جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 01:43
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يقال في الالمانية بانه لا توجد اسئلة غبية بقدر اجوبة اغبية و يقول الفيلسوف الالماني Martin Heidegger ان كل سؤال هو بحث عن شيء و يؤدي هذا البحث بدوره الى الاستفسار و الفحص و التعقيب و تتضح العلاقة بين (سأل) و (سوّل) بفضل وجود الهمزة في الافعال المهمزة في الوسط و تحولها اما الى (الواو) او (الياء) او اختفائها كليا لان الهمزة هي وقفة حنجرية glottal stop توقف (سيولة) الكلام فيتحول مثلا (بإسم الله) الى (بسم الله) و يوجد هذا النوع من الحذف في العبرية و السريانية ايضا.
فاذا تحولت الهمزة الى الواو (كما نراها على الواو في سؤال ايضا) يتحول (سأل) الى (سوّل) و (تسوّل) و (المتسوّل) هو الشحاذ الذي (سوّلت) له نفسه ان (يسأل) و يطلب المساعدة فالسؤال هو اذن نوع من (التسوّل) لاجل الاجابة فلذلك يمكن ان نعتبر الاسئلة غبية ايضا لانها تشير الى ان السائل ينقصه المعرفة و لا يتعب نفسه ان يبحث عن الجواب بنفسه فيتحول الى الطفيلي الذي يتسول الاجوبة من الاخرين.
و لكن الاسئلة طبعا مهمة لاجل التقدم العلمي وتطور الانسان و هذا ما نلاحظه عند الاطفال و ان هناك اسئلة اكثر من الاجوبة لاننا لا نفهم العالم حولنا و كلما اكتشفنا شيء جديد كثرت الاسئلة التي تنتظر جواب وعادة يختتم العالم حديثه رغم محاولته على الاجابة على جميع الاسئلة بانها اي الاسئلة تبقى قائمة بالاخير او يجب اعادة صياغتها. يحاول الانسان ان يجيب احيانا على اسئلة لا يفهمها او يقرأها كليا فعندها تكون الاجوبة اكثر غباء من الاسئلة. لذلك من الضروري ان ينتبه المجيب على الاسئلة الى وجود الاحتماليات و الاحتمالات و لا يستعجل باصدار الاحكام.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟