أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلمى جبران - لماذا تقتلون الصبية ميس..؟














المزيد.....

لماذا تقتلون الصبية ميس..؟


سلمى جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1074 - 2005 / 1 / 10 - 09:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لماذا تقتلون الصبية ميس..؟!
ميس وردة شقراء تملك من الجمال الكثير.. شعر أشقر طويل.. وجسد يصلح أن يقال عنه: "مياس".. يمتلك كل المقاييس الجمالية..

باختصار هي فتاة غاية في الجمال. ولو ولدت في هوليود لأصبحت من أشهر نجماتها. لكن قدرها أوقعها في هذا المجتمع البائس..! في هذا المكان الذي لا يمكن وصفه بالمدينة ولا بالقرية..!

ربما هذه هي مأساة هذه الأماكن.. خاصة عندما يعتنق شعبها الدين المسيحي.. فوضع الفتيات هنا يكون غائماً وضبابياً..

ونحن كفتيات لا نعرف ماذا يريد منا المجتمع: يسمح لنا بارتداء ما نريد.. ومخالطة الرجال منذ الصغر..

ولكن أي تعبير جسدي هو مرفوض، سواء بالرقص أو بالمعاشرة، أو بإبداء بعض الملامسات الرقيقة للجنس الآخر..

نعود إلى صديقتنا ميس..

في الآونة الأخيرة تم إحداث فضيحة لقبت بفضيحة ميس: تم بيع أشرطة CD. يحوي الشريط على سهرة في مكان عام.. وبوجود مطرب له شعبية كبيرة في منطقة الغاب، يدعى ثائر العلي. مناسبة السهرة، كما قيل، هو نجاح صديقة ميس (ربما صديقتها في المعهد.. لست متأكدة).

كانت ميس ترتدي بلوزة بيضاء وتنورة زهرية قصيرة جداً.. وكانت ترقص مع أصدقائها بطريقة أقرب إلى الهدوء مقارنة بصديقتها التي تمتلك موهبة راقصة شرقية..

برأيي الشخصي.. هذه هي الطريقة الطبيعية في الرقص. خاصة لفتيات في أول عمرهن..

هذه الحفلة كانت في الصيف الماضي. وحلت الكارثة على ميس في أول السنة الجديدة.. عندما نسخ قذر ما الCD. وقرر بيعه..! وباع آلاف النسخ منه لأصحاب المحلات..!

سمع والداها بالخبر من "فاعل خير" (كما لقب نفسه).. بعد أن ملّ الناس من التحدث بالأمر. جنّ جنونهما.. رفع الوالد مسدسه وصوبه نحو ابنته..! وجاءت البنت بالسكين لتذبح نفسها..!

تمكنت الأم من نزع المسدس والسكين بصعوبة. وقررت الفتاة حبس نفسها في غرفتها..!

بدأ أصحاب الموبايلات بتبادل رسائل SMS، يؤلفون فيها النكت حول هذا الموضوع..! وبدأت اتهامات السكر والعهر، الجاهزة دوماً، توجّه لهذه المسكينة. إضافة إلى الأمثال العربية القذرة التي تقلل من قيمة المرأة مثل هم البنات للممات..

هناك عدة أسئلة لم تغادر ذهني منذ حدثت هذه الكارثة وهي:

- من هذا القذر الذي نسخ ال CD..؟!

-هل يحق لأصحاب المحلات نشر هذا CD..؟!

- هل يحق للأب أن يشهر المسدس بوجه ابنته..؟!

- ألا تستطيع الفتاة رفع دعوى تشهير على من أساؤوا لها لتسترد ولو جزءاً من كرامتها..؟!

إلى متى سيبقى هذا الشعب يتعامل بمنطق (النعجة اللي بتوقع بتكتر سكاكينا)..؟! وكيف سنغير نظرتنا للمرأة ولحريتها في أن ترقص وترتدي وتسهر مع من تشاء..؟! ومتى سنغير ازدواجيتنا في أن نشتهيها ليلاً ونلعنها نهاراً..؟!

إذا كانت الفتاة مستهترة بحياتها، كما يقولون، هل الحل يكمن في أن تنتحر أو تقتل..؟!

ألا تستحق ميس باقة ورد من جميع أصحاب محلات ال CD..؟! لأنها جلبت لهم ثروة لم تكن بالحسبان..!

ألا تستحق منا جميعاً كلمة شكر لأنها عرّتنا، وأوضحت مدى تفاهتنا حتى ننشغل بهكذا أمرٍ لأسبوع..؟! وعرت وأوضحت مدى الازدواجية التي نعيشها..؟!

أتمنى أن تصل رسالتي دون تحريف أو تغيير وأتمنى أن تخرج ميس من أسرها لتواجه العالم بقوة أكبر ولتصنع لحياتها معنى أعمق



#سلمى_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إلى فيروز أينما كانت
- هدر الأنوثة
- هدر الطفولة
- تظل بكارة الأنثى في هذا الشرق عقدتنا وهاجسنا


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلمى جبران - لماذا تقتلون الصبية ميس..؟