أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - العودة الى حياة التلمذة في جامعة الصداقة بين الشعوب جامعة باتريس لومومبا














المزيد.....

العودة الى حياة التلمذة في جامعة الصداقة بين الشعوب جامعة باتريس لومومبا


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 12:47
المحور: سيرة ذاتية
    


العودة الى حياة التلمذة في جامعة الصداقة بين الشعوب
جامعة باتريس لومومبا
وصلت الجامعة عصرا . اي بعد الدوام وكانت اجراءات استقبال الطلبة الجدد بسيطة . وجهزت بما احتاج . وتم تحديد مكان الاقامة المؤقتة , وتجمع حولي العديد من الطلبة الاقدم فقد تأسست جامعة الصداقة بين الشعوب عام 1959 من قبل الاتحاد السوفيتي لتربية الكوادر العلمية للبلدان المتحررة من نير الامبريالية والتي حرمت من المجالات الثقافية والحضارية لقرون من الاستعباد. وعلى اثر اغتيال الادارة الامريكية لباتريس لومومبا رئيس الكونغو الديموقراطية وتنصيب حكومة موالية لها , اضيف الى اسمها اسم باتريس لومومبا . وسبقني اليها وجبة من العراقيين والعرب . وتجمعوا حولي بعد ان سمعوا بمجيء عربية . وكان جوازي المزور باسم خضرة محمد سلمان, وهويتي فلسطينية. وحسب التوصيات الصارمة علي الالتزام بهذه الهوية ولا اتصل باي عراقي الا بعد ان تحدد منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الاتحاد السوفيتي صلتي الفردية!!
كان علي حتى في الاتحاد السوفيتي قلعة الشيوعيين ان اعيش مختفية!! والامر ان اخفي هويتي العراقية, وان لا احن الى اي عراقي او عراقية وقلبي بقي يخفق حتى الان عند رؤيتهم.
ضحك العراقيون و العرب المتجمعون من اسمي عندما نودي علي لاتمام عملية استقبالي وقال احدهم, عمي هذه لا خضرة ولا محمد سلمان!! تجاهلت تعليقاتهم وكان كل همي ان ينتهي كل شيء بسرعة لارى الساحة الحمراء اليوم!!
خرجت وباللغة الانكليزية استطعت الوصول الى محطة المترو. ورأيت المصعد المتحرك وانا مبهورة . ولاحظت انه كان مزدحما من احدى الجهات وخاليا من الجهة الاخرى فتوجهت نحوها دون ان انتبه انه الصاعد !! فهرعت فتاة روسية نحوي وقالت بالانكليزية , يبدو انك غريبة . وانا اليوم عطلتي وساكون معك الى اي مكان تقصدين!! فرحت بها وشعرت بحميمية الشعب السوفيتي التي طالما سمعت بها وقرأت عنها. وهكذا وصلت الى الساحة الحمراء التي طالما حلمت برؤيتها. ورأيت الطيور والاطفال يمرحون فيها وجذب نظري جمود العسكريين امام ضريح لينين. وتوجهت نحوهم وادهشني وفي خشوع منظر لينين وهو صحي معافا وفي غفوة هادئة. وكأن الصمت الذي حوله قد هدأ حتى احلامه فكان في اغفاءة مريحة انعكست في ارتباح قسماته. وخرجنا فاستوقفني على الجانب المقابل من الساحة ضريح الجندي المجهول والنار المتقدة ازاءه. وتذكرت كل قصص بطولات الجيش السوفيتي التي سمعتها وقرأت عنها , وهو يذود عن البشرية ويقهر الفاشية. اصابني الدوار وشعرت بالارهاق , فعادت بي مرافقتي الى القسم الداخلي.
كان الدوام قد بدأ ولذلك كانت اجراءات قبولي وتحديد فرع دراستي كلها سريعة لاسيما وقد اصريت على فرع الاقتصاد والتخطيط رغم نتائج امتحاني ولاسيما في الرياضيات كانت تؤهلني لدخول فرع الرياضيات او اي من فروع الهندسة, كما عرضوا علي كلية الطب. رفضت كل عروضهم وانغمرت بالدراسة مباشرة وكنت محط احترام وتقدير جميع الاساتذة ولم اشعر بفارق العمر بيني وبين معظم الطلبة وهو لا يقل عن عشر سنوات. وكان معي طالبان مغربيان وطالب من مالي وهم في الثامنة عشر من العمر واخر من جنوب افريقية وسوبسنكو من سيريلانكا واخرون. تمتعت بحياة الطلبة بكل مباهجها وامكانياتها. وبدأت النقاش السياسي باللغة الروسية بعد ثلاثة اشهر. وكانت معلمة اللغة الروسية تصحح الاخطاء اللغوية وهي فرحة لان ذلك يعتبر انجازا لها. وبعد اسبوع من وصولي اتصل بي احد الطلبة العراقيين, عبد الزهرة العيفاري على انه الصلة الفردية بي واخبرني بانه على استعداد لمساعدتي وعلي الالتزام بما بلغت به بعدم الاعتراف بهويتي العراقية وعدم الاختلاط بالعراقيين. ودعاني الى غرفته وعرفني على فلاح النهر الذي كان يسكن معه ويدرس الاثنان الاقتصاد.
كان كل ذلك يحز في نفسي ويؤلمني فضلا عن فراق الوطن والاحبة. ولكن الحياة الجامعية بدراستها وسفراتها المنظمة لتعريف الطلبة بمعالم موسكو التاريخية والمعاصرة خففتها. فقد زرنا المتاحف والمعارض الفنية ولاسيما معرض ترياتوفسكي الذي يضم اروع اللوحات الفنية العالمية كما زرنا الكرملن. وفي الشتاء تجري سفرات التزلج على الثلج وليس الجليد لانني لم استطع التوازن لحظة بالحذاء الخاص بالتزلج. فقد كنت اجرب كل الامكانيات المتوفرة بما فيها التزلج على الجليد. وامضينا العطلة الصيفية على البحر الاسود. ولاول مرة في حياتي اتمتع بمناظر البحر في احضان الجبال. وامتدادها الذي لاحدود له كامتداد الحياة والامل بمستقبل مشرق للبشر, واروع ما يأسرني انعكاس اشعة الشمس على امواجه فتحيلها الى بساط متلآلئ, وموسيقى امواجه وهي تداعب رمال الساحل الناعمة, وصخب الاطفال ومرحهم. تعلمت السباحة ايضا وهي النعمة التي بقيت اتمتع بها لماما حتى قبل ثلاث سنوات حيث لم يسبق ان تمتعنا بصيف مشمس ودافئ مثله خلال عشر سنوات. وانا لا احب السباحة في المسابح المغلقة وانما في البحر فقط. حبث اندمج مع امواجه وتبهرني انعكاسات اشعة الشمس على سطحه واتوق للاندماج باشعتها والذوبان فيهالاستطيع ان اسهم في تدفئة البشرية واسعادها.
وساهمت بكل حيوية في المناسبات الاممية. في احتفالات اول ايار واحتفالات ثورة اكتوبر. كنا نخرج من الساعة الخامسة صباحا ليكون لنا دور للمرور امام ضريح لينين في الساحة الحمراء حيث يحي قادة الاتحاد السوفيتي الجماهير الحاملة للاعلام والورود والهاتفة للسلام والحرية لشعوب العالم حتى الساعة الثانية عشر في مسيرة يمتد طولها الى عدة كيلومترات, دون ان نشعر باي تعب وطول الوقت نغني ونهزج. وكانت المجموعة العراقية تجذب انتباه الجماهير المصطفة على جانبي الشارع تحي المتظاهرين, برقصهم واهازيجهم حيث يمزجون الكلمات العربية والروسية في اهازيجهم.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الابعاد الاول عن الوطن
- الاختفاء في زمن الحرية
- الحياة الجديدة حياة الحرية
- الفصل الرابع ثورة 14/تموز/1958 ابهج احداث حياتي
- حواري الداخلي
- من افضع جرائم النظام الملكي المجازر ضد السجناء السياسيين
- انهيت عقوبة الابعاد الى سجن البصرة بثلاث شهور
- تعاون الحكم الملكي مع امريكا لمد اسرائيل بيهود العراق وحرمان ...
- تنظيم حياتنا السجنية
- الفصل الثالث عشر سنوات السجن في سجن بغداد المركزي
- الفصل الثالث عشرسنوات في سجن النساء المركزي في بغداد
- 4- الاعتقال والحكم المؤبد
- مساهمتي في وثبة كانون / 1948
- الفصل الثاني الانعطاف الحاسم
- 2- بوادر الوعي الوطني
- الفصل الاول من رحلة حياة البدايات
- البشرية تغذ السير نحو تحررها رغم المصاعب والتضحيات
- رحلة حياة امرأة عراقية عبر اخطر مراحل تطور شعبها والبشرية
- تجتاز البشرية مرحلة المطالبة بالحرية الى مرحلة صنعها
- البشرية تغذ السير نحو تحررها رغم المصاعب والتصحيات


المزيد.....




- سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع ...
- مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ ...
- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - العودة الى حياة التلمذة في جامعة الصداقة بين الشعوب جامعة باتريس لومومبا