|
اهتزت لحى اخونجية مصرغضبا وتوعدوا باعادة النظر باتفاقية كامب دافيد
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 15:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في اول هجوم معاكس يشنه اخونجية مصر ضد المعونات المالية التي تتلقاها الجمعيات الاهلية المصرية من الولايات المتحدة الاميرة او بتعبير ادق من المخابرات المركزية الاميركية لوح الاخونجية بسيوف الله المسلولة والبتارة في وجه الادارة الاميركية منذرين متوعدين باعادة النظر في اتفاقية كامب دافيد المبرمة بين مصر واسرائيل في حال نفذت تهديداتها بقطع مساعداتها عن مصر ردا على قيام السلطات المصرية بمصادرة اموال الجمعيات الاهلية المستفيدة من المعونات الاميركية . وبهذا الصدد قال محمد مرسي رئيس حزب العدالة والتنمية " الاخونجية " في بيان صحفي ان المعونة الاميركية جزء من اتفاقية كامب دافيد والجانب الاميركي ضامن لها وطرف اصيل فيها والتلويح بوقف المعونة من جانب الادارة الاميركية ليس في محله والا سيعاد النظر في الاتفاقية او تتعثر لكنه اشار في نفس الوقت الى ان حزبه يريد لمسيرة السلام ان تستمر بما يحقق مصلحة الشعب المصري !! اذكّر هنا ان اخونجية مصر ومثلهم السلفيين كانوا قبل فوزهم بمعظم مقاعد البرلمان ولسنوات طويلة من المناهضين لها حيث تجزم ادبياتهم وسيل البيانات الصادرة عنهم تنديدا وشجبا بالاتفاقية وبالخونة والمارقين عن نهج الامة الاسلامية الموقعين عليها ان الاتفاقية تشكل انتهاكا للسيادة المصرية وتفريطا بالمصالح الوطنية المصرية وشطبا لحقوق الشعب الوطني الفلسطيني في ارضه المغتصبة ولم يكن احد من القوى الوطنية المصرية والعربية ومن المواطنين المصريين الا قلة من المطبّعين والمهرولين باتجاه العدو الصهيوني يجادلهم او يخالف رؤيتهم حيال رفضهم للاتفاقية بل ان حشودا كبيرة من المصريين كانت تصطف خلفهم كلما اطلقوا النفير العام من اجل تنظيم حملات جهادية ضد الاتفاقية حتى لو لم تتعدى الهجمات التكتيكية والاستراتيجية لهذه الحملات اطلاق الحناجر والقرع على الطناجر تعبيرا عن رفضهم وسخطهم ضد الاتفاقية لانها بكل بنودها تكبل مصر بشروط والتزامات تلبي مصالح اسرائيل او دولة احفاد القردة والخنازير وفق الوصف الذي كان ولا يزال الاخونجية يسبغونه على الدولة العبرية ولا تؤسس لمسيرة سلام التي يريدها رئيس حزب العدالة والتنمية ان تستمر بل ينبغي على مجلسي الشعب والشورى الذي يهيمن عليهما الاخونجية والسلفيين دعوة الحكومة المصرية الى ابطال الاتفاقية او على الاقل تعديل بعض بنودها بالشكل والمضمون الذي لا يتعارض مع المصالح الوطنية المصرية او يتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني وخاصة البنود التي تتعلق بنشر القوات المصرية في سيناء وبحدود الدولة العبرية التي تعترف بها مصر واقصد هنا تعديل البند الاول على نحو يضمن لمصر نشر القوات المصرية في سيناء وفق متطلبات الامن المصري وبان يتم ذلك بدون اشعار الجانب الاسرائيلي باي تحرك للقوات المصرية باتجاه سيناء وتموضعها قبالة الحدود الاسرائيلية و بعددها و بالاسلحة الموجودة بحوزتها او الحصول على موافقة مسبقة من الجانب الاسرائيلي لنشر القوات المصرية في سيناء وفقا لشروط الاتفاقية السارية المفعول وتعديل البند الثاني على نحو لا تعترف فيها مصر بالدولة العبرية الا ضمن حدودها القائمة قبل حرب الخامس من حزيران سنة 67 ضمانا لحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة في سنة 1967 . فهل يبادر الاخونجية الى ابطال الاتفاقية او تعديل بعض بنودها التي طالما شحنوا المصريين دينيا ضدها على اعتبار انها اتفاقية ذل واذعان املاها احفاد القردة والخنازير على مصر من مركز قوة وبان الالتزام بها لا يتعارض مع المصالح المصرية الوطنية والقومية فحسب بل تتعارض مع تعاليم الاسلام التي تحض على الجهاد ضد قوى البغي والعدوان كسبا لمرضاة الله وضمانا لمثوى ابدي في جنات النعيم ؟ وهل يبادرون الى اتخاذ هذه الخطوة الثورية بغض النظر عن انعكاساتها السلبية على المعونة الاميركية وحيث تهدد الادارة الاميركية بقطعها فى حال اتخذت الحكومة المصرية قرارات بابطال اتفاقية كامب دافيد وبمصادرة اموال الجمعيات الاهلية المستفيدة من رشاوي المخابرات المركزية الاميركية او تعديل بعض بنودها ام انهم سيلتزمون بها ولن يتخلوا عنها لضمان الحصول على معونات اميركية بقيمة 2 مليار دولار سنويا اكثر من نصفها معونات عسكرية تدفعها الادارة الاميركية لقاء ان تشكل مصر خط الدفاع الاول عن مصالحها في منطقة الشرق الاوسط وعن امن الدولة العبرية اضافة الى المعونا ت السخية التي تقدمها مشيخات النفط والغاز للخزينة المصرية لقاء تخلي مصر عن كافة اشكال الحداثة السائدة في مصر وحتى تستبدلها بمنظومة القيم الوهابية الطالبانية المتخلفة وايضا من اجل ان تلعب مصر دورا محوريا في ضرب حركات التحرر الوطني والاجتماعي على الساحتين المصرية والعربية ؟ في الحقبة الناصرية واجهت مصر ضغوط سياسية وعقوبات اقتصادية من جانب اميركا اشد واقسى مما تتعرض له في ظل الهيمنة الاخوانية على مجلسي الشعب والشورى والمشهد السياسي المصري بسبب نهجها التحرري المناهض للامبريالية والصهيونية وايضا بسبب التحولات الاشتراكية التي شهدتها مصر في تلك الحقبة ولا زلنا نذكر انه كلما استشاطت الامبريالية سخطا وغضبا من نهج عبد الناصر كانت تبادر الى قطع امدادات القمح الاميركية المجانية لمصر او بحجب قروض البنك الدولي التي قدمت مصر طلبا للحصول عليها لتمويل بناء السد العالي ولا زلنا نذكر ان القيادة المصرية لم ترضخ لهذه الضغوط بل رمت بقفاز التحدي في وجه الادارة الاميركية حيث اعتمدت سياسة الاستخدام الامثل للموارد البشرية والمادية المتاحة محليا لبناء السد العالي ولزيادة الرقعة الزراعية المخصصة لزراعة القمح وغيرها من الحبوب وبذلك تمكنت القيادة الناصرية من توفير خبز العيش المدعوم للشعب المصري اضافة الى استخدام الكميات الهائلة المحجوزة خلف السد في توفير المياه لري اكثر من نصف مليون فدان من الاراضي المستصلحة زراعيا وتوليد الطاقة وتوزيعها على القطاعات الانتاجية والخدمية بكلفة زهيدة مكنتها من انتاج سلع ومن طرحها في السوقين المحلي وفي اسواق التصدير باسعار تنافسية ولم يكن بوسع القيادة الناصرية ان تتغلب على العقوبات الاقتصادية وان تنتهج بالمحصلة سياسية تحررية ومستقلة وان تلعب دورا محوريا وقياديا في كتلة عد م الانحياز لاي من المعسكرين الشيوعي والراسمالي لو تبنت القيادة الناصرية سياسة الشحدة وتسول المعونات تارة من الماما اميركا وتارة من مشيخات النفط والبعران مع تقبيل ايادي هؤلاء الشيوخ قفا ووجه كما راينا الفيلدمارشال اسماعيل هنية يقبل ايدي مفتي الناتو يوسف القرضاوي استجداء لهبات ومساعدات حاكم مشيخة قطر حمد بن خليفة وحرمه المصون من بصبصات العيون الشيخة موزة وعلى ضوء ذلك نقول لا يمكن ان تتخلص مصر من اثقال واشتراطات اتفاقية كامب دافيد المهينة في المرحلة الراهنة الا اذا تبنى مجلس الشعب المصري برنامج الاستخدام الامثل للموارد المادية والبشرية المتاحة وبعبارة ادق برنامجا تقشفيا اصلاحيا يقوم على استغلال الثروات ووقوة العمل المصرية بشكل اساسي والحد من استيراد السلع الكمالية والترفية واغراق السوق المصرية بها تضييقا لفجوة العجز في الميزانين التجاري والمدفوعات وبموازاته تطبيق برنامج لتنظيم الاسرة يقوم على رفع سن الزواج ومنع تعدد الزوجات وزواج المتعة والمسيار التي يروج لها الاخونجية ويريدون توظيفها في حملاتهم الجهادية لفتح ديار الكفر ورفع راية دين الحق فيها ، بغية كبح جماح الانفجار السكاني وتحقيقا للتوازن بين نمو الناتج الوطني والنمو الديمغرافي و كما يتعذر تطبيق مثل هذا البرنامج القائم على قواعد التدبير الاقتصادي والاستخدام الامثل للموارد المحلية المتاحة الا اذا تخلى الاخونجية عن استجداء المساعدات من الماما الحنونة اميركا ومن اولوياء نعمهم من شيوخ النفط والبعران ثم شمروا عن سواعدهم لبناء مصر اعتمادا على قوة العمل المصرية والثروات المحلية بالدرجة الاولى وفي هذه المسالة لا يساورني ادنى شك ان الاخونجية لن يتخلوا عن عادة الشحدة من اولياء نعمهم بل سيستمرون في تطبيق هذا النهج تفاديا لسخط وغضب اميركا واولياء نعمهم من شيوخ النفط والغاز وحتى لا يهدروا وقتهم في البناء والانتاج بل يوظفوه فى شذب اللحى ودمغ جبهاتهم بزبيبات الورع واطلاق الادعية والابتهالات درءا للمفاسد وتحصينا للشعب المصري ضد فيروسات الحضارة الغربية الفاسدة والمتعفنة وتكريسا للحضارة الصحراوية . عقب فوز الاخونجية في انتخابات مجلس الشعب المصري واستحواذهم على 70% من مقاعده تخلوا عن وجومهم وعبوسهم الذي عودونا عليه وانفرجت اساريرهم وارتسمت على شفاههم ابتسامات عريضة وانطلقت من بين اسنانهم ضحكات مجلجلة ابتهاجا بالنصر الذي تمخضت عنه غزوة صناديق الاقتراع بل هللوا وكبّروا لهذا الفوز مؤكدين لقواعدهم بانه هبة خصهم بها الله سبحانه وتعالى دون سائر الاحزاب والقوى السياسية المصرية جزاء لتقواهم وورعهم وتقربهم من الله بشكل مستمر بالادعية والابتهالات وهي حالة من الفرح الغامر لن تلبث ان تزول وسيعودون الى عبوسهم عندما يضعهم 80 مليون مصري امام استحقاق تزودهم بنصف مليون رغيف عيش يوميا وتفير فرص عمل لاثر من نصف مليون مصري يدخلون سوق العمل سنويا فضلا عن توفير الحد الادنى من مياه الشرب التى يشك كثير من الخبراء ان تحصل مصر حصة عادلة منها خاصة بعد ان بدات اثيوبيا وغيرها من الدول الافريقية القريبة من منابع نهر النيل في اقامة سدود ضخمة من اجل حجز مياه نهر النيل الا اذا استعادت مصر مكانتها وهيبتها كدولة افريقية تلعب دورا طليعيا في تحقيق الوحدة الافريقية وفي تحقيق التكامل الاقتصادي والتعاون المتبادل بينها وبين الدول الافريقية وليس امارة وهابية طالبانية تسير في ذيل مشيخات البعران وتاتمر باوامر شيوخها كما يريد تشكيلها الاخونجية والسلفيون المصريون
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اخونجية فلسطين يتنكرون لبشار الاسد ويصفونه بالمجرم
-
اخونجية الاردن يهبون لنجدة الجيش السوري الحر
-
الاخونجي همام سعيد والصهيوني نتنياهو يقفان في خندق واحد ضد ا
...
-
الاخونجي خالد مشعل يحل ضيفا على عمان: فلا اهلا ولا سهلا
-
اخونجية الاردن يزايدون على اخونجية مصر في مسالة الاعتراف بدو
...
-
هل تبادر القوى الوطنية الى حمل السلاح لتطهير سوريا من العصاب
...
-
هل بات الجيش السوري عاجزا عن تصفية العصابات المسلحة للاخوان
...
-
على ذمة عالم دين سعودي: قوات من الملائكة المحمولة تقاتل الى
...
-
الاولى ارسال قوات عربية للاطاحة بحاكم مشيخة قطر
-
خطاب - مفصلي - لبشار الاسد ولكنه مثير للضجر
-
اخونجية يقتلون القتيل ويمشون في جنازته والنظام السوري يتوعد
...
-
حلا لازمة تونس الاقتصادية : الغنوشي يستعين بخبرات العالم الق
...
-
مصر على شفير الافلاس واولويات الاسلاميين اقامة دولة الخلافة
...
-
اخونجية الاردن واصلاحاتهم المنزّلة من السماء
-
قطر تشكل قوة تدخل من ارهابيي القاعدة وانصار السنة للاطاحة با
...
-
ثورة سورية شعارها لا اله الا الله ومحمد رسول الله
-
الغنوشي يقبل ايادي شيوخ النفط ويتنكر لهم في معهد واشنطن
-
اخونجية مصر سيطبقون المذهب الاردوغاني في ادارة دفة الاقتصاد!
...
-
اتركوا الحكم للاخوان المسلمين
-
النظام السوري يفتح النار على قناة الجزيرة ويلتزم صمت القبور
...
المزيد.....
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|