يوسف فواضلة
الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 20:57
المحور:
القضية الفلسطينية
افتتح أمل دنقل رائعته (كلمات سبارتاكوس الأخيرة) بهذه الكلمات الأبدية:
المجد للشيطان .. معبود الرياح
من قال " لا " في وجه من قالوا " نعم "
من علّم الإنسان تمزيق العدم
من قال " لا " .. فلم يمت،
وظلّ روحا أبديّة الألم!
صدقاً، إن كلماتي لتقف عاجزة أمام رجل ليس ككل الرجال, رجل استطاع بأحشاؤه وحدها أن يهزم السجن والسجان, هو ولا أحد غيره الأسير البطل الشيخ خضر عدنان الذي يمتنع عن تناول الطعام لما يزيد عن الستين يوماً..
شهرين وأكثر من الجوع والألم اختتمها الشيخ في الباستيلات الصهيونية بالصمود والتحدي، مؤكداً على موصلة الإضراب عن الطعام حتى تحقيق مطالبه التي خاض الإضراب لأجلها, وهي وقف سياسة الاعتقال الإداري التي تمارسها الحكومة الصهيونية تجاه الأسرى الفلسطينيين, ولا سيما التعذيب والإهانات التي يقترفها السجان أيضاً بحق أسرانا الأحرار ضارباً بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية التي تقرّ بحقوق أسرى الحرب من عدم المسّ بالكرامة الشخصية وما لم تلتزم به الحركة الصهيونية في هذا الموضوع.
هو كالشمعة التي تحترق من اجل أن تضيء الطريق للآخرين كي يبصروا النور في الظلمات, هكذا حال شيخنا الأسطوري خضر عدنان الذي قرر ان يعيد كرامة شعب فقدها ولم يحرك ساكناً, فامتشق أمعائه الفارغة ليجعل منها سلاحاً في وجه سجانيه وفي وجه من أيديهم لطخت بدماء أبناء شعبنا, ليعلنها حرباً وجوديه على الاحتلال وحكومته المتطرفة, ورغم عدم تكافئ هذه الحرب ألا انه أراد أن يخوضها متسلحاً بإرادته الفولاذية التي أعجزت العالم بجبروتها وبات العالم يكرر: إضراب على الطريقة الفلسطينية، لا على الإيرلندية وغيرها، مع احترامنا الكامل للصمود الإيرلندي سابقاً.
أختم بالقول: لا تدعو الذل يسكن بيوتنا, ألا يكفيكم شهرين والقائمة مفتوحة من الجوع والألم والصمود جسدها الشيخ خضر عدنان في معتقله لتجعلنا نتحرك لمناصرة ومساندة هذه القامة التي رفضت الذل والهزيمة. كرامتنا تتناقص تدريجياً مع بداية كل يوم جديد يخوضه الأسير خضر عدنان وهولا يزال يصارع الاحتلال لوحده وهو مكبل اليدين ومقيد الرجلين على سريره في المستشفى!
هل تريديون يا أحرار العالم أن تبلغوا زوجة الشيخ السلام وتعلموا ابنته الإنحناء؟؟؟
#يوسف_فواضلة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟