عمر قاسم أسعد
الحوار المتمدن-العدد: 3645 - 2012 / 2 / 21 - 18:46
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
لحظات تاريخية مليئة بالحراك الوجداني تلك التي كان ينتظرها المعلم بكل شوق ولهفة .
معظم معلمينا وعلى امتداد ساحات الوطن الغالي يتواصلون مع بعضهم في انتظار لحظة الحقيقة والإعلان عن انتصارهم ، ومواقع التواصل الاجتماعي تزدحم بحراك غير مسبوق .
ما أجمل أن يعيش المعلمون لحظتهم التاريخية والكل يشعر أنه جزء من أسرة ممتدة ، تحركهم مشاعرهم ، يتشاركون لحظات همومهم ولحظات فرحهم ولحظة انتصارهم ، الكل ينتظر ويترقب وعيناه ترقبان كلمات ستبدو أكثر وضوحا وتحمل في طياتها تتويج نضالهم .وألسنتهم تلهج بالدعاء إلى الله الذي خلقهم ليكونوا أعزاء ولهم كرامة وإنسانية ، هو الله ناصرهم ، هو الله مولاهم .
قلوبهم تخشع لربهم الذي ما زال معهم لأنهم معه ، لا ينتظرون إلا كرامة وعدالة .
لحظات عاشها معلمي الوطن واختزلوا ساحات الوطن في عيونهم وتخيلوا أن الوطن هو بيتهم الذي يؤويهم وأن كل المعلمين هم إخوتهم يعيشون ذات اللحظة التاريخية .
لحظة النصر كانت عرسا وفرحا طالما كنا نتمنى أن نعيشه .والكل يرسل التهاني للكل ، ولا مكان بعد اليوم للحزن والهم ، لا مكان للقهر .
ها قد عدنا إلى مدارسنا ، عدنا إلى أحضان صفوفنا التي امتلأت بالحب والعلم والحرية .
عدنا لنحتضن طلابنا ونقول لهم ، كم اشتقنا لكم ، كم اشتقنا للحرف الذي نعلمكم ، اشتقنا لنزيل الغبار العالق على مقاعدكم اشتقنا أن نخط بأيدينا وأيديكم عنوان درس جديد نبدأ من عنده .
هي دموع الفرح التي تتساقط من عيوننا لأننا بدأنا نتنسم هواء الكرامة .
شكرا لكل معلمي هذا الوطن لوحدتهم وتماسكهم . شكرا لأهلنا على مساندتهم لقضيتنا العادلة .شكرا لطلابنا الذين تواصلوا معنا وباركوا حراكنا .
الآن أصبحنا معلمين حقيقيين ومن حقنا أن نرفع رؤوسنا ونفتخر .
هي بداية الطريق الذي سنفرشه بالعلم والإرادة والمحبة ، إنه الطريق الذي اخترناه ــ ولأول مرة ــ طوعا وحبا .
وانتصر المعلم على نفسه . وانتصر المعلم على قهره . وانتصر المعلم في معركة التناقضات التي عاشها . انتصر المعلم وحدد ملامح مرحلته الجديدة بكل ثقة وتفائل ،
عمر قاسم أسعد
#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟