|
ابشروا: اسماعيل هنية حرر فلسطين في ايران
ميرا جميل
الحوار المتمدن-العدد: 3638 - 2012 / 2 / 14 - 23:09
المحور:
القضية الفلسطينية
من حقنا ان نسال عن الدوافع وراء اصرار اسماعيل هنية ، رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة ( المقالة) لزيارة ايران في هذا الوقت الذي تنكشف ايران بدورها المعادي للقيادة الشرعية الفلسطينية، ومحاولاتها جر الفلسطينيين الى مغامراتها المنطقية والدولية، ودورها الداعم بشكل واسع ، لنظام عملاء ايران في سوريا، المتهاوي تحت اصرار الشعب السوري على اسقاطه، والعلاقة المفضوحة مع سياسات حزب الله وجرائمه، التي لم تعد سرا في لبنان. الزيارة تجيئ بعد اتفاق رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ، ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، على تجاوز الخلاف المدمر للشعب الفلسطيني واقامة حكومة وحدة وطنية برئاسة محمود عباس ، رئيس السلطة الوطنية، حتى إجراء انتخابات جديدة . وفي حقبة هامة جدا من المعركة السياسية التي تديرها السلطة الوطنية وكوادرها على الساحة الدولية، ضد التعنت الاسرائيلي . الأمر الذي يفترض عدم اعطاء اسرائيل تبريرات تسهل تعنتها واستمرار قمعها للشعب الفلسطيني. وعدم الظهور امام المجموعة الدولية بمواقف تفتقد لضوابط ثابتة ولرؤية مشتركة تعطي الموقف الفلسطيني شرعية قوة الإجماع الوطني حول موقف يلاقي تأييدا دوليا واسعا، ولس مجرد مواقف لا تلقى الا تصفيق الملالي في ايران . صدرت اصوات مسؤولة كثيرة تدعو اسماعيل هنيه لعدم زيارة ايران. منها اصوات عربية مسؤولة، وبالطبع أصوات فلسطينية، ولكنه أصر بشكل يثير التساؤلات حول الهدف الحقيقي من وراء زيارته ايران في هذه الظروف الحرجة فلسطينيا وعربيا ودوليا، بكل ما تشكله ايران من سياسات ومواقف على الساحة العربية والدولية. وبكل ما يتعلق بمعركة الشعب الفلسطيني للحصول على تأييد المجتمع الدولي من أجل انهاء الاحتلال واقامة دولة الشعب الفلسطيني الحرة المستقلة. هل أصبحت ايران لاعبا جديدا وقويا في المصير الفلسطيني؟ وهل يملك السيد هنية تفويضا لمنح ايران شرعية التدخل في المصير الفلسطيني؟ وهل من المناسب هذه المبايعة للنظام الإيراني وهو يواجه أكبر حملة دولية ضد مشاريعه النووية ؟ وهل يظن السيد هنيه أن ايران نووية ستكون درعا للشعوب العربية او للشعب الفلسطيني؟ ام ستجعل العالم العربي يعود الى عصر جليدي جديد يستمر عشرات او مئات السنين؟ المضحك ان ما لفت إنتباه بعض وسائل الاعلام ان السيد هنية امتنع عن الصلاة مع الشيعة فكتبت:" لله دره من رجل. حتى بين ظهراني من قدم له العون والمال لم يقدم الدنية في دينه ولم يصلي معهم. فعلاً رجل في زمان عز فيه الرجال". هكذا هي انتصارات العرب!! الا يكفي الشعب الفلسطيني اللاعبين العرب الذين مزقوا وحدته ،وجعلوا منظماته تستمد حياتها وشرعيتها من الأنظمة العربية الفاسدة، وأهملوا حقوقه؟ بل تحولت أكبر دولة عربية (مصر) في فترة نظام مبارك الى وسيط اسرائيلي ذليل بين اسرائيل والعالم العربي والفلسطينيين، لا تجروء على معارضة تصرفات اسرائيل وحضانة الولايات المتحدة لها حتى بكلمة؟ تصريحات هنية في ايران تتعارض بشكل كامل مع تصريحات محمود عباس في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة. عباس طرح رؤية سياسية وخطة عمل واضحة تتمشى مع القانون الدولي ومع الإتجاه الذي بدأ يتبلور على الساحة الدولية من موضوع الاعتراف بدولة فلسطينية على اساس حدود 1967 ، وارباك اسرائيل بتسانومي عزل سياسي دولي، يفضح حقيقة سياستها الاحتلالية والقمعية. حين ينجح محمود عباس وطاقمه السياسي بعزل اسرائيل دوليا، يقدم هنية لإسرائيل الف حجة جديدة لتبرير استمرار تعنتها ورفضها لكل الاقتراحات الفلسطينية العملية واقتراحات الرباعية الدولية ولكل الضغوطات الدولية ، بما في ذلك رفض اقتراح الرئيس الأمريكي اوباما (حليفها الاستراتيجي) حول حل على اساس حدود 1967. وقد تقود تصريحات هنية في ايران الى تخفيف عزلة اسرائبل السياسية ، وتبرير دولي لسياسة الحصار على غزة. الفيلدمارشال اسماعيل هنية، بمباركة ايرانية، يعلن من طهران:"سنحرر فلسطين من البحر الأبيض المتوسط وحتى نهر الأردن". ربما بعدم صلاته مع الشيعة سيحرر فلسطين؟ كلام عنتريات مللناه ولم يقدم للشعب الفلسطيني الا المزيد من الضياع والانعزال. من الواضح ، ان اسماعيل هنية يطعن بتصريحاته أيضا مواقف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. ويبدو ان الصراع داخل حماس على زعامة الحركة دفع هنية الى ايران ليتزعم حماس لحسابها، عبر اطلاق قذائف كلامية لم تجلب للشعب الفلسطيني الا المزيد من القمع والحصار والدماء وفقدان أي آمل بالتخلص من الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية وليس أي دولة ذات صيغة فئوية او طائفية أخرى. الزعامة الايرانية دعت الفلسطينيين الى رفض السلام مع اسرائيل. من أعطى لملالي ايران الحق بالتدخل في الشان الفلسطيني ، وعمليا الدعوة الى رفض اقامة دولة فلسطينية ما دامت اسرائيل قائمة. هل من تفسير آخر؟ كذلك بأي حق يطرح اسماعيل هنية نفسه، بعد ان جردته رسميا قيادة حماس من رئاسة حكومة غزة ، حسب الاتفاق مع السلطة الوطنية الفلسطينية؟ ماذا يقترح هنية وحلفائه ملالي ايران على الشعب الفلسطيني للخلاص من 62 سنة من العذاب والحصار والقمع وضياع مستقبل أجيال فلسطينية عديدة؟ ولماذا صمت اسماعيل هنية على سخرية المرشد الأعلى علي خامينئي على الرئيس الراحل ياسر عرفات؟ هل صمته هو صمت العروس ،أي قبول الطعن بياسر عرفات وما يمثله في مسيرة الشعب الفلسطيني من زعيم ايراني ينتمي بفكره للقرون الحجرية؟ ان ما انجزه هنية هو تعميق التوتر من جديد بين حركة فتح وحركة حماس. هل هذا هو الهدف من زيارة ايران ، نسف الاتفاق بين فتح وحماس؟ ايران اليوم دولة منبوذة دوليا، ومن الحماقة الظن ان ايران ستقدم للشعب الفلسطيني ما ينقذه من واقعه الصعب. كل سياسية ايران في منطقتنا باتت مفضوحة، وتعمل لتنفيذ المشروع الفارسي التاريخي ، بجعل العالم العربي ملحقا فقيرا وضعيفا بالدولة الفارسية. وذلك بدءا من مشروع اقامة حزب الله في لبنان، الذي يهدد مصير الديمقراطية العربية الوحيدة لبنان، ويهدد مستقبل الشعب اللبناني بمغامراته ، وانفراده باتخاذ قرارات مصيرية نيابة عن الشعب اللبناني، بتوكيل ايراني، وباخلال فظ لكل قوانين الدولة اللبنانية. وصولا الى حماية نظام القمع الفاسد في سوريا، والى ما تحاول ان تنفذه ايران في العراق من مؤامرة قد ترمي بالعراق في اتون حرب أهلية طائفية مدمرة ، تقود في النهاية الى تحويل العراق ، او جزئه الأكبر، الى منطقة نفوذ وامارة شيعية ملحقة بدولة الفقية القروسطية في ايران. زيارة اسماعيل هنية الى ايران، يجب ان يحولها الشعب الفلسطيني الى انتحار سياسي لاسماعيل هنية ،والى اسقاط كل تيار سياسي يتوهم بالخلاص على يد المهدي الإيراني. والى طرح أسئلة مصيرية عن الدوافع الحقيقية التي كانت وراء الانقلاب العسكري لحماس في غزة ضد السلطة الفلسطينية، وما هي برامج حماس السياسية للمستقبل؟ وهل الاتفاق بين محمود عباس وخالد مشعل ساري المفعول ام لعبة جديدة يدفع ثمنها في النهاية فقط الشعب الفلسطيني؟
د. ميرا جميل – كاتبة وباحثة فلسطينية ( متواجدة حاليا في كندا) [email protected]
#ميرا_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سياسة لا تنتج الا المسوخ
-
موضوع خطير..؟!
-
نزيف الدم القبطي - سيكون بداية لسقوط الثورة المصرية !!
-
الهم الكبير
-
كي ننشئ جيلا منتصب القامة
-
قصة : سر الخروج من مصر
-
هل صارت اسرائيل دولة ملالي ؟
-
قصة : اليقين والايمان ...
-
حوار مع المفكر الفلسطيني الدكتور أفنان القاسم حول خطته لإقام
...
-
الحوار حول خطة د. افنان القاسم
-
خطة الدكتور أفنان القاسم لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي اضا
...
-
من أجل حركة نسوية عربية
-
الله يفرِّج عن الحزب الشيوعي وخصوصا عن جريدة -الإتحاد-!
-
قصة : رجل ...!!
-
الامبراطورية لا تستجيب للنداء
-
من النصر الإلهي عام 2006
-
النمو الاقتصادي .. كطريق إلى الديمقراطية
-
صحيفة - الوقت- البحرينية تحاور الدكتورة ميرا جميل:العالم الع
...
-
علمانية للتنوير .. وعلموية للتخلف !!
-
النهضة المشلولة والأوهام الخارقة...
المزيد.....
-
ترامب يوضح دور إيلون ماسك في إدارته: لا يفعل أي شيء دون مواف
...
-
مصدر لـCNN: ترامب ونتنياهو يعقدان مؤتمرا صحفيا مشتركا الثلاث
...
-
ترامب يُعلّق فرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك لمدة شهر
...
-
في رسالة لأميركا..وزراء عرب يعارضون تهجير الفلسطينيين من غزة
...
-
الرئيس المصري يتلقى دعوة لحضور احتفالات الذكرى الثمانين للنص
...
-
روبيو: علينا أن نمارس مزيدا من الضغط على إيران
-
روبيو: وكالة USAID تقوض عمل الحكومة الأمريكية
-
طلاب من جامعة كولومبيا يقاضون الإدارة بعد إيقافهم بسبب مظاهر
...
-
إعلان حالة التأهب الجوي في خمس مقاطعات أوكرانية
-
مصر.. تفاصيل حكم ببراءة نجل الداعية الشهير محمد حسان في قضية
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|