أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - غزة في ظلام














المزيد.....

غزة في ظلام


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3640 - 2012 / 2 / 16 - 09:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


غزة في الظلام
أصبح الموضوع مبتذل، وقمة في الابتذال، ونحن كالببغاء منذ خمسة سنوات نكتب دون أن يقرأ أحد، وإن قرأوا لا يفهموا، وإن فهموا لا يستوعبوا ولا ينفذوا، بل إنهم لا يريدون الاستماع لأي صوت غير أصواتهم، وكأنهم أسياد على رؤوس عبيد، وسرعان ما يتم تصدير المشكلة إما لإسرائيل أو لمصر أو لكل من يحاول إصلاح ذات البين.
إنه الموضوع القديم- الحديث كهرباء غزة التي أصبحت أهم من قضية فلسطين ذاتها، وتحولت لمضمار تتسابق به خيول الكراسي كلًا يحاول الوصول قبل الآخر، والمتفرجون لا يمتلكون سوى التصفيق للفائز بلا حول ولا قوة، مسلوبي الإرادة، تحت حد السيف الضرائب تنهال على رؤوسهم أكثر من زخات فصل الشتاء، وتكميم الأفواه بالعصا وبالسوط، والبطالة تفترسهم، والأمراض تنهك أجسادهم الهزيلة الفقيرة من فيتامينات التكرش، والرواتب ألعوبة بيد سلطان الأرزاق البشري، والحالة على الله.
أين المشكلة:
منذ الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني والتجاذب السياسي بين الطرفين لا يظهر سوى بالأساسيات الحياتية للمواطن البسيط، في حين إنهم بمرآي عن أي تجاذبات فنشاهدهم عندما يتقابلون بالأحضان والابتسامات، وأساسياتهم اليومية تزيد رفاهية، وسلطانهم الشخصي ينمو ويترعرع بحقن الإنتفاخ الشبيه بحقن التلقيح للإنجاب، والمواطن يزداد فقرًا حتى كاد أن يصبح مسلول ببدنه ونفسيته، تراه شابًا بتاريخ الميلاد عجوزًا بهيكله ومنظره.
فالحكومتين في غزة ورام الله متفقتان على كل شيء يمكن له أن ينغص على المواطن حياته، ويحوله لأسير في وطنه، وكلًا منهما يصر ويتمسك بحقه في جباية الضرائب ومستحقات الكهرباء التي تعتبر الأغلى في العالم من حيث السعر، ولا يمر شهر أو بضعه أسابيع دون أن تحدث احتكاك بينهما بخصوص أموال الجباية المتعلقة بالصحة وبالكهرباء، في حين أموال الملاهي والمنتجعات تمر بكل سلاسة وسهولة دون أن تتعرض لحصار أو لتجاذبات، وكأن الحصار فقط على الصحة (التحويلات)، والكهرباء.
فقطاع غزة يتم تزويده بالكهرباء من ثلاثة مصادر الأول الخط الإسرائيلي وهو لا يتم فصله نهائيًا وهنا السؤال لماذا لا يتم فصله في حين يتم دفعه من باستمرار، فماذا يفرق عن السولار المعالج الذي يغذي محطة التوليد في المنطقة الوسطى؟
المصدر الثاني محطة التوليد التي تغذي المنطقة الوسطى وهي حلقة الصداع المزمنة في رأس المواطن الغزاوي التي أصبح يتمني تدميرها أو ردمها في البحر ويرتاح من هذا الصداع الذي يدعى سولار معالج، ويعيش بسببه في حالة إرباك مستمرة منذ خمسة سنوات، والسؤال لماذا لا يتم دفع ثمن هذا السولار باستمرار والحفاظ على طاقة المحطة؟
المصدر الثالث الكهرباء التي يتم تزويد جنوب غزة من مصر وهي لا مشكلة بها سوى السياسة التي تتبعها شركة الطاقة بقرارات سيادية بتحويل خطوط هذه المنطقة لمناطق أخرى بغزة وعليه تحدث المشكلة بالجنوب.
أمام تلك المصادر لنا السؤال الأهم والذي يعتبر هو بوصلة الحل التي لا يريد أحد السير حسب مؤشرها، من صاحب الحق في جباية ثمن الكهرباء؟
هنا المعضلة الأساسية بين الحكومتين، فالمفترض أن شركة الطاقة الفلسطينية - وهي شركة خاصة- وفق قانونها الأساسي وتشكيلها هي المسؤولة عن الطاقة في غزة والضفة، وهي صاحبة الحق في الجباية ومعالجة أي قصور في تلك المسألة أو في وصول الطاقة لمنازل ومصانع المواطنين. ولكن هذه الشركة أصبحت شركة حكومية بفعل فاعل لا تمتلك أي قرار إلاّ بالعودة للحكومة التي تقع تحت هيمنتها أو سيطرتها، وعليه بدأت المشكلة بالظهور من خلال السيطرة على الشركة وعلى ممتلكاتها وأموالها العينية والمادية، وأصبحت الشركة لا تملك سوى المسمى فقط كشركة قطاع خاص في زمن الخصخصة الغريب الذي يتم تطبيقه في فلسطين، وهو قانون تم صياغته وصناعته لخدمة الكروش التي سيطرت وهيمنت على الاقتصاد الفلسطيني في حقبة السلطة الوطنية، ونهبت خيرات شعبنا وهرولت بها إلى الخارج، ولما لا مولد وصاحبة غايب.
ما هو الحل؟
الحل أن يتم تنحية الأساسيات الحياتية من تجاذباتهم أولًا، ورحمة المواطن الفلسطيني عامة، والغزاوي عامة من طاحونة سعيهم للوصول للكرسي وفي سبيله يتم طحن كل شيء، المواطن والقضية والأخلاق والضمير والوطنية والإنسانية، وأن يتم منح شركة الطاقة سلطات جباية ثمن الكهرباء والمسؤولية الكاملة عن الطاقة في شطري الوطن، ورفع يد الحكومتين عن شعبنا الفلسطيني، الذي يعض بنان الندم على الديمقراطية التي لم تجلب له سوى الدمار والفقر، وضياع حقوقه الأساسية وطنيًا، وحياتيًا.
كفى .............................
سامي الأخرس
السادس عشر منش باط ( فبراير)2012م



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة الشؤون الاجتماعية مشاريع صغيرة أم مشاريع لصوصية
- لماذا ننقذ إسرائيل؟
- الحرية في رؤية شباب الربيع العربي
- المتغيرات الثورية ومبدأ المقاومة
- سيادة الرئيس أنه أسير محرر
- اليسار العربي أين يقف؟
- الثورات العربية من وإلى (ليبيا نموذج)
- السياسة فن الممكن
- حماس لم تخطئ لكنها ضعفت بصفقة الأسرى
- اسرانا وفسائل المكاومة الفلسطينية
- جائزة نوبل للاوهام واسيراتنا الشامخات
- أسرانا معركة أمعاء وصمت
- جامعة القدس المفتوحة تخرج فوج الاستقلال
- ربيع مصر وخريف اسرائيل الجزء الثاني
- ربيع مصر وخريف اسرائيل الجزء الأول
- الثورات العربية ومصالح الولايات الأمريكية المتحدة
- ليبيا ربيع جاف
- التداوي بالمقاومة
- أبو علي مصطفى - مسيرة ثورة
- الدينار والدولار لعبة الجامعات


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - غزة في ظلام