عمر أبو رصاع
الحوار المتمدن-العدد: 1074 - 2005 / 1 / 10 - 09:48
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
بعد مطالعتي التي أحرص عليها ليليا ، وبينا أنا مستغرق في تأمل ما قرأته فيها الليلة وما علقت به وتلقيت من ردود ، بينا أنا كذلك وفي هجيع الليل الأخير إذ بشبح يلوح في مسكني الذي أعيش فيه
وحيدا في قبرص وقبرص جزيرة تشتهر بأشباحها وجدتني أرشف الرشفة الأخيرة في قهوتي السادة غير مصدق لما أرى رجل بهامة مهيبة مطربش الرأس تعلوه سمرة عربية مصرية من طين أرضها الحبيب وبشارب أبيض مفتول جلس الرجل ... وقفت مذهولا .... هذا سعد ورب الكعبة
أشاح بيده أن إجلس
فجلست إمتثالا لإرادة دولة الباشا
قال - ما يزعجك يا بني
قلت - يا باشا طه حسين عملوه كافر
ـ مين طه حسين ؟
ـ دولتك ده فلاح مصري بسيط وضرير قصد الأزهر لكنه بعد لأي شعر بضيق من منهج الأزهر فتركه للجامعة التي كان لدولتكم دور رئيس في إنشائها أول من حصل على دكتورة تمنحها جامعة مصرية وهب نفسه للعلم سافر وذاكر وأصبح عميدا للأدب العربي تخيل دولتك أول وأعظم وزير تعليم ضرير في تاريخ العرب وهو من وقع قرار مجانية التعليم ومن كان يرفض أي تنازل فقد أصر على أن لا تمنح كليته شهادات دكتورة فخرية ولا يعتبر مطلعا على الأدب العربي من لم يقرأ لطه حسين.
هتف سعد
لازم دي إشاعة إنجليزي وله من القصر مش مصدقين إن الفلاح المصري ممكن يبقه عظيم كده
ـ أبدا يا باشا.
قال بعد أن تبرم وجهه
ـ معقول دول المصريين الذين كانوا يهتفوا عاش الهلال مع الصليب والدين لله والوطن للجميع؟الله يرحم الإمام محمد عبده وإيه تاني ؟
ـ كلام عن توريث السلطة في مصر وغياب الديوقراطية .
ـ ليه لسه في ملكية في مصر وإنجليز ؟
ـ أبدا مصر اليوم جمهورية دولة كاملة السيادة ، ولا أخفيك يا باشا هذا أكثر ما يؤلم أهلها غياب الديموقراطية .
ـ بس المصريين أولاد ثورة 19 من أجل الإستقلال والدستور مش ممكن يسكتوا على ده .
ـ يعملوا إيه يا باشا ؟
ـ لا زم حد يمثلهم يجمع تواقيع الناس ويحضر عريضة مطالب الشعب المصري موقعة ويرفعها للملك الحالي وفد ديموقراطي هم المصريين نسيوا طريقتهم المميزة بين شعوب الأرض وله إيه ديه مصر أم الدنيا .
نهض سعد باشا زغلول مسرعا كعادته مغادرا عندما تصل المفاوضات طريقا مسدودا وأنا أنادي وأسأل
ـ بس يا باشا مين هم الوفد الديموقراطي دول ؟
قال كلمته الأخيرة قبل أن يختفي
ـ مصريين زي سعد وصفية زغلول
#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟