أليس روتشيلد
الحوار المتمدن-العدد: 1 - 2001 / 12 / 9 - 00:42
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
بقلم: أليس روتشيلد في جمعيات هارفارد فاكارد الطبية.
القصة نشرت في يوم 24 9 2001 في صحيفة بوسطن كلوب، الصفحة 19
Alice Rothchild is a physician at Harvard Vanguard Medical Associates. This story ran on page 19 of the Boston Globe on 9/24/2001
في هذا العام أصيب الكثير من اليهود الامريكيين بالخدر بسبب الانتفاضة المتسارعة والتوتر المتزايد في إسرائيل، كما أن أحداث نيويورك وواشنطن قد لدغتهم. وفي الوقت ذاته صُدم بعض اليهود الامريكيين وأحسوا بعدم الثقة بالنفس في نقطة مركزية إلا وهي الهوية اليهودية وعلاقتنا بدولة إسرائيل وعلى وجه الخصوص إزاء سياسات الحكومة الإسرائيلية
أن الفترة الواقعة بين رأس السنة العبرية (روش هاشاناه) و(يوم كيبور) هو فترة مخصصة لتأمل الذات ولتجديد الالتزام بحياة مبنية على العدالة كما من أجل تذكر الأموات وإكرامهم. وحسب التقاليد فإن التوبة لا تقع فحسب في تغيير سلوك الفرد بل أيضا في طلب المغفرة من الآخرين. لسنوات طوال نظر أغلب اليهود الأمريكيين إلى إسرائيل كمرفأ لضحايا اللا سامية والاضطهاد، وكدولة ديمقراطية وحيدة في الشرق الأوسط ستحقق حلماً دينياً طال انتظاره لهذا السبب فإننا نصاب بالإنزعاج الشديد عندما يتناهى إلى علمنا تزايد المستوطنات المسلحة في غزة، واتساع الطرق الالتفافية ذات المساحات الشاسعة (بمساحة نصف ملعب كرة) التي تهلك أشجار الزيتون وهي تريد الربط بين المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، كما الإهانة التي تتعرض لها النساء الفلسطينيات على الحواجز من قبل رجال يرتدون الزي العسكري، ونعرف أن البيوت الفلسطينية يتم هدمها كنوع من العقاب الجماعي. لقد منح اليهود الامريكيون بكرم أموالهم وقدموا دعماً للمنشآت الخيرية اليهودية التي ساعدت في بناء إسرائيل قوية وحيوية. لقد قمنا بالضغط على حكومتنا كي تدعم إسرائيل اقتصادياً وسياسياً وساهمنا ببناءٍ عسكري هائل بينما شجعنا اتفاق أوسلو ولم نعر الانتباه المطلوب لحقوق اللاجئين وللقانون الدولي. يجد اليهود الذين لهم تاريخ طويل في الكفاح ضد الظلم والقتال من اجل المشردين والمسلوبين، أنفسهم في وضع غير مريح عبر دعم السياسات التي يختلف الكثير منا معها
في هذه السنة الجديدة، وبينما تنظم كبرى المؤسسات اليهودية حشود التضامن من اجل إسرائيل وبينما تنادي الأصوات بالحرب والثأر، ويطرح الكثير من اليهود الأمريكيين أسئلة أليمة بل شخصية: هل من الممكن لإسرائيل أن تكون دولة ديمقراطية ودولة قائمة على الدين في الوقت نفسه؟ هل ستحول قوة المتدينين المتشددين، وخوف وخيبة أمل المعتدلين من اليهود الإسرائيليين هذا الشعب المصدوم والمنهك إلى بلد لا يعكس منذ الآن القيم اليهودية التي ألهمتنا جميعا؟ أليست الانتفاضة هي نتاج سنوات طوال من السلب والإغلاقات وتهديم البيوت والبساتين وإذلال أمة من قبل أمة أخرى؟ هل ستزيد الاغتيالات السياسية أو تقلل من عدد الانتحاريين؟ هل أن الإغلاق، الذي ينكر حق أمة كاملة بالعمل وبالتعليم والرعاية الطبية والاتصالات العائلية والتي تقوي كلها بشدة الغضب والكره هي طريقة فعالة بالدفاع عن النفس؟ أليس التباين الشديد في التوزيع غير العادل للمياه ، بوفرة إلى المستوطنات إلى جانب جفاف القرى الفلسطينية هو توزيع ملائم للموارد الشحيحة أم أنه سياسة تنمي الاستياء واليأس؟
ومع العلم أن قوانا العسكرية والاقتصادية الهائلة ليست دوما متـزنة بميزان الحكمة وضبط النفس، فإن اليهود الأمريكيين ويواجهون ويقفون، بقلق، أمام حقائق الاحتلال هذه، ويتساءلون: ماذا يعني أن يتوجه المرء مع للعدالة، وأن يقوم بإصلاح ما لا يمكن تبريره؟ يذكرني هذا الأمر ببدايات الاعتراض على حرب فيتنام، عندما كان يعتبر أي نقد لوحداتنا العسكرية خيانة. ويذكرني كذلك بذلك الزمن الذي كان يبدو فيه وكأن الفصل (العرقي) في جنوب أفريقيا سيدوم إلى الأبد. في (يوم كيبور) هذا هل ستتأتى الشجاعة لليهود الأمريكيين لكي يواجهوا معاني ونتائج الاحتلال، وليفتحوا قلوبهم لتاريخ وطموحات الشعب الفلسطيني الذي هو بدوره شعب مصدوم ومنهك؟ هل سيعود اليهود الأمريكيون إلى العدالة الاجتماعية والحقوق الإنسانية المقالة في التوراة وفي تاريخ طويل وقوي، ويختاروا العدالة حتى على افتراض أن إسرائيل محقة دوماً وان القوة العسكرية تستطيع حل هذا النزاع؟ من الواضح انه من اجل دعم محاولات جهود إنهاء العنف يجب أن ندعم نهاية العنف بأوسع مفاهيمها، من تلك الأعمال الانتحارية إلى أعمال الدولة المحتلة
نحن كيهود أمريكيين نستطيع أن ندعم في آن واحد أبناء عمومتنا الإسرائيليين وجيرانهم الفلسطينيين متفهمين ومقدرين احتياج هذين الشعبين إلى وطن آمن ومزدهر. نستطيع القيام بذلك من خلال دعم العدد المتزايد للإسرائيليين الملتزمين بإنهاء الاحتلال ومن خلال نقد استراتيجيات رئيس الوزراء ارييل شارون. لقد تعلمنا من الأمم الأخرى ومن التقاليد اليهودية أن الخطوة الأولى باتجاه التعايش هي الاعتراف بالرواية التاريخية للآخر. أن اليهود الأمريكيين هم الآن في موضع الاعتراف العلني بحقوق اللاجئين خلال وبعد عام 1948، وأيضا في موضع الاعتراف بالخسائر الإنسانية والاقتصادية لـ 34 عاماً من الاحتلال. نستطيع، بروح العام الجديد، أن نسأل الصفح ونقوم بالإصلاح. وإذ نتلو صلواتنا (يزكر، تذكر الموتى) الآن، فدعونا أخيرا نكرم كل الضحايا في هذا الكفاح الدموي، من عمال الإطفاء والسكرتيرات والقادمين إلى نيويورك إلى أطفال المدارس اليهودية إلى الأطفال الفلسطينيين إلى الشباب الذين ذهبوا للمعركة ممتلئين بحماس عال والى العائلات التي أحبتهم ثم فقدتهم
#أليس_روتشيلد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟