أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - ! العقلية الصدامية ما تزال فاعلة في بغداد














المزيد.....

! العقلية الصدامية ما تزال فاعلة في بغداد


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1074 - 2005 / 1 / 10 - 10:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا يكف وزير الدفاع العراقي المؤقت عن تهديداته البائسة المتسمة بالعنجهية ومخالفة لقواعد العمل الدبلوماسي والقوانين الدولية. فهو من جانب يهاجم سوريا وإيران ويتهمهما بدعم الإرهاب في العراق بالمال والرجال والسلاح ويطالبهما بإيقاف هذا الدعم ويحملهما مسؤولية المشاركة في قتل العراقيات والعراقيين والتخريب وعدم الاستقرار الجاري في العراق. إلى هنا يمكن الاتفاق معه على إدانة أي تدخل في شئون العراق الداخلية ورفض دعم الإرهاب, وكذا المطالبة بإيقاف كل ذلك, إذ أن هناك الكثير من الشواهد والمعلومات التي تدلل على وجود مثل هذا التدخل والدعم للإرهابيين البعثيين من فلول النظام السابق والقوى الأخرى المتحالفة معها, بغض النظر عن مدى علم أو عدم معرفة الحكومتين السورية والإيرانية بذلك. والكثير من الكتّاب العراقيين قد أشاروا إلى هذا الجانب من المشكلة صراحة وطالبوا بوقف كل ما من شأنه استمرار عمليات القتل والتخريب في العراق. كل هذا نتفق عليه ولكننا نختلف معه في أمر آخر. إذ ما لا يمكن فهمه ما جاء في تصريحات وزير الدفاع المؤقت بأن العراق قادر, رغم أن ذلك لا يعبر عن رغبته أو رغبة رئيس الوزراء المؤقت كما قال, على نقل العمليات الإرهابية إلى طهران ودمشق, أي ممارسة الإرهاب أيضاً ضد الشعبين الإيراني والسوري. ومثل هذا التصريح لا يعبر بأي حال عن وعي إنساني عميق بحقوق الإنسان والشعوب والابتعاد عن كل ما يعرض الإنسان والمجتمع إلى مخاطر من أي نوع كان, فكيف به وهو يهدد باستخدام القنابل والمتفجرات والسيارات المفخخة والانتحاريين في كل من طهران ودمشق لقتل الناس وتخريب الدور والمصانع والبنية التحتية. إذ أن ما يجري في العراق هو كل تلك العمليات الإجرامية البشعة, فهل يريد نقل كل ذلك إلى طهران ودمشق؟ إن هذا التصريح يعبر دون أدنى ريب عن:
1. الذهنية التي توجه وزير الدفاع العراقي التي, كما يبدو من تصريحاته, لا تختلف عن الذهنية التي سادت العراق طيلة حكم البعث الصدّامي, ذهنية العنف والقسوة والاستعداد لممارسة القوة والسلاح عند الاختلاف. إنها ذهنية بعثية صدّامية استبدادية مجرمة غير قابلة للإصلاح والتغيير.
2. عدم الاعتراف بحق الحكومة العراقية, التي تشعر بوجود استمرار في الاعتداء عليها وقتل مواطنيها, في رفع شكوى إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ضد حكومتي الدولتين والمطالبة ببحث الموضوع وإصدار قرار بهذا الشأن بعد توفير الأدلة الضرورية الخاصة بدعم الإرهاب في العراق.
3. وهي تعتبر عن محاولة جادة من جانب وزير الدفاع في التستر على فشله وفشل وزير الداخلية والحكومة العراقي المؤقتة في السيطرة على الأوضاع رغم التعاون الكبير مع قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية وبقية القوات الأجنبية. إنه فشل ذريع لأن الحكومة لم تستطع كسب الرأي العام العراقي إلى جانبها في مكافحة الإرهابيين حتى الآن, إذ ما يزال الشعب يعاني من مشكلات عويصة في الخدمات العامة وفي الحصول على عمل وضمان العيش الكريم.
4. عدم وجود سياسة واضحة وملزمة لأعضاء الحكومة, بالرغم من احتمال وجود اختلاف في وجهات النظر بين الوزراء, في الابتعاد عن التصريحات التي تشدد من الصراعات وممارسة أساليب التهديد والوعيد للوصول إلى الأهداف المنشودة. وهي أساليب لا تعالج المشكلات بل تعقدها وتزيدها صعوبة.
5. وهي في الوقت نفسه تعبر عن احتمال ممارسة هذه السياسة ليس مع الجيران المخطئين مثلاً, بل ومع القوى الداخلية عند الاختلاف أيضاً, وليس في مواجهة الإرهابيين فقط.
إن على السيد وزير الدفاع, إن كان يريد أن يعبر عن الرؤية الجديدة للمجتمع العراقي, رؤية ديمقراطية ومؤسسية, أن يكف عن ممارسة سياسات وأساليب التهديد والوعيد غير العقلانية وغير السليمة والبعيدة عن رغبة الشعب العراقي وتطلعاته في العيش بأمن وسلام وصداقة مع جيرانه. وهي نفس الذهنية التي تسببت في إشعال نار الحرب العراقية – الإيرانية في فترة حكم الدكتاتور صدام حسين, على سبيل المثال لا الحصر.
لا أشك في أن عدداً من الناس يفكرون تماماً كما يفكر وزير الدفاع العراقي المؤقت, ولكن هؤلاء أقلية صغيرة لا يعتد بها, وعلى المجتمع أن يلفظ أساليبها في التفكير والحكم. أن الوزير يعتقد, ومعه مجموعة صغيرة, بأن تصريحاته هذه ستنفعه في الجولة الانتخابية القادمة. ولكن العكس هو الصحيح تماماً, وسيكون في غير صالح القائمة التي يتزعمها رئيس الجمهورية المؤقت, والذي كانت تصريحاته حتى الآن جدية وعقلانية وذات مضمون ديمقراطي ويسعى إلى السلام وليس إلى الحرب.
إن الأفضل لوزير الدفاع أن يبذل المزيد من الجهد لمكافحة الإرهاب وضبط نقاط الحدود بين العراق وإيران وسوريا والأردن والخليج بدلاً من التهديد باستخدام القوة والقتل والتخريب في بلدان أخرى.. كلنا يعرف بأن وزير الدفاع ستنتهي مهمته مع انتهاء الانتخابات, وبالتالي سوف لن يملك الوقت الكافي لممارسة تهديداته, ولكنه يعطي الحجة في اتهام العراق بالعمل ضد الدولتين وممارسة الإرهاب ضدهما, إن وقع أي اعتداء عليهما من قوى سياسية محلية أو إقليمية مثلاً وبعيداً عن مشاركة العراق. ونأمل أن يكون لنا وزير دفاع أكثر نضجاً ووعياً مما لدينا الآن.
برلين في 9/1/2005 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !إيران وعروبة العراق
- كيف نواجه قوى الإرهاب المنظم في الموصل؟
- مقابلة صحفية بين السيدة فينوس فائق وكاظم حبيب
- مبادرة جديدة من المجلس العراقي للسلم والتضامن تستحق الدعم وا ...
- رسالة اعتذار وودٍ مفتوحة إلى الصديق والفنان المبدع والمتميز ...
- ما الموقع الذي يحتله العراق في قائمة الفساد في العالم؟ ومن ن ...
- هل من يمارس نشاطاً تآمرياً ضد استقرار العراق؟
- هل تدرك الحكومات الأوروبية ما يريده الإرهابيون في العراق؟
- هل من بديل غير المعركة الحاسمة مع أعداء الشعب عبر صناديق الا ...
- المستقبل المشرق والمستقل للعراق ليس بعيداً رغم أنف الإرهاب!
- نعم, هناك تدخل فظ ومتواصل من جانب إيران وغيرها في الشئون الع ...
- هل هناك تدخل من بعض دول الجوار في شئون الانتخابات العراقية؟ ...
- هل هناك تدخل من بعض دول الجوار في شئون الانتخابات العراقية؟
- ماهي طبيعة العلاقة بين القاعدة الاقتصادية والبناء الفوقي في ...
- ما الدور الذي يلعبه موقع الحوار المتمدن في الصحافة الإلكترون ...
- !إذا كان الإرهاب والموت لا يوحدان القوى الوطنية والديمقراطية ...
- ما الطريق لتحقيق الوحدة الوطنية العراقية في المرحلة الراهنة؟
- هل عصابات الإرهاب في العراق هم من مواطني شعبنا من أتباع المذ ...
- هل من حاجة لمعالجة جادة لقوى البعث في المجتمع العراقي؟
- هل يفترض أن يكون موعد الانتخابات محور الصراع أم سلامة ونزاهة ...


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - ! العقلية الصدامية ما تزال فاعلة في بغداد