ماجد يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3640 - 2012 / 2 / 16 - 04:05
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
كان لتأسيس الحزب الديموقراطي الكلداني و ظهوره على الساحة السياسية في العراق حدث قد يكون الفريد من نوعه على الفكر القومي الكلداني من حيث التوقيت و التنظيم و كان لتأسيسه بمثابة العمود الفقري و الركيزة الاساسية التي استند عليه الفكر القومي الكلداني فكان بحق كالشريان النابض للحياة لأنه و من خلال جهوده الكبيرة و تنظيماته العلنية و نهجه القومي سعى و منذ اللحظات الاولى لتشكيلاته الى وضع الاسس الرصينة للبيت الكلداني قوميآ و ثقافيآ , فكان الايمان المطلق باهداف الحزب و نظريته القومية و نهجه العلماني الدافع الرئيسي الذي جذبت اليه المؤيدون و المناصرون و المؤازرون من كل انحاء الوطن و حتى خارج الوطن , استطاع الحزب و بجدارة و منذ البدء من توحيد كل الافكار التي اجتمعت حوله و سعى لتحقيق الاهداف المرجوّة من نظامه الداخلي ليصل بالفكر القومي الى حالة الاشعاع الفكري بين الطبقة العليا المثقفة من الكلدان ليخوض بعد ذلك مسيرة مليئة بالصعوبات لنهضة الفكر القومي الكلداني في تلك الفترة الزمنية الصعبة المليئة بايديولوجيات مضادة و مسيطرة و مناهضة لكل عمل نهضوي كلداني .
استند الحزب منذ خطواته الاولى و بعد التأسيس على تنظيماته التي كان قد اعدّها مسبقآ ليكون على عاتقها بعد ذلك زيادة قواعد الحزب الجماهيرية التي سرعان ما آمنت ايمانآ كاملآ لا يشوبه شائب بافكار و مبادئ و شعارات الحزب التي نادت و باعلى صوتها بالقومية الكلدانية و بعمقها التأريخي فكانت لهذه التنظيمات و سعيها و عملها في الوسط الكلداني من الشروط الاساسية و القوية و اللازمة التي عملت على استمرارية و وجود التنظيم السياسي للحزب من خلال هذه التنظيمات النشطة و اتصالها بالقاعدة الجماهيرية استطاع الحزب من تطوير قدراته مستفيدآ من الخبرات و القدرات و الامكانات و الطاقات الشبابية لتكون محصلتها في الاخير لصالح الجماهير الكلدانية سعيآ في تغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة التي الصقت بالكلدان زورآ و بهتانآ .
اثبت الحزب الديموقراطي الكلداني و بعد سنوات من الخبرة و التجربة الحزبية و الهيكلية في التنظيم بان لديه المقدرة و الامكانية على مواكبة كل المراحل التأريخية و الزمنية التي مر بها شعبنا و استطاع و بجدارة ان يأخذ بعين الاهتمام كل الظروف التي احاطت به في كل الاوقات مما اكسبه و بالتدريج القوة و الحصانة في وجه الكثير من المعوقات التي احاطت بمسيرته المليئة بالتحديات و العقبات محولآ اياها الى ارث تنظيمي ملئ بالقيم و المبادئ الصادقة التي لم يحد عنها , حقيقة لا بد ان تقال و هي ان الحزب لم يكن بمستوى كل الطموحات و الامنيات لشعبنا الكلداني على كل الاصعدة و لكن مسيرته مليئة بالثوابت القيّمة و التي اغنت فكرنا القومي و ما زال هذا المشوار مستمرآ .
لم يخفى على احد بأن الحزب الديموقراطي الكلداني و نظريته القومية واجهت و تواجه تحديات صعبة حاولت الغاء وجوده القومي و زحزحته من على الساحة السياسية و محاولة من عدة اطراف معادية و مناوئة لكل مشروع قومي كلداني لغرض السيطرة التامة على مقدرات الكلدان على كل المستويات و تحويلها لصالحها و ذلك لفرض اجنداتها , امام هذه التحديات و العراقيل بات الحزب مدركآ باهمية و قوة تنظيماته و قاعدته الجماهيرية الكلدانية و استمرار نهجه القومي للعبور الى الضفة الاخرى مدركآ و متحملآ و قادرآ على الالتزامات الاخلاقية و المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه لخلق لحمة بين ابناء شعبه من جهة و بين مبادئ و تصورات الحزب المستقبلية لصالح ابناء شعبنا من جهة اخرى مدركآ في الوقت نفسه ان هذه اللحمة لن تحدث الا بالوعي و الاحترام المتبادل و الالتزام من كل الاطراف بتحقيق الهدف القومي الكلداني الذي يصبوا اليه الحزب .
كان الحزب و منذ تأسيسه و لا زال يؤمن بالارث الكلداني الذي تركه لنا الآباء و على كل الاصعدة كنسيآ و ادبيآ و ثقافيآ منطلقآ من هذا الارث و هذه الارضية ليصوغ منها الكثير من القرارات و التوصيات في نظامه و منهاجه و ندواته الجماهيرية فعمل على ربط اواصر الماضي بالحاضر و تمتين هذه العلاقة و التمسك بها لاغناء الفكر القومي الكلداني بذلك الارث الذي مدّنا عبر كل العصور بروح التمسّك و الاعتزاز و الافتخار بقيم و مفاهيم راسخة عميقة بعمق التاريخ و ساطعة سطوع الشمس مما زاد ذلك الاحساس الكثير من المسؤولية الملقاة على عاتق الحزب و قدرته على تحملها و السير بها لتوسيع قاعدته الحزبية من الشعب الكلداني و المؤمنون بالقضية القومية و ايضآ رفد الحزب بمقومات الثبات و الدفاع عن المكتسبات التي حققها لكي يستمر نحو الافضل .
لقد ركّز الحزب في ادبياته و نظرياته لتطوير نفسه على الكفاءات و الشهادات وفق اسس علمية ناجحة من خلال الانتماء اليه و المستعدين للعمل في صفوفه بروح متواضعة خدمة لاهداف أسمى و ربط كل الكلدان بقضيتهم القومية بعيدآ عن المفاهيم الخاطئة و الارتجالية في الخطاب و العشوائية في التخطيط التي من شأنها ان تؤدي الى خلل و هوة عميقة بين الحزب و مفهومه القومي و المؤيدون و المؤازرون .
بالطبع لم تخلو مسيرة الحزب من بعض التقصير و الخروقات التي حصلت في مسيرته منذ تأسيسه و لحد الان فقد كانت هناك اشكالية اللافهم المتعمد المبني على نظرات ضيقة و قصور في الرؤى من بعض الذين رأوا في الانتماء لهذا الحزب بابآ من ابواب الكسب متناسين أو متقصّدين في ذلك مستغلين الهيكلية التنظيمية للحزب و التدرّج الحزبي في صياغة القرارات المهمة للوصول الى اهداف و مصالح شخصية و آنية و غايات دفينة لخدمة بعض الاجندات المشبوهة , فايديولوجية الحزب كانت واضحة و صريحة في الطرح و لكن الاساءة لمسيرة الحزب و النظر بعين واحدة هو واقع لا يخدم و لا يغني في الكثير من الأحيان .
و هكذا تستمر مسيرة الحزب و من خلال مؤسسته الفاعلة في اغناء الفكر القومي الكلداني هذا الفكر الفاعل و المتفاعل مع محيطه و المستفيد من كل التجارب التي مرّ بها عازمآ على تتمة عمله القومي الذي بدأ به مهما كثرت الصعوبات و مهما طال الزمن عليها و منتقدآ نفسه دائمآ على الاخطاء و التقصير الذي قد يقع فيه في بعض الاحيان بغية تحقيق كل الاهداف القومية المشروعة لأبناء شعبنا الكلداني .. و من الله التوفيق .
ماجد يوسف
لجنة محلية صبنا الكلدانية
الحزب الديموقراطي الكلداني
#ماجد_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟