نحو ميثاق شرف كوردي لنبذ العنف السياسي

شيار دالي

الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 18:40
المحور: المجتمع المدني
    

على مدار الأشهر الماضية منذ انطلاق الثورة الشعبية في سوريا بقيت الساحة الكوردية مستقرة نسبيا باستثناء بعض المناوشات من قبل النظام في محاولاته اليائسة لإسكات الصوت الكوردي المتضامن مع المدن السورية التي تتعرض للتدمير والقتل من آلة النظام القمعية, ولاحتواء الشارع الكوردي بغية ثنيه من اللحاق بركب الثورة السورية إلا ان سياسة الترغيب والترهيب التي استخدمها النظام لم تفلح في إبعاد الكورد من التفاعل مع الثورة السلمية للشعب السوري فقد خرج الكورد في مظاهرات سلمية في المدن الكوردية جميعها منذ الأيام الاولى للثورة منددين بالقمع الذي يمارسه النظام ضد المحتجين السلميين ومطالبين بحقوق الشعب الكوردي المشروعة وبرغم من ان الكورد لم يتعرضوا للقمع والتنكيل والقتل مثل باقي الشعب السوري في درعا وحمص وإدلب وحماة إلا أنهم نالوا جزءا من حصتهم من ظلم هذا النظام الدكتاتوري المستبد وذلك من خلال اعتقال المئات من أبناء الشعب الكوردي في المدن الكوردية القامشلي وعامودا ودرباسية وكوباني وعفرين وغير ها وكذلك اغتيال الشخصيات السياسية الكوردية مثل الشهيد مشعل تمو الذي اغتيل في الثامن سبتمبر من العام الماضي والذي دفع دماءه الذكية ثمنا لمواقفه المؤيدة للثورة السلمية السورية المطالبة بالحرية والكرامة وفي اليوم التالي من استشهاده خرجت مظاهرات كبيرة في المدن الكوردية وبعد تشيعيه أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي على تلك المظاهرات واستشهد من جراء ذلك ستة مواطنين كورد , وفي الآونة الأخيرة تم اغتيال الدكتور شيرزاد رشيد في عفرين وهو من كوادر حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سريا , وكذلك محاولة اغتيال نصر الدين برهك عضة المكتب السياسي الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) , وترافقت مع هذه الأحداث اعتقالات مستمرة للمواطنين الكورد, وفي المدن الكوردية كلها, ورغم كل ذلك ظلت المنطقة الكوردية مستقرة بالمقارنة مع ما تشهده المدن السورية المختلفة من أعمال قمعية يمارسه النظام يصارع من أجل البقاء ضاربا بعرض الحائط كل القيم الإنسانية, ولكن تبقى المنطقة الكوردية مرشحة للصراعات في المستقبل القريب ما لم يستدرك المثقفون والسياسيون الكورد ذلك قبل فوات الأوان لأن النظام قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة لا بد أن يفكر في ضرب الاستقرار في ساحة الكوردية بأي وسيلة متاحة وذلك بغية الانتقام من الكورد لمشاركتهم باقي مكونات الشعب السوري في ثورتهم السلمية.
ماهية الصراعات الممكنة: المقصود بالصراع هنا ليس المعنى الاصطلاحي الدقيق لهذه الكلمة, وإنما أقصد به أي نزاع بين فئة وأخرى تتسم بطابع العنف مثلا النزاع بين منتمين إلى ديانة معينة ومنتمين إلى ديانة أخرى بسبب اختلاف الديانة يمكن تسمية هذا النزاع بالصراع الديني وإذا كان الصاع بسبب المذهب فهو صراع مذهبي وإذا كان بسبب اختلاف العرق فهو صراع عرقي وإذا كان الصراع بسبب اختلاف المبادئ والأهداف والرؤى السياسية فهة صراع سياسي...
وهكذا تكون الدعوة إلى ميثاق الشرف الكوردي لنبذ العنف السياسي ضرورة ملحة تصب في خانة المصلحة الوطنية السورية والمصلحة القومية للشعب الكوردي وواجب قومي يقع على كاهل كل من يجد في نفسه أنه يمثل جزء من إرادة الشعب الكوردي من قيادات الأحزاب والمثقفين والشخصيات السياسة المستقلة .
وهنا أعطي الحق لنفسي كمتابع ومهتم بالشأن الكوردي العام لاقتراح بنود ميثاق الشرف الذي نطمح إليه :
1- هدر الدم الكوردي جريمة كبرى وخيانة عظمى ويحافظ جميع الوقعين على هذا الميثاق على هذا الدم وهما اختلفت الآراء بين التيارات السياسية والفكرية وابتعدت عن بعضها البعض سواء من ناحية المبادئ أم من ناحية الأهداف.
2- كل من استشهد في سبيل القضية الكوردية هو شهيد لكل الشعب الكوردي بغض النظر عن الانتماء الفكري والسياسي للشهيد, وبغض النظر عن مكان استشهاده.
3- الاحزاب الكوردية جميعها شرعية مهما صغرت حجمها , وعلى جميع الأحزاب والمنظمات احترام بعضها البعض.
4- على جميع الأحزاب الكوردية قبول النقد بالمعنى الواسع لهذه الكلمة , ويجب أن يكون النقد بناء , أي بغرض تصحيح مسار ما, وليس النقد من أجل نقد فقط أو بغرض الشتم والإهانة.
5- نبذ العنف السياسي بكافة أشكاله, وقطع الطريق على كل سبب يمكن ان يؤدي إلى العنف.
وأخيرا يمكن إضافة أي بند آخر أو بنود أخرى طالما يصب في مصلحة الشعب الكوردي, ويجب أن تجتمع من أجل توقيع على هذا الميثاق كل القوى في الساحة السياسية من أحزاب ومثقفين ووجهاء العشائر والشخصيات الاجتماعية الأخرى, وفي ذلك مصلحة للشعب الكوردي في توافق على الحد الادنى من ركائز وحدة الصف الكوردي وترتيب بيته.

#شيار_دالي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات