أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرانسوا باسيلي - في الطريق إلي مصر البدوية














المزيد.....

في الطريق إلي مصر البدوية


فرانسوا باسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3638 - 2012 / 2 / 14 - 09:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التطهير العرقي - أي إبادة شعب بسبب اختلافه الديني أو العرقي - يبدأ دائمأ بالتهجير الجماعي له، وهذا ما فعلوه بالأقباط في العامرية بمصر، بعد أن فعلوه بالأقباط في عدة قري أخري في عهد المجلس العسكري.
جلسات الصلح العرفي التي قام بها السلفيون في العامرية بالاسكندرية، التي كانت عروس البحر الأبيض المتوسط وأصبحت عاصمة السلفية المستوردة إلي مصر، علي اثر ما قيل أنها علاقة بين رجل مسيحي وامرأة مسلمة، هي مصاطب بدوية لا تليق بمصر ولا بأي دولة حديثة، ولم تكن موجودة في مصر منذ سعد زغلول إلي عبد الناصر، ولم تظهر إلا بعد غسيل مخ المجتمع المصري من قبل الاخوان ثم السلفيين..مصر في ظل هؤلاء تخرج من العصر تماما بل تخرج من جلدها لأن مصر - قبل الاخوان والسلفيين كانت دائماً - منذ مينا موحد القطرين - دولة قوية بها قانون وقضاء محترم وليس مصاطب الإرهاب والتهجير الجماعي الإجرامي.
أسفرت هذه الجلسات الجاهلية عن إجبار ثمانية عائلات قبطية بأكملها، برجالها ونسائها وشيوخها وأطفالها - ومعظمهم ليس لهم علاقة بالموضوع أصلا ولكنهم فقط أقباط، تحت التهديد السافر بما هو أشد - علي ترك بيوتهم ومتاجرهم وأملاكهم والرحيل عن مسقط رأسهم إتقاء لشر من قاموا "بالصلح"، هذه الجريمة ضد الانسانية وقعت تحت سمع المجلس العسكري وبصره وبمعرفة ضابط شرطة مسؤل، وبعد عشرة أيام علي هذه الجريمة ما زال المجلس العسكري يتجاهلها تماما وكأنها قد حدثت في بلد لا علاقة له به. كما لم يقم مجلس الشعب بقبول طلب التحقيق في الحادثة المقدم من قبل بعض الأعضاء الليبراليين واليساريين.
هناك دائما تبريرات بائسة لكل جريمة، وهل علاقة بين رجل وامرأة ناضجين وليسا قصرا، حتي إن صحت، وهناك شكوك حول هذا، يعني أن نقوم بتهجير عائلات قبطية بأكملها من القرية أم نطبق القانون؟ علينا أن نختار إما أن تكون مصر دولة قانون أو عزبة لعصابة مافيا كما كانت في عهد المخلوع، ولكننا في عهد الثورة وهو ما يجعل الموضوع أكثر بشاعة وخطراً. إن لم يقوم المجلس العسكري بمسئوليته بالتحقيق الشفاف وتقديم المتورطين في جريمة التهجير الجماعي للأقباط وجرائم حرق وهدم وسرقة متاجرهم إلي المحاكمة وتطبيق القانون فعليه وحده تحمل نتائج اهماله الجسيم الذي يجعله مشاركا بالصمت في جريمة ضد الانسانية.
هل أصبحت مصر دولة دينية؟ لاحظ أن الصفة التي يوصف بها الشيخ حافظ إسماعيل المرشح لرئاسة الجمهورية المصرية، هي المرشح السلفي. أي أن هويته الدينية هي أهم ما يميزه..هل كان سعد زغلول يقال عنه "المرشح السني"؟ هل كان مكرم عبيد يقال عنه النائب القبطي؟ لا. هل تعرفون ماذا كان لقب مكرم عبيد؟ إنه "المجاهد الاكبر". مصر الدولة تتحول إلي دولة دينية بعد أن تسبب السادات و مبارك المخلوع في تحويل المجتمع المصري إلي مجتمع متهوس دينيا.
هل أصبحت مصر دولة دينية؟ الشيخ حسان يطلب عدم أخذ معونات خارجية، هل أصبح مستشارا سياسيا وإقتصاديا أيضا؟ هل سيقوم الدعاة برسم سياسة مصر الخارجية؟؟ هذا ما حذرنا منه ولم يستمع المجلس العسكري المتواطيء مع أحزاب الاخوان والسلفيين. هذا طريق منحدر يؤدي إلي هاوية الدولة الدينية وهي هاوية مظلمة، لا أريد الشيخ حسان ولا البابا شنودة أن يتدخل في السياسة وكل الدول الديمقراطية تفصل بين الإثنين ومشكلة مصر أنها علي الطريق الذي يؤدي إلي الدينوقراطية وليس الديمقراطية.
أنا لا أناقش جدوى دعوة الشيخ حسان وهو ليس أول من دعا إليها و شخصيا أنا متفق مع الفحوى ولكن المسألة هي في المبدأ، أدعو أن يلتزم رجال الدين بالدعوة الدينية فقط وأي خلط بين الدين والسياسة يفسد كل شيء لأني استطيع أن أقول للسياسي أن فكرته خطأ ولكن حين تقول هذا للداعية يبدأ في تخويفك بنصوص مقدسة يدعي أنها تؤيد فكرة وتجد نفسك أصبحت فجأة عدوا للدين وليس مختلفا مع فكر سياسي، هنا تكمن الخطوره، لو ترك الغرب الحبل علي الغارب لرجال الدين ليتدخلوا في السياسة أو الاقتصاد، لما تقدم أو تحرر، هذا درس لا نتحمل أن ننساه وإلا لن تتقدم مصر في هذا القرن.
أنك لو قبلت أن يفتيك رجل الدين في شأنك السياسي أو الإقتصادي فعليك تحضير نفسك عندما يقول لك أنه إذن المؤهل لأن يحكمك ويحدد لك ماذا تأكل وماذا تشرب، ماذا تلبس وماذا لا تلبس، كيف تسافر ومع من تسافر ولا تسافر، كيف تدخل المرحاض وكيف تخرج منه، هل تخرج المرأة للعمل أم تجلس في البيت، هل تعمل بجانب الرجل أم من وراء حجاب، من هو المسلم الصالح ومن هو المسلم المارق الذي يطبق عليه الحد، كل هذا وأكثر هو ما ينتظر من يسلمون رقبة حريتهم لرجال الدين الذين يريدون إستعباد خلق الله بدعوى أن لديهم توكيلا حصريا بتفسير النصوص المقدسة والتحدث بإسم السماء. إن كانت العبوديه لهؤلاء تستهويكم فهللوا لها إذن فهي قادمة إن لم تعوا.



#فرانسوا_باسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قال لي: أمريكا هي الشيطان الأكبر
- حادث أليم
- من أجل مصر الجديدة
- قال لي: أنت متحامل علي الاخوان
- القاعدة بلا بن لادن: من غزوة مانهاتن إلى غزوة الصناديق
- صلاح جاهين: شاعر ثورة 52 الحاضر في ثورة 2011
- لماذا تعادي المجتمعات العربية المرأة؟
- قرابين العروس
- دم في العيد
- هل بدأ إنهيار الامبراطورية الامريكية؟
- لماذا لا يثور المصريون؟
- الطغاة والدعاة والغزاة فى غزة
- يوم المرأة العالمى: لماذا لا تحكم العرب امرأة ؟
- ثلث قرن على رحيلها: ام كلثوم ورحلة المجد والانحدار العربى
- تسعون عاما على ميلاده: لماذا لايموت عبد الناصر؟
- عام على رحيله: مزامير نجيب محفوظ
- الاسلاميون يطالبون بقتل المرتد في مصر: الأسلمة والتنصير: من ...
- قم يا مصري
- فى حب رجاء النقاش: فارس الادب الجميل
- كفاية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرانسوا باسيلي - في الطريق إلي مصر البدوية