلي" الذي كتب على صفحته تعليقاً على الحادث قائلاً " إطمئنوا هؤلاء أولاد فلسطينيون" لا يلام فهو من الطرف الآخر، هو ببساطة عدو أو مشروع عدو لكن ما يؤسفني هو تحجيم ما حدث وتطويقه في الدوائر الرسمية الفلسطينية مع أن تهمة التقصير والإهمال من قبل الأجهزة المعنية – الإسعاف و الدفاع المدني والشرطة الفلسطينية – واضح وضوح الشمس في كبد السماء، وأذكركم وأذكر نفسي أننا تعلمنا في المدارس أو تحديداً في بعض دروس الميثولوجيا الإسلامية، أن القائد الإسلامي عمر بن الخطاب قال يوماً وهو على سدة الحكم :" والله لو أن ناقة عثرت في الشام لسؤل عمر عنها" فكيف اذا كانت القضية تدور حول أرواح ستة أطفال ومعلمتهم وضعف هذا العدد من الجرحي.

ان هذه الحادثة والتي احترق فيها حلم عدد لا يستهان به من أطفالنا في طريق كان يجدر به أن يحملهم الى حديقة أو مكان لترفيه لينتهي بهم المطاف في ثلاجة مبردة في مدينة باردة أصلاً والفصل شتاء، وأرى أن حوادث الإهمال والتسيب وحالة اللامبالاة في الأجهزة الحكومية يجب أن لا تمر مرور الكرام.

صديقي يكفي القَدر ما حملناه من مشاكلنا وأخطائنا، ويكفي الله ملكوت السماء.



#أحمد_مسّلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطاين
- إنقلاب .. قصيدة
- اغتراب
- نستولجيا بحر
- في حضرة الغياب .. التركة مرة أخرى بقلم : أحمد مسّلم
- سوف حتى الانحناء الأخير
- قصيدة .. عام الياسمين
- قصيدة رؤيا سحابة


المزيد.....




- الاحتلال يفتتح معسكرات اعتقال جديدة في ظل تصاعد أعداد الأسرى ...
- شاهد.. جيش الاحتلال يقصف مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونر ...
- مصر توجه رسالة للاجئين على أراضيها وتكشف عددهم
- -فساد وتعذيب وابتزاز-.. برلماني أوكراني يكشف فظائع نظام كييف ...
- اقتحام جديد للأقصى وحملة اعتقالات بالضفة الغربية
- لجنة طوارئ تتابع حاجات اللبنانيين النازحين من سوريا
- اعتقال عصابة تقوم بتنظيم هجرة غير شرعية إلى روسيا
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات ومداهمات ليلية واسعة في الضفة
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- مسئول بحماس: إسرائيل تريد اتفاقا بدون توقيع.. ولم توافق على ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد مسّلم - أولاد يقتلون والقلب يبتهج !