أ.فراس مدحت المصري
الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 15:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هكذا هي غزة بعد أن أصبحت البنادق عصي رقص , ونامت رائحة البارود في بطون المتملقين , وأصبحت الصواريخ مجرد (نفخة) يتخلصون منها بين الفينة والأخرى.
كل يوم يدّعون به الفقر والحاجة , نجد محالا تجارية تولد , كل يوم يخجل به السولار والبنزين وما تبعه من محروقات نجد عروس جديدة تتبختر على شوارع غزة بأحدث الموديلات.
ومع هذا كله تجد حزن الشعب لقطعت الكهرباء أن هناك مسلسل تركي ضاعت منه حلقة , أو أنه لم يكمل زراعة أرضه بالمزرعة السعيدة والتي أصبحت تعد أملاك حقيقية بالنسبة لهم.
أما ذاك الرجل الحقيقي الذي تتمثّل به معاني الرجولة والكرامة (خضر عدنان) فليس إلا اسم يتغنى به البعض لإظهار الوطنية وقليل القليل من يحمل نعاني الوطنية بحق, لنصرة هذا الرجل .
غزة , نسينا صوت المدافع والرشاشات وأعيرة الأباتشي النارية , حتى أننا ننظر للعالم العربي بحزن وكأننا الدولة المستقرة التي ستحاول قريبا احتواء الموقف.
لو أمعنا النظر لرأينا هناك في الركن البعيد قادتنا يتسامرون ويضحكون , يماطلون ويماطلون ربما لأن الرحلات تكثر كلما طال الإنقسام , ربما لأن الولائم تبحث عن بطون كبيرة تختبئ بها.
أليس من الأجدر الإلتفات إلى هذا الشعب الذي نجد كل يوم رجل يفقد عقله ويمشي بين أروقة هذا الوطن ينادي (هي اللي بدكم اياه ,, عيشوا يا شعبي بهيك قادة) , الإلتفات على الرجل الذي يناديه الطعام والشراب ويأبى أن تضيع كرامته.
فعلا اليوم نحن نحتاج لفلسطين , لشعب فلسطين الذي راهن وتحدى أعظم القادة العالم بهم, نحن بحاجة لمن يمشي على درب الختيار أبا عمار.
أفيقوا يا شعبي , (غزة ليست باريس) بل نحن نعيش في عالم آخر يكاد لا يرونه بالعين المجردة , فقد كانوا يروننا من عنادنا وقوتنا ونضالنا ونظرة التحدي فينا وفي أطفالنا, في كل خط رسم على وجه شيخ بتجاعيده التي سطرت معنى فلسطين.
أفيقوا فلم يعد هنالك الكثير , فإما أن نصبح نتغنى بجنون هذا الشعب وفجع قادته , أو أن نصبح فعلا شعبا يستحق الإحترام.
#أ.فراس_مدحت_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟