أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد صبيح - مؤتمر المعارضة الوطنية (القطار الاميركي) والوحدة الوطنية















المزيد.....

مؤتمر المعارضة الوطنية (القطار الاميركي) والوحدة الوطنية


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 247 - 2002 / 9 / 15 - 01:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 

 

 

عودنا القطار الاميركي، نحن العراقيين، على المعانات التى تبدأ ولاتنتهي، ذلك القطارالذي ماتزال اصداء ضجيجه ترن في آذاننا وجراحه تمعن في وجداننا منذ قدومه المشؤوم الاول في شباط 1963 . وحتى قبل هذا القدوم اجزم اننا كنا ولانزال مدركين لما يمكن ان يهدينا اياه من ارباكات ومشاكل وعقد مستعصية. بمعنى اخر ودون الخوض في تفكيك وتحليل آليات عمل واهداف الاستراتيجية الاميركية المستهدفة للهيمنة، لاسيما بعد تحولات العالم نحو سيادة القطب الواحد وسعار مابعد 11 سبتمبر(ايلول)، فان للولايات المتحدة مطامح محددة ومقصودة في المنطقة وهي لهذا السبب بالتحديد سوف لن تقدم الينا علب هدايا مليئة بالديمقراطية والتحرر والنمو. ومع ان هذا الكلام صار من البديهيات المعروفة بحيث يوحي تكراره والتذكير به كامر نافل لايضيف جديدا الا انه يشكل، كوضع مشرع على احتمالات وتداعيات مفتوحة،منطلقا يلقي على عاتق القوى السياسية ذات الاهداف والمواقف الوطنية الفعلية مسؤولية تتخطى طرح التحليلات العامة واعلان المواقف، متحولة الى عمل فعلي في تكييف بناها التنظيمية ولتعميق عناصر التحليل العلمي في رؤيتها السياسية وان تتخطى الابعاد  النفعية(البراغماتية) المحدودة والآنية في رسمها لملامح سياساتها، بمعنى ان تمنح تحركاتها بعدا استراتيجيا يتناسب وحجم المهام والعقد التي توشك ان تفرض نفسها على المجتمع العراقي في حال حدوث التغيير فعلا.

صورة الوضع المقلقة هذه، للنظرة الموضوعية، هي انعكاس وامتداد للازمة الوطنية التي شكل النظام البعثي الفاشي مصدرها الاول والتي ضاقت كل منافذها فافضى ذلك الى ان يكون افق الخلاص، وبطريقة ملتبسة حقا ومؤسية، متداخلا ومنسجما مع العامل الخارجي وذلك لاسباب عديدة ومترابطة منها مايتعلق بطبيعة النظام الدموية والهمجية التي اصبحت وقائع توصيفها اكثر من معروفة ومنها مايتعلق بظروف وتركيب ومآلات قوى المعارضة السياسية ومنها ماله ارتباط بمزايا العراق الاقليمية ..

تلك الحالة املت بعض التوزيعات في الادوار السياسية حثت الكثيرين على محاولة الحصول على مكان تحت الشمس للعب ادوار ونيل مكاسب كل حسب طبيعته ومنطلقاته. وبديهي ان الادارة الاميركية تريد ان تحصر كل الاوراق بيدها وتحتكر كل الامكانيات بهدف توظيف كل الارقام في المعادلة السياسية لصالحها مقصية من تقصيه ومقربة من تريده مانحة اياه الحضوة والدور الذي يستمده اساسا من حجم ونوع مطواعيته لمتطلبات  هذه الادارة .

هكذا، وفي ظل هذه المقدمات، تجري التهيئة لعقد مؤتمر موسع لكل اطراف المعارضة العراقية الذي يحاول جاهدا ان يضم تحت سقفه كل الاتجاهات والاسماء، مع ملاحظة ان هناك محاولات للتحجيم لبدأ عمليات الجذب والاحتكار للقرار السياسي بيد مجموعة محددة تمثلت اساسا بمجموعة الستة.

هذا المؤتمر مناطة به مهمة جوهرية محددة هي تجميع الكل للامضاء على تسويق الحل الاميركي بطريقة اولية وعلنية لتترك امور المستقبل،تحت ضغط اولويات اسقاط النظام، الى شروطها (الخاصة) من اختناقات ذاتية وعقد واشكالات محلية سوف تتعلق بخصوصياتنا التي ستعني ان الديمقراطية كاداة لاسلوب حكم يحقق العدل والحرية هي مستحيلة التحقق لعجزنا البنيوي الفطري...الخ من الحجج التاثيمية الجاهزة، الامر الذي سيفتح الباب لاحقا لاشكال احتكار سياسي وهيمنة اجتماعية تنحصر بيد من هو الاقرب للرؤى الاميركية.

بهذا المعنى فان العلاقة مع المؤتمر واطرافه بالنسبة لاي تيار سياسي يضع المصالح الوطنية في موقع حساس لنشاطه ولوجوده، هي مربكة ومحرجة مثلما هو مجمل الاشكالية الوطنية التي يعانيها العراق الان . فالمقاطعة لهذا المؤتمر ستعني فشلا سياسيا واقصاءا ذاتيا سوف يورثان تخبطات عديدة، لاسيما اذا كانت المقاطعة من طرف منفرد ، ومن دون تنسيق مع تيار يوازي في حجمه وتاثيره المؤتمر ككل او على اقل تقدير مجموعة الستة. واذا كانت الضرورة تملي والظروف تفرض المشاركة في المؤتمر الموعود فيجب ان  لاتكون المشاركة انجرارا آليا وراء التيار السائد والانجراف مع كل التوجهات، بمعنى آخر ان  لهذه المشاركة شروطها المبدأية، فليس كل الخطو يمكن ان يكون مشتركا مع الاخرين،اذ ان الموقف لايحتمل الاختبارات والفشل التكتيكي لما لهذا من ترابطات حساسة مع  مستقبل العمل السياسي والجماهيري برمته للاطراف الوطنية التي يفرض عليها تاريخها ومبرر تشكلها الموقف المتمايز الذي يقدم المبادئ ومصالح الوطن الحقيقية على المصالح الحزبية او الفئوية الضيقة.

ان تيار الاحداث المقبلة الذي وجدت المعارضة السياسية العراقية نفسها فيه هو من القوة بحيث لايمكن لاي تيار وطني ان يوقفه، ليس فقط لقدرته<تيار الاحداث> المادية والتنظيمية وانما لانخراطه في دوامة الدفع الدولي الاميركي .. من هنا اقول ان على التيار الوطني ان يتبنى ويتشبث وبصلابة في مواقف تعلي  وتبرز،على ومن كل القيم والممارسات الممكنة، المصلحة الوطنية متبنية مطالب وتطلعات موضوعية للشعب العراقي بفئاته الفقيرة والمسحوقة ، المتضررة دوما من غطرسة  واستبدادالنظام الفاشي ومن آفاق التحول المقبل في اليد العولمية الاميركية الجديدة، فالقضية، ومن دون التركيز على هذا المحور، هي طبقية بالدرجة الاولى. وعلى من يرى انه المؤهل موضوعيا وتاريخيا لدور الممثل لتلك الفئات المهمشة، وهنا لااسمي تيارا او حزبا بعينه، بقدر محاولة التوصيف لموقف تمليه الضرورة الموضوعية، وعلى هذا التيار او الحزب ان يسمي نفسه ممثلا لهذا التوجه امام المؤتمر وامام جماهيره بالوضوح والعلنية الضرورتين،اقول عليه ان لاينخرط في مهرجان الغنائم في المؤتمر الموعود بحجج المحافظة على الوحدة الوطنية وتقديم الهدف المركزي الآني، وهو اسقاط النظام الفاشي.. ومع الاقرار باهمية هذا الهدف واولويته وضرورات توحيد الجهود حوله، الا ان وحدة وطنية تتلون بالرغبات الاميركية هي وحدة زائفة واوهامها ستتكسر في اول ارتطام حقيقي مع الواقع بعد التحول وسيدفع الثمن اولا الجماهير الفقيرة وثانيا من تاخر عن اداء دوره او تخلى عنه!.

مؤتمر قوى المعارضة يريد ان يهئ الارضية لقبول الجميع للذهاب يدا واحدة، والمطلوب الان حسب هذا المنطق ان تتوحد كل الاطراف والاتجاهات ، تحت سقف الوحدة الوطنية، من اجل الولوج الى الوطن من خلال البوابة الاميركية، ذلك لكي يفقد اي طرف تمايزه وخصوصيته وليكون الجميع مشاركا، وهذا الواقع سيُفقد التيارات الوطنية،اذا  لم تتمايز بمواقفها بوضوح وعلنية، كل ممكنات المواجهة السياسية في حال تطلب العمل السياسي المواجهة، وهو امر مؤكد،مع تداعيات الحل الاميركي. فمن يدخل الوطن بالقطار الاميركي لن يكون بمستطاعه ازاحته عن قضبانه او ايقاف عرباته التي ستهرس كل ماهو مصدر للحياة والنهوض في مجتمعنا. 



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل نقاش حر وديمقراطي - تعقيب على الرد الصادر من الاعلام ...
- الديمقراطية المشروطة تطلعات ومفاهيم التيارالاسلامي
- ماذا بعد التكفير؟ راي في تنويه الشيخ الآصفي
- الازمة العراقية مطالب خيالية في افق مغلق
- اقصاء الآخر والانفراد السياسي - (نقد) التيار الاسلامي للمارك ...
- المعارضة الوطنية العراقيةهل تخطو باتجاه الوحدة؟
- التوجه العقلاني اساس لمواجهة التحديات القادمة
- العسكر قادمون اخفوا رؤوسكم!
- الحل الاميركي للازمة العراقية القبول الخفي والرفض المكشوف
- واقع لغة الحوار السياسي
- عراق المستقبل وملوك الطوائف
- الحوار والديمقراطية
- المثقفون العراقيون.. المنفى والوطن


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد صبيح - مؤتمر المعارضة الوطنية (القطار الاميركي) والوحدة الوطنية