أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صائب خليل - استقالتك مرفوضة ايها الطائر الجميل














المزيد.....

استقالتك مرفوضة ايها الطائر الجميل


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1074 - 2005 / 1 / 10 - 09:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


من الكتاب الذين ابحث عن مقالاتهم واباشر قراءتها بلا تأجيل, طائر الشمال, محمد عبد المجيد. فمقالاته الساخرة العبقرية المنطلقة بشجاعة الخط المستقيم الى قلب المشكلة في مصر, تحرك فيك الامل والسعادة والضحك معا, ولعلي لا ابالغ ان نعته بانه شارلي شابلن المقالة العربية. انا اخزن مقالات هذا الطائر الغريد في مجموعتين في حاسبتي: الاولى تضم المقالات المهمة عن الوطن العربي, والثانية تضم اجمل المقالات التي اصادفها كتابة وذكاء. المجموعة الاولى كمرجع لكتابة او قراءة مستقبلية, والثانية اجمعها على امل ان اقرأها ثانية بغرض التعلم منها لتطوير قوة الاقناع في كتابتي مستقبلا. وعندما اقول "اجمل المقالات" فانني اقصد دائما المقالات الاجمل افكارا اولا, واجمل الطرق للتعبير عنها ثانية. ولم يخيب طائري ضني يوما, ولم اندم يوما على الوقت الذي قضيته اقرأ اي من مقالاته.

عندما قرأت عنوان مقالتك الاخيرة (نعلن هزيمتنا أمام الرئيس حسني مبارك وابنه (http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=29441 ), لم اهتم كثيرا لمحتواه, وتصورته تورية ساخرة اخرى تهزأ من اعدائك وتكشف عوراتهم كعادتك. لكني صعقت انك كنت تقصد فعلا التوقف عن الكتابة!

لماذا يارجل؟ اسمح لي يا سيدي ان اهاجمك من اقوالك نفسها, فأنا لا اعرف عنك الا ماقلت بنفسك. واسمح لي ان استخدم نفس اسلوبك لاضعك امام حقائقك واراجع وصفك لها بكلمات اراها اكثر صدقا مما وصفتها انت به. الست من سمح لنفسه ان يستخدم "كلمات بديلة" عندما يجدها اصدق وصفا للحقيقة؟ الست القائل: "وهو الرب على الأرض ولو استخدم الطيبيون كلمات بديلة مثل الزعيم والقائد والرئيس والأب والد الجميع."؟

تقول:" كثيرين قد أبلغوني بأن هذه القنابل المقروءة تحمل بصمات وتوقيعات وقبلات كل المصريين" وانا اقول لك كل العرب الذين وصلتهم كلماتك يا سيدي, اهذا قليل برأيك؟
انك متضايق انك لوحدك ترفض ان تقاتل طواحين الهواء بل تذهب الى العلة مباشرة, في مصر كما تقول, وتريدنا ان تقنعنا انه بسبب ذلك فان لاجدوى من قتالك. اسمح لي ان افترض لحظة ان ما تقول صحيح, واريد ان اسألك, هل يزيد من اهمية دور المرأ ام ينقصه ان يكون الوحيد المدافع عن الحقيقة التي احبها؟

وهؤلاء الذين يهددونك واؤلئك الذين يحذروك, قل لي بربك وبمنطقك, هل لك ان تفرح بهم ام تحزن؟ اهم دليل عدم جدوى ما تكتب ام انهم الدليل الناصع على جدواه؟ انا يا اخي اتمنى لو ان البعض من اعدائي اكرمني بتهديد, او ان انسانا ما, صديق كان ام عدو, قال لي بانني "اكثر شجاعة منه" من خلال تحذيري, او ان احدهم ابلغني بصدق, عن مدى تفوق ذكائي بتعليق ابله, وتفوق صدقي بتعبير بليغ عن النفاق!

ايكيل لك كل هؤلاء كل هذا المديح, ثم تاتينا تقطب حاجبك متذمرا؟

ستقول لي انك تبحث عن نتيجة لعملك وليس لك ان تسر دون ذلك بمديح المادحين. حسنا يا صديقي, انا معك في هذا, وانا ايضا اقلب نظري بحثا عن نتيجة وعن نصر لمن اكتب من اجله, كلما كتبت مقالا. ولكن...الا نطلب الكثير؟
اسمح لي ...هل سمعت هذه الاغنية مرة؟:

I thought I would change the world,
With my little song,
I was wrong!

تصورت انني سأغير العالم
باغنيتي الصغيرة
لكني كنت على خطأ

يا اخي لو ان الشعوب تتحرر بمقالة او اغنية لما وجدت شعبا مضطهدا في العالم, فلكل شعب طيوره المغردة الجميلة. لكن الحقيقة اصعب من ذلك للاسف. ان اقصى من يمكن ان تلعبه اغنية او مقالة او قصة ثورية ان تساهم مع اشياء اخرى في تحريك ما نحب نحو ما نحب, او ان تعرقل تدهوره الى ما لانحب. وهي ان تفعل ذلك فانها تفعله بشكل قليل قليل يستحيل رؤيته بالعين المجردة.
ولكن هل انت لوحدك فعلا؟ وهؤلاء القابعون في مراكز الشرطة والسجون والقبور الذين تحتج مقالاتك لمصيرهم اذن؟ وما ادراك اي دور تلعب مقالاتك لهم؟ ان اعداءك لن يسمحوا لك ان تعلم بنجاحك حين تنجح, فعليك ان تستنتجه من خلال المؤشرات الصغيرة الهامسة. انهم اشد حرصا على حرمانك الاحتفال بانتصاراتك مما تتوقع. هل قرأت مقالتي ( حلزون الصمت )؟ ( http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=28969 )

هل اتحدث يا سيدي كأنني بطل قرر المضي الى النهاية, ولا يعرف التعب؟ يبدوا لي انني افعل ذلك فمعذرة, لان تلك ليست الحقيقة. لعلي ادفعك الى المضي لانني خائف من تعبي انا ايضا, واشعر به يهددني. لعلي اريدك ان تكون موجودا وان تكتب لي يوم ينتصر علي تعبي انا الاخر.

لعل لنا ان نرتاح قليلا لنعود الى قدرنا المتعب هذا, ربما بشكل جديد, وربما بطريقة انسب. ربما علينا ان نغير تكتيك سباق المسافات القصيرة الى تكتيك سباقات المسافات الطويلة, فنحرص على ادامة روحنا لتصل الى الخط الاخير.

لقد اخترنا ان نرد صفعات اعدائنا بالكتابة, وهو خيار متعب, ولكن هل ان تلقي الصفعات بلا رد خيار اسهل؟

اتسمح لي ان اغادرك الان, مع استعارة من نيتشة الرائع:

"وهل للمحارب ان يطالب ان يعامل بالمراعاة؟"

اخوك المعجب

صائب خليل



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خير الامور ليس دائما اوسطها: في العلاقة العربية الكردية في ا ...
- الاعلام والحملات الانتخابية -4 – نظرية التوازن النفسي وتأثير ...
- الحملات الانتخابية والاعلام -3- الخط الايديولوجي
- تحية تقدير للمبادرات السياسية الذكية واصحابها
- ملاحظات حول مشروع الدستور الدائم للدكتور منذر الفضل
- الحملات الانتخابية والاعلام 2- حلزون الصمت
- الحملات الانتخابية والاعلام-1- الرسالة الاعلامية والمتلقي
- من هم الملوك؟
- ملاحظات عاجلة حول الحملات الانتخابية
- الامانة الموضوعية.. والشجرة: مراجعة لمقال صبحي الحديدي
- لم الحماس للقوائم الموحدة؟
- خدمتين جديدتين مهمتين لمستعملي الحاسبات
- هولندا: شعب طيب وصحافة عاهرة – 2- منع التكامل الاجتماعي –
- مقالق جلالة الملك
- الانتخابات: سنذكرها كحلم جميل, ام كابوس مرعب؟
- هولندا: شعب طيب, وصحافة عاهرة: 1- -كفار وسرقتهم حلال-
- عقدة الخوف من صدام تعود الى قلوب العراقيين
- نحن وحوارنا المتمدن
- درس كلاسيكي في التظليل الاعلامي
- رسالة الى ضفتي بلادي الثانية :هولندا


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صائب خليل - استقالتك مرفوضة ايها الطائر الجميل