أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منى زكي - هل يؤدي أدونيس العمرة؟















المزيد.....

هل يؤدي أدونيس العمرة؟


منى زكي

الحوار المتمدن-العدد: 1075 - 2005 / 1 / 11 - 09:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في صحيفة "الرياض" السعودية أوضح الكاتب محمد رضا نصر الله، وكان ينقل عن زميله نايف رشدان الذي غطى مهرجان قطر الثقافي الأخير، أنّ الشاعر السوري ـ اللبناني أدونيس أعلن رغبته في أداء العمرة وزيارة مسجد رسول الله. وكتب رضا نصر الله: "قد يكون هذا لدى الكثيرين حدثُ الموسم الأدبي على مستوى الساحة العربية!"، نظراً لما عُرف عن الشاعر من "إشكاليات معرفية" ضمَّنها كتابه "الثابت والمتحول"، اعتبرها البعض "خروجاً عن المعتقد".
ولا شكّ أنّ اعتزام أدونيس اداء العمرة سوف يكون، إذا صحّ، حدث الموسم بامتياز. العمرة، بالطبع، واحدة من الشعائر الإسلامية الأساسية، وهي سنّة مؤكدة أوجبها بعض الفقهاء (أبو حنيفة، والشافعي، وابن حبيب المالكي) مرّة في العمر. ورضا نصر الله يبدو سعيداً بقرار أدونيس، الأمر الذي لا يفاجيء احداً بطبيعة الحال، خصوصاً حين يتذكر المرء الحديث النبوي الذي أورده مسلم: "العمرة إلى العمرة كفّارة لما بينهما، والحجّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". لا أحد، بالتالي، يكره لأخيه أن تُمحى ذنوبه في الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة، ولسنا نكره ذلك لأدونيس أيضاً يالتأكيد.
غير أنّ الشرط الجوهري أن يكون المعتمر مؤمناً بالله وبكتابه، مسلماً أمره للواحد الأحد، ويصعب بالتالي أن يكون المعتمر ذاته علمانياً يفصل بين الدين والدنيا ولا يضع النصّ الديني الإلهي في منزلة لا تُمسّ، وفي مرتبة أعلى من النصّ الدنيوي الإنساني، حصينة مقدّسة مغلقة ثابتة... فكيف إذا كان المعتمر أدونيس، صاحب "الثابت والمتحوّل"؟
ذلك، إذا وقع، ليس حدث الموسم فحسب، بل حدث الحداثة العربية بأسرها!
هذا هو السبب، ربما، في أن رضا نصر الله يلتمس الأعذار لأدونيس على النحو التالي، غير المقنع في الواقع:
ـ أدونيس قدّم "دراسة أدبية" عن القرآن الكريم،
ـ و"عكف على إعادة قراءةٍ لفكر النهضة العربي، باختياره رموزاً إصلاحية وفكرية وشعرية، مقدماً في سلسلة من الكتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والشيخ محمد عبده وأحمد شوقي وغيرهم"،
ـ بل إنه في تجربته الشعرية "زاوج بين مدرستين متباينتين حين جمع إلى تقنية الشاعر الفرنسي سان جون بيرس في صياغة الصورة الشعرية، فيوض شعراء الصوفية وأدبائها خاصة النفري"،
ـ ودراساته في تراث العرب الشعري والفكري قرّبته من "روح الشخصية العربية المسكونة بالتديّن"،
ـ ولهذا "علينا أن لا نستغرب رغبة أدونيس في أداء العمرة وزيارة النبي، ولا نعتبر ذلك فتحاً مبيناً. ذلك أن أي مفكر صادق وأديب حقيقي، لن تكتمل تجربته الباحثة عن قيمة ومعنى، إلا بعد رسوها على شاطئ الإيمان. وتلك نعمة من الله يهدي بها من يشاء الهداية، ويضلّ من يشاء الضلال"...
كلّ هذه المقدّمات مشروطة بتفصيل بسيط هو أن يوافق عليها أدونيس نفسه، أو أن تكون هذه هي قناعاته الإيمانية الآن بالذات إذْ يخطو نحو الخامسة والسبعين، مدّ الله في عمره. والحال أنّ العكس هو الذي يضعه أدونيس بين أيدينا في هذه الايام بالذات، وساضرب مثالين أعتقد أنهما يحملان الكثير من المغزى في هذا النقاش.
المثال الأول هو الحديث الذي أدلى به أدونيس إلى صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية ونشرته "النهار" اللبنانية بترجمة مدني قصري، والذي يعكس روح العلمانية القصوى منذ عنوانه: "أدونيس: الإنسان مركز الكون"! وفي الحوار يقول أدونيس: "الشخص في الإسلام يعيش لكي ينجز ما هيّئ له سلفاً. والحال أن الهوية خلق دائم، فالكائن البشري يخلق هويته حين يخلق عمله".
ويقول أيضاً: "كان كل الشعراء الكبار ضدّ الوحي لكنهم لم يجاهروا بذلك صراحة. كانوا يقولون ذلك داخل حياتهم الخاصة. كانوا يسعون إلى خلق وحيهم الخاص بهم، أي قرآنهم. إني أتحدث عن كبار الشعراء من أمثال أبي نواس وأبي تمام والمعري والمتنبي. وبالمثل انشأ الصوفية تصورهم الخاص بالإله. لا صلة له بتصوّر القرآن. من هنا إذن كان تصوّر جديد في العلاقات ما بين الإنسان والله ورؤية جديدة للقيم وللحقيقة لم يُفصَح عنها في شكل نهائي. وكانت هذه ثورة معرفية داخل الإسلام. أما الذي خلق عظمة الشعر فليس الدين، بل على العكس".
المثال الثاني هو المحاضرة التي ألقاها أدونيس في لبنان مؤخراً أيضاً، برعاية متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة، ونشرتها صحيفة "النهار" أيضاً، أوضح فيها معنى ما أسماه "النظرة الأوحدية الدينية، بنية وممارسة، استناداً الى الرؤية الدينية الوحدانية الإلهية للإنسان والعالم". وقال أدونيس:
"قامت هذه الرؤية الوحدانية في صورتها الأكثر إحكاما ودقة على ما يلي:
1 - رسالتها هي الرسالة الالهية الاخيرة.
2 - النبي الذي نقلها او بلّغها هو آخر الانبياء. أو هو، وفقاً للمصطلح الإسلامي، خاتم الأنبياء، ورسالته هي، طبعاً، خاتم الرسالات، كذلك".
وفي نظر أدونيس، "يعني ذلك أمرين أساسيين:
الأول - ليس للإنسان ما يقوله، أو ليس لديه ما يضيفه إلى الرسالة الإلهية. فبين هذه الرسالة التي هي كلام الله، والأشياء تطابق كامل ونهائي، من البداية وإلى نهاية العالم. وليس على الإنسان، اذاً، إلا أن يؤمن، وأن يفسر ويشرح. أما التأويل ففيه نظر، وهو موضوع خلاف، لأن فيه شيئاً من عند الإنسان يزعم أنه يضيف جديداً إلى المعرفة التي هي من عند الله.
الثاني، الله نفسه لم يعد لديه ما يقوله، من حيث أنه أعطى كلامه الأخير لنبيه الأخير. فالعالم معروف سلفاً. والمعرفة بحقائقه أعطيت مرة واحدة وإلى الأبد من قبل الله، بوساطة الوحي".
وأخيراً، يعتبر أدونيس أنّ "لهذه الرؤية، على الصعيد المعرفي - الوجودي، أربع خصائص تتجلى في الممارسة: الأولى، هي أن الحقائق قائمة مُعطاة، مسبقاً، بشكل كامل ونهائي. الثانية، أعطت هذه الحقائق أصوات نبوية، أي أصوات لا تخطئ. الثالثة، الكلمة، اذاً، أكثر واقعية من الشيء. بل الكلمة هي نفسها الواقع. الرابعة، الخطاب، تبعاً لذلك، هو الذي يصنع الوجود". والزبدة في أفكار أدونيس هي التالية: "العالم، إذاً، موجود كله، بداية ونهاية، في هذه الرؤية، أي في كلامها، في الوحي. والحقائق، تبعاً لذلك، لا تجيء من الطبيعة من الأشياء، وإنما تجيء من اللغة. فالوحي - اللغة هو المرجع الأول والأخير".
هل هذا خطاب رجل ينوي أداء العمرة؟ أشكّ شخصياً، وبقوّة، في انتظار إيضاحات من أدونيس تضع النقاط الحروف. الأمر الذي لا يمنعنا من استذكار الآية القرآنية التي تخاطب رسول الله: "إنك لا تهدي من أحببت ولكنَّ الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين"...



#منى_زكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باطل عالية ممدوح
- لافتات إلى مؤسسة العويس
- جعجعة بلا طحن
- رفعت الأقلام وجفت الصحف
- باقة ورود حمراء في سبعينية سعدي يوسف
- أهذا هو ديمقراطي العراق الجديد؟


المزيد.....




- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب ...
- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منى زكي - هل يؤدي أدونيس العمرة؟