أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - الهاشمي.. قضيته وقضيتنا .. القسم الثاني














المزيد.....

الهاشمي.. قضيته وقضيتنا .. القسم الثاني


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3639 - 2012 / 2 / 15 - 18:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



لقد تطورت قضية الهاشمي بالاتجاه والمستوى الذي جعلها قضية محورية للجميع, ولم تبقى ذات بعد شخصي أو فئوي, أو ذات علاقة بالقضاء لوحده, أو بالصراع مع العراقية ذاتها. إن طريقة معالجة المالكي ستعود بالضرر أو بالنفع على زعامته المستقبلية داخل الدعوة ذاتها أو داخل صفوف التحالف الوطني, ومن المهم حساب ذلك قبل حساب تأثير هذه القضية على صعيد العلاقة مع العراقية لوحدها.
وأزعم أن قضية الهاشمي لم تعد قضية العراقية لوحدها وإنما هي بإتجاه مختلف قضية التحالف الوطني نفسه بما تعنيه طريقة متابعتها ومعالجتها على صعيد حسم الزعامات داخل التحالف ذاته, فبالنسبة للعراقية من المهم أن يخرج الهاشمي بريئا, أما بالنسبة لأطراف في التحالف الوطني فيهمهم أن لا يخرج المالكي منها قويا بالقدر الذي يمكنه أن يستدير بقوة انتصاراته نحو تصفية خلافاته مع الأخوة الأشقاء.
إن بعضا منهم يتمنى فيما لو أن هناك طريقة يخسر فيها الهاشمي لكن دون أن ينتصر المالكي !!.

ولو كنت مكان المالكي لطاولت في تأجيل انعقاد المعركة بدلا من أن أدفع نحو تسريعها, فالمالكي الذي بنى رصيده الزعامي على معركة فرض القانون ضد الصدريين في البصرة ومدينة الصدر, في بدء زعامته السياسية يقود الآن الجزء الثاني من تلك المعركة التي يخدمه الآن بقاءها معلقة وغير محسومة, فقضية الهاشمي, الآن ومن قبل, ليست قضية شخص بالنسبة للمالكي وإنما هي لحسم زعامات ومناهج أيضا سواء في معركته مع العراقية أم في زحمة المنافسين داخل التحالف الوطني نفسه.
والمالكي يملك الآن كثيرا من الوسائل الإعلامية والمادية لكي يجعل هذه القضية في خدمته, وليس من الحكمة أن يعتقد الهاشمي أن حلفاءه داخل العراقية ذاتها سوف يظلوا على موقفهم منه, إذ لا شيء يكفل بقاء التحالفات والإقترابات السياسية بين القوى كما كانت عليه يوم غادر بغداد إلى أربيل, كما وليس من الحكمة عدم التفكير بإمكانية تغير قناعات الشارع "السني" الذي يدعم الهاشمي الآن بتأثير من الشحنات الطائفية التي تتوزع الشارع العراقي بشقيه.

وحينما نقول أن القضية فيها فتح ملفات كانت مؤجلة فليس معنى ذلك أن أصحابها هم أبرياء جنائيا, ولكن علينا أيضا أن نأخذ بنظر الاعتبار أن فتح هذه الملفات الآن قد لا يكون الغرض منه بالحقيقة الاقتصاص من قتلة وإنما الانتصار على الخصوم السياسيين في معركة مفتوحة على الزعامة وعلى حسم عائدية الدولة العراقية وهويتها وتكييف الساحة العراقية لكي تكون جزء من الساحة الإقليمية, مع التأكيد على أن كل ذلك لن يكون بإمكانه أن يجعل الهاشمي بريئا فيما لو تأكد أنه قد إرتكب أعمالا إرهابية وبخاصة من موقعه في رئاسة الجمهورية.
بهذا الاتجاه فإن الهاشمي قد كتب عليه قدره أن يخوض معركته من داخل المحكمة لا من خارجها, والرجل كان وافق قبلنا على استعداده للوقوف في المحكمة ولكن بضمانات وآليات تثبت عدالتها وحياديتها وقدرتها لأن تضع قضيته ضمن إطار المشهد السياسي العام بعيدا عن السقوط في فخ التبسيط والاستخدامات السياسية لمفهوم إستقلالية القضاء, فلماذا لا يوافق الآخرون على ذلك؟!.. لا أدري.

إن القضية قد تكون قضية سياسية بلباس قضائي, نحن نعتقد بذلك معه, وربما قبله, غير أنه لم يعد بإمكان أحد أن ينزع عن هذه القضية لباسها القضائي بدعوى وجود جسد سياسي لها, وكلما طال أمد بقاء الهاشمي في أربيل كلما كان بإمكان المالكي أن يجعل لباس القضية القضائي ثخينا وبالسمك الذي يجعل رؤية جسدها السياسي صعبا.
ولقد فرض علي الهاشمي أن يخوض معركته من موقع المتهم, فليست كل ساحات المعارك السياسية متشابهة, وهناك كثير من الزعماء الذين خرجوا من أقفاص الاتهام إلى كراسي القيادة, وثمة منهم من كتب التاريخ من داخل قفصه, بينما كان مقدرا للحاكم على كرسيه أن يحول صفحته إلى سوداء قاتمة. وليس هناك ثمة قدرة لأحد لكي يغير من هذه الحقيقة إلا الهاشمي نفسه, ومن داخل قفص الاتهام وليس من خارجه, وبالنسبة إليه فإن مستقبله السياسي الشخصي بات مرتهنا بقوة وقفته داخل قفص الاتهام وليس خارجه, وقد لا يعيد هذا القفص إنتاجه كزعيم سياسي ولكن ربما يعيد إنتاجه كقضية ذات تأثير إيجابي على مستقبل العراق.

أما بالنسبة إلى العراقيين الذين تهمهم العدالة ولا يتحركون بمنطق الانحياز لشخص أو فئة أو قائمة أو طائفة فعليهم أن يضمنوا عدالة المحاكمة ونزاهتها وحياديتها, ليس انتصارا لأحد على حساب أحد, وإنما انتصارا لمستقبلهم المشترك, ولكي لا يجني بحقهم أحد: مُتهَما كان أو مُتهِما.
فإذا كان ممكنا أن تكون هناك محكمة بهذه الضمانات فإن على الهاشمي أن يسير إليها بنفسه وعلى قدميه.. خلاف ذلك فإن أية محكمة تتلاعب فيها مفردات العشق القضائي الذي هبط علينا فجأة من السماء السابعة هي أشبه بدعوة للانتحار, وإن من حق الهاشمي أن يحذر منها, كما أن من حقنا أن نمتنع عن لعب دور الغوغاء الذين ينعقون خلف كل ناعق, ليس حبا بالهاشمي وإنما حبا بالعراق.

إن على الجميع أن يؤمنوا بشعار أن القضاء من أجل العراق وليس العراق من أجل القضاء, وإن من خلال المعادلة الأولى تترتب حجوم الأشخاص والمؤسسات والأدوار, فلا نفهم بالتالي أن الشعب العراقي هو نذر للقضاء وإنما الأخير هو الذي يجب أن يكون نذرا للعراق وشعبه, وبهذا فقط يمكننا أن ندخل إلى قضية الهاشمي والقضايا التي ستليها من خلال البوابة الصحيحة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهاشمي .. قضيته وقضيتنا
- الجمهورية العراقية القضائية العظمى.. مقالة ليست ساخرة
- العدالة الانتقالية
- يوم اختلف الأسمران.. أوباما وخلفان
- رئاسة الوزراء.. دورتان تكفي
- سليماني.. قصة تصريح
- العراق.. صناعة النفاق الديمقراطي
- قضية الرموز والرجال التاريخين في النظام الديمقراطي
- المؤتمر الوطني.. الفشل الأكيد
- إغلاق مضيق هرمز.. وهل يتعلم الحمقى
- موقف العراق من سوريا.. ميجاهيلية سياسية
- فليحاكم الهاشمي سريعا.. أصل الحكاية 3
- تصنيم القضاء أم توظيفه.. أصل الحكاية.. 2
- بين المطلك وأوباما والمالكي.. أصل الحكاية / القسم الأول
- مثال الآلوسي.. وقانون التسي تسي
- قضية الهاشمي والقضاء العراقي المستقل
- من يتآمر على سوريا.... نظامها, أم قطر والسعودية.. ؟!
- الانتخابات المصرية.. بين المطلبي والسياسي
- اغتيال المالكي.. قصة الكيس وفئرانه الخمسين
- العلمانية.. إنقاذ الدين من ساسته ومن كهنته


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - الهاشمي.. قضيته وقضيتنا .. القسم الثاني