عائشة التاج
الحوار المتمدن-العدد: 3638 - 2012 / 2 / 14 - 14:41
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
فلسفة الحب كبديل حضاري مميز
خلق الإنسان كي يملأ الحياة حياة ,,,,ونبض الحياة الأكثر قدرة على لحم الروابط الإنسانية سواء في شكلها الصغير أو في أشكالها الكبرى هو الحب ،
بالحب تغدو الحياة مليئة بالجمال واللذة ،ينطق أي فعل فيها بمتعة لا تقدر ,,,,,بالحب يكون الفعل البشري ذي معنى , لذلك قيل بأن واجب الإنسان الأوحد هو أن يحب ,
عندما يحب أي إنسان أخاه الإنسان سوف تنتشر الطاقة الإيجابية بين بني البشر وتغدو الأواصر وثيقة والروابط قوية
وبهذا ستشكل البشرية كتلة موحدة ضد كل أشكال التحديات التي تشعر الإنسان بضآلته أمام جبروت هذا الكون اللامتناهي وألغازه اللامحدودة .
عندما ينتشر الحب في النسيج المجتمعي ستتقلص الكثير من بؤر التوتر ،ويحل التكافل والتضامن محل الصراع والنزاع والاقتتال ، بل ستتغير حتما القيم التي تنتظم المجتمعات حولها بما يخدم فلسفة الحب ونمطها الثقافي البديل
إن أي مجتمع يجعل من الحب قيمته الأعلى ستتحول المصالح داخله من فئوية إلى عمومية ومع انحسار حواجز الفئات والطبقات تتمطط طاقة الحب أفقيا و عموديا و ينتشر الدفء البشري الذي هو اسمنت العلاقات الإنسانية وضامن لحمتها الأبدية بدون منازع .
لقد ظهر العديد من فلاسفة الحب عبر التاريخ وبرهنوا فكريا على نجاعة طروحاتهم لكن شاءت العديد من الشروط أن تظل أفكارهم النيرة أقل تداولا من الفقاعات التي تطفو على السطح ويضمن لها عرابو التسطيح والفكر النفعي الضيق الانتشار خدمة لمصالحهم البئيسة
ولعل ما يعيشه العالم اليوم من اختلالات كبرى سواء في شقها الاقتصادي أو الاجتماعي والسياسي وما ينجم عنه من اضطرابات واقتتال بين البشر يذهب ضحيته ملايين الأبرياء هو نتيجة لضحالة الفكر البشري المهيمن لحد الآن والذي ينشر قيما هجينة تصب في اتجاه تحقير الإنسان لأخيه الإنسان
وتدعم الكراهية والغل والحقد مما يفضي لشلالات الدم وركامات البؤس التي تكرمنا بها وسائل الإعلام صباح مساء
لا بديل عما يحدث هنا والآن غير فكر جديد يمتح طاقته من فلسفة الحب ويقرب المسافات بين بني البشر كما قال فيلسوف الحب ابن عربي :
قد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان، ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طـائـف
وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت
ركائبه.. فالحب ديني وإيماني
دامت حياتكم مفعمة بالحب ولتسقط الكراهية تحت أي مسمى كان ،فالكراهية هي مهماز الحروب والاقتتال بين البشر ، وحكام العالم الذين ينشرون الحروب هم ناقصو حب بالتأكيد وكل من ينشر الظلم والقسوة والفظاعات محروم من الحب في شكله الأسمى ,,,,الحب هو الجواب عن رداءة أوضاعنا البشرية الحالية
وحدها فلسفة الحب قمينة بأعطاء البديل الحضاري المميز لأن الحب يغذي السلم والسكينة والطمأنينة ،
دامت لكم أبهى اللحظات المفحمة حبا ومودة وحنانا
:عائشة التاج
#عائشة_التاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟