أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إبراهيم اليوسف - أخطاء الكبار .. -كبار الأخطاء-














المزيد.....

أخطاء الكبار .. -كبار الأخطاء-


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 01:34
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ثمة ضريبة كبيرة، تترتب على الأسماء ذات الحضور الكبير في عوالم الفكر، والإبداع، والفن، وهي أن أصحابها الذين حققوا شهرة ورسوخاً في هذه المجالات، من خلال تميزهم الإبداعي، باتوا مراجع وأعلاماً يشار إليهم، وباتت أسماؤهم منتشرة ليس في حدود أوطانهم وحسب، بل في أربع جهات الأرض، كأن يكون أحدهم رائداً للحداثة الشعرية، وآخر تسمو لديه رؤية مناوأة الظلم، في إهاب فني متألق، ومؤثر، وآخر يبرع في النقد أو الترجمة، وغيرهم ممن سيعد نفسه راسخاً في أيديولوجيته كما قصيدته، وهي نماذج تتم الإشارة إليها، في هذه الاستهلالة اعتباطاً، على اعتبارها غيضاً من فيض، واستطاعت أن تكتسب نتيجة حضورها في مجالاتها المشار إليها .

ولعل مثل تلك الضريبة تكمن في أن هذه الأسماء التي جسَّرت علاقاتها، مع الآخرين، لم تكن لتملك من سلطة في الوصول إلى إنجازاتها الكبرى، خارج دائرة الفكر، والإبداع، فأصبحت نتيجة مكابداتها، وحفرها، ودأبها، واشتغالها على مجالاتها المعروفة، داخلة في لجة السؤال المعرفي والإبداعي، لتنال بذلك احترامها الكبير، خارج حدود جغرافياتها، وإن كان هؤلاء عموماً، وللمصادفة، عاشوا فترات طويلة من أعمارهم وتجاربهم الإبداعية، بعيداً عن أوطانهم، بسبب ذلك الخلل في معادلة المثقف والسلطة، ونتيجة مواقف أكثرهم، كما هو معروف .

وإذا كان من الممكن أن ينزلق السياسي، إلى رامة الخطأ، نتيجة تكتيك، أو منفعة ما، فإن المثقف مطالب بأن تكون رؤيته استراتيجية، وألا تخطئ بوصلته البتة، لأن رؤيته متكونة من خلال تجربة طويلة ولها أسسها، ومعاييرها، بعيداً عن أية نظرية، أو وصفة أيديولوجية، لأن في الموقف المسبق تعمية لمن يقع في فخاخه، وإن كان من الضروري على المبدع، أن يتابع، ويقارن، وجهات النظر المختلفة، المتناقضة، ويتأنى، قبل أن يصدر حكمه النهائي، لأنه محسوب إليه أبداً، أكثر من غيره .

أجل، إن حساسية موقع المبدع، تدعوه إلى الحيطة، والحذر، قبل إصدار أي موقف، فيما يتعلق بما حوله، لاسيما أن هناك ثنائيات لابد أن تكون مواقفه منها معروفة سلفاً، ولعل أوضح هذه الثنائيات، بالنسبة إلى صاحب كل ضمير وبصيرة: الخير والشر، والضحية والقاتل، إذ لايجوز الاجتهاد هنا، بل ولا يمكن الاحتكام إلى النظرية، كما لا يمكن لوصفة الحداثة أن تفلح، لاسيما أن الانحياز إلى السلطة في مواجهة الثورة، يعني نسف صلب الرؤية الحداثية، وبالتالي نسف تاريخ هذا الحداثي العريق، نظرية وتطبيقاً، ناهيك عن أن أية أيديولوجيا تتهافت على تزوير الموقف، لداع عرضي، فهي تظهر أمام العالم أجمع، متهتكة، فاقدة ورقة توت عريها .

وإذا كان من الضروري أن تحافظ الأسماء الكبيرة على احترامها، من خلال الاستمرار في الانحياز للحقيقة، وعدم القفز فوق معطيات الواقع، وتسمية الأمور بأسمائها، لأن لاشيء البتة يسوغ التهاون أمام حرمة وكرامة مجرد نقطة دم واحدة، فإن أية سقطة لمثل هذه الأسماء ستكون مدوية حقاً، بل مدمرة لصاحبها، وهي قد تدعو لإعادة بعضهم النظر حتى في مواقع هؤلاء الرؤيوية، والجمالية، والمعرفية، لأن عدم صدق صاحب الاسم الكبير في موقفه، قد يكون له العلاقة بعدم صدقية ارتباطه بمجال رؤيته، وإبداعه .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على عتبة عامها الثاني:ثورة المعجزات السورية تصنع التاريخ*
- النقد الصحفي
- امتحان الثورة ومحنة الأصدقاء
- دوَّامة الأسئلة الكبرى
- روسيا- تحت الصفر-
- بيان من رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا + طلب انتساب + ...
- دمٌ حمصيٌّ للبيع.....!
- ضوابط الحوار الافتراضي
- انسحاب من اتحادي الكتاب والصحفين السوريين
- قلق الشاعر
- تمثلات موت الشاعر
- المواطن الصحفي
- الصالون الثقافي الافتراضي:دعوة إلى تفعيل الحالة الثقافية إلى ...
- خطاب الخديعة
- خالد أبو صلاح: أُمّةُ في رجل...!
- مستقبل القراءة
- ممحية الحدود بين الشرق والغرب:الصّورة الإلكترونية تحفر بعيدا ...
- شارع الحرية
- في حديث المراقبين
- كراسة الكاتب:مقدمة في التفاعل بين المبدع والزمان


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إبراهيم اليوسف - أخطاء الكبار .. -كبار الأخطاء-